موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٨ يوليو / تموز ٢٠١٨
ترجّل فارس الحوار بين الأديان الموحّدة: الكاردينال جان لويس توران

الأب د. بيتر مدروس :

<p dir="RTL">وُلد الكردينال توران في بوردو قبل خمس وسبعين سنة. وتوجّه في شبابه -سنة 1965- إلى لبنان متطوّعًا في سبيل التّقارب اللّبنانيّ الفرنسيّ. وأحبّ لبنان &quot;بابًا للشّرق الأوسط كلّه&quot;. ولاحقًا خدم أمينًا لسرّ السّفارة البابويّة في بيروت من سنة 1979 إلى 1983. وكان نيافته يؤيّد الكلمة المأثورة للقدّيس الحبر الأعظم يوحنّا بولس الثّاني: &quot;لبنان أكثر من رسالة!&quot;</p><p dir="RTL">سنة 2003 عُيّن كردينالاً وبعدها رئيسًا للّجنة الحبريّة في سبيل الحوار &nbsp;بين الأديان الموحّدة، وخصوصًا الإسلام. وقد رأى بعضهم تعيين نيافته بنوع من التّحفّظ والحذر، لأنّه كان متخصصّا في الفلسفة واللاهوت (حمل إجازة في كلّ منهما) ودكتوراة في الحقوق الكنسيّة، لا في الإسلاميّات ولا في العلوم الشّرقيّة. وصحيح أنّ نيافته كان أحيانًا يرى الإسلام والأمور الشّرقيّة بنظرة فلسفيّة غربيّة ما خلت أحيانًا من تصوّر الأوضاع بأفضل ما كانت عليه، لا من باب الأوهام، بل من بوّابة الرّجاء. فكان نيافته &quot;كردينال الحوارات المحالة&quot; والمهمّات الصّعبة والتّفاؤل بناءً على الإيمان بالله وبانتصار الخير. وكان يحلو لنيافته أن يردّد: &quot;كلّما أزداد &quot;رومانيّة&quot; وفاتيكانيّة، أزداد شموليّة&quot;. فكنيسة روما منذ تأسيسها جامعة رسوليّة.</p><p dir="RTL">وتميّز الكردينال توران بلطف وحنكة وحكمة هي من شيم الدّبلوماسيّين الّذين &quot;أولوا جميع النّاس حبًّا مقدّسًا&quot; ووضعوا فنّ الحوار سبيلاً إلى المودّة المتبادلة&nbsp; بين &quot;النّصارى&quot; و&quot;الّذين آمنوا&quot; (سورة المائدة 83). ومن مآثر نيافته كبير جهوده في سبيل التّقارب بين الكرسي الرسولي الرّومانيّ الفاتيكاني ومؤسّسة الأزهر وتوطيد العلاقات الودّيّة الشّخصيّة بين قداسة البابا فرنسيس وسماحة الإمام الأكبر أحمد الطّيب.</p><p dir="RTL"><strong>خاتمة</strong></p><p dir="RTL">كلّل الله جهود الكردينال الرّاحل توران (الّذي انتقل من هذه الفانية يوم الخميس الماضي، الموافق الخامس من تمّوز يوليو). وكما قدّر تعالى نيافة الكردينال أن يساهم سنة 1975 في &quot;اتّفاقات هلسنكي&quot; لإنهاء الحرب الباردة في أوروبا وروسيا، هكذا جعله الله من &quot;جسور الحوار&quot; ومهندسي الوفاق.</p><p dir="RTL">رحم الله الكردينال توران، وأنعم على خلفائه ومعاونيه، ولا سيّما الأسقف أيوسو والأب خالد عكشة وسائر أعضاء لجنة الحوار بين الأديان، وعلى رأسهم قداسة الحبر الأعظم فرنسيس ذي الصّدر الرّحب والقلب المحبّ!</p>