موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٦
حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكانية تقبل في حضنها الأخ أيمن بطحيش
الناصرة – حراسة الأراضي المقدسة :

"هاءنذا"! بهذه الكلمة أجاب الأخ أيمن بطحيش، عندما دعي بإسمه. إنها الكلمة الأولى التي نطق بها هذا الراهب الشابّ من حراسة الأراضي المقدّسة، حيث أعلن نذوره الرهبانية الإحتفالية خلال الاحتفال المهيب الذي أقيم في كنيسة البشارة في الناصرة. هي "نعم" أجاب بها على دعوة الربّ له في المكان عينه الذي قيلَت فيه يوماً تلك "النّعم" الشهيرة عبرة التاريخ، والتي نطقت بها مريم أمام الملاك.

أقيم الإحتفال يوم السبّت الأوّل من تشرين الأوّل في الكنيسة التي إليها ينتمي أيمن، وبمشاركة جميع أفراد عائلته وأصدقائه. دخل والداه اوّلاً، حاملين في تطواف أيقونة يسوع ومعه التلميذ الحبيب يوحنا. ثم رفع الأخ أيمن صوته قائلاً: "أطلب أن أنذر حياتي حسب قوانين وحياة رهبانية الأخوة الأصاغر متبعاً تعاليم وخطوات سيدنا يسوع المسيح بكل أمانة حتى النفس الأخير من حياتي" أمام جماعة المؤمنين كلّها وسائر الأشخاص الذين لهم في حياته مكانة خاصّة، أعلن الأخ أيمن التزامه في عيش حياة الفقر والعفّة والطّاعة عينها التي اختارها قبلاً القدّيس فرنسيس لنفسه وللإخوة رفقائه.

وفي عظته، عبّر حارس الأراضي المقدّسة الأب فرانشيسكو باتون في ثلاث كلمات عن ماهيّة الدعوة لإتباع يسوع، وهي: عطيّة وايمان وخدمة. أمّا الكلمة الأولى فلأن الدعوة هي هبة من الله، والثانية فهي لأن الثقة والأمانة تساعدان على الثبات في الإستجابة لهذه الدعوة، والثالثة فهي لأنها دعوة إلى خدمة الآخرين. وتابع الأب الحارس قائلاً: "أخي العزيز أيمن، أتمنّى أن يكون لك قلب نبيل وأن تستطيع تقديم الخدمة للبسطاء والفقراء، وفقاً لمدرسة القدّيس فرنسيس". إن إجابة الإنسان بــِ"نعم" على دعوة الله، تساوي إجابة مريم حين قالت : "هاءنذا". وأردف الأب الحارس قائلاً: "هاءنذا! هو المعنى العميق للتقدمة التي ستُتِمّها، حين تضع على المذبح صكّ نذورك مكتوباً بخط يدك ومُعلَناً بشفتيك. بهذه الرتبة أنت تقول: أنّا موافق على أن أُوحّد بين تقدمة حياتي وتقدمة حياتِكَ".

بتأثّر كبير، أجاب الأخ أيمن على سؤال الكاهن له إن كان يريد الإلتزام باتّباع الرّبّ ومحبّة الإخوة وتكريس حياته لشهادة الإنجيل، قائلاً: "نعم، أريد". عندما بدأت طلبة جميع القدّيسين، سجد الأخ أيمن مستلقياً بجسده كلّه على الأرض أمام المذبح سائلاً معونتهم. وبعد أن قرأ بالعربيّة نص قانون الإيمان، تمّ قبول الأخ أيمن في الجماعة الرهبانيّة إذ تقدّم الإخوة منه الواحد تلو الآخر لمعانقته وتقبيله. أخيراً، نزل الراهب الشّاب عن المذبح لمعانقة والديه وعائلته بمشاعر كبيرة من التأثّر المتبادل.

قبل البركة الختاميّة، عبّر الأخ أيمن عن فرحه قائلاً: "أريد أن أشكر الله على عطية الحياة والحياة المكرّسة. وأشكر الربّ أيضاً على أنّه منحي عائلتي هذه التي ترافقني اليوم في هذه الخطوة الهامّة من حياتي. ولا أنسى إخوتي الذين قبلوني في أخوّة الرّهبنة". ثم قام بتوجيه شكره إلى حارس الأراضي المقدّسة الأب فرانشيسكو باتون، وحارس الأراضي المقدسة السابق بييرباتيستا بيتسابالاّ، اضافة إلى الأساقفة الحاضرين ومن بينهم المطران كمال حنّا بطحيش، وكاهن رعيّة الناصرة، ومرشده الروحي الأب نجيب ابراهيم وسائر المعلّمين الذين رافقوه. واختتم قائلاً: "أطلب منكم الصلاة لأجلي ولأجل عائلتي والسلام في سوريّا".