موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٤ يوليو / تموز ٢٠١٦
حوار مع كاهن عمره 10 أيام... الأب ريمون حداد في ناعور
تقرير: هلا دبابنة ، تصوير: طيف جورج :

بعد عشرة أيام من سيامته كاهنًا، أطل الأب ريمون حداد ليترأس صلاة الأحد في رعية قلب يسوع الأقدس في ناعور، وبينه وبين الرعية صداقة خاصة، إذ أمضى شهرين في السابق خلال فترة الصيف كمرشد للمخيمات الصيفية، فتكونت بينه وبين الشبيبة في الرعية علاقة من الأخوة والصداقة.

كانت القراءات والصلوات من الأحد الرابع عشر من زمن السنة، حيث يرسل السيد المسيح الاثنين والسبعين ويقدّم لهم خارطة الطريق، أو بيانهم الرسولي بين الناس...

وكذلك لم يكن القديس توما الرسول منسيًا، فهو يوم عيده المتزامن مع الأحد، يوم القيامة الذي يذكرنا بظهور الرب القائم، وبشك توما وإيمانه بعد تعنت و"عناد"... كما تقول إحدى الترانيم الفصحية.

لم تكن الكزرة اعتيادية، بل حوارية بين كاهن الرعية الأب رفعت بدر والأب الضيف ريمون:

وماذا نقول بعد 10 أيام فقط من الكهنوت؟

ابتدأت الأسئلة من قبل السيمنير (أي معهد الكهنوت) كيف شعر الأبونا بالدعوة الكهنوتية. فقال أنه ذهب إلى المعهد على عمر 13 عامًا فقط... وتتبع المراحل بالتدريج، فأنهى المرحلة الثانوية والفلسفة واللاهوت، ومن بينهما سنوات اللغة الفرنسية والروحانية والخبرة الرعوية في رعية ...

وحول إذا ما فكر بالإنسحاب والتوقف، يومًا، أجاب الأب ريمون متأثرًا: نعم لقد فكرت بالأمر بعد وفاة والدي، رحمه الله، في سنة اللغة الفرنسية، فقد تعرضت لضغط نفسي ولرغبة في الخروج، إلا أن آبائي الكهنة وإخوتي الشمامسة قد قدموا لي مشورتهم ومساندتهم، فأكملت الدرب، والحمد لله.

وحول دور الأهل التشجيعي، قال الأب حداد الذي سيم كاهنًا في الثالث والعشرين من حزيران الماضي، أي قبل 10 أيام فقط، إن الأهل يتمتعون بدور رئيسي، وهو دور الصلاة والدعاء، وبدوري أنا أقول لهم لا تندموا فالرب كما يقول القديسون، يغمر البيت الذي يخرج منه كاهن أو مكرس أو راهبة بنعم وخيرات وفيرة.

وقال له كاهن الرعية : في الرسامة الكهنوتية أنت تنبطح أرضًا، علامة الموت مع المسيح، إلا أنها مرحلة صلاة من أجل أعز النيات في قلبك، فلمن صليت؟ فأجاب صليت من أجل روح والدي العزيز، ثم من أجل أهلي والمعهد الإكليريكي والكهنة والراهبات. ثم صليت من أجلي لكي يثبتي الرب في هذه الدرب الرائعة.

وأخيرًا طلب منه الأب بدر، ماذا يقول لشباب وشابات يشعرون بدعوة التكريس في الكهنوت والرهبانية؟، فقال: إن الرب يستحق منا كل تضحية، وهو الذي يدعونا، وكذلك هو الذي يقوينا على تحمل المشاق والسير الحثيث دائمًا نحو الأمام.

وختم الأب بدر الحديث بقوله: بالأمس القريب احتفل البابا بندكتس بـ65 سنة على كهنوته، والبطريرك فؤاد الطوال بـ50 سنة، وأنا شخصيًا بـ21 سنة، وأنت يا أبونا ريمون بـ10 أيام اليوم. وكلنا نقول مع القديس بولس في القراءة الثانية: معاذ الله أن نفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح.

وبعد القداس والسلام على الناس، أقامت الشبيبة المسيحية في الرعية احتفالًا مفاجئًا بعيد ميلاد الأب ريمون الذي صادف يوم أمس، وقطع الكعك وأضيئت الشموع متمنين له عمرًا مديدًا زاهرًا.