موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ٣٠ ابريل / نيسان ٢٠١٩
بمشاركتك النجاحات تمنح الحافز والقوة للآخرين

علاء علي عبد :

تمر بالمرء لحظات سعيدة لأسباب مختلفة كأن يصله خبر نجاحه بأمر ما، هنا يكون أول ما يخطر ببال المرء أن يشارك فرحته مع الآخرين. معظمنا نشعر بهذه الرغبة، لكن بعد مرور قليل من الوقت يبدأ المرء باستعادة تفكيره الهادئ ويسأل نفسه ترى لمن أشارك فرحتي؟ لتظهر في ذهنه قائمة معارفه أقرب الناس إليه، لكن ذهنه يبدأ يفكر باتجاه أن مشاركة نجاحه قد يفسر على أنه نوع من التكبر أو التفاخر.

على الرغم مما سبق، فإن الواقع يقول إن مشاركة المرء نجاحه مع الآخرين ما هي إلا جزء مهم من هذا النجاح. لا بد وأننا جميعا سمعنا عن قصص أشخاص ناجحين في شتى المجالات، قصص مؤثرة تبين كيف تمكن أحدهم من تجاوز الصعوبات التي اعترضت طريقه ليصعد أعلى سلم المجد، سواء سمع المرء أو روى مثل تلك القصص الحقيقية، فإنها تسهم في إيقاد شعلة بداخله تدفعه للأمام ولتحقيق المزيد من التقدم. وبعد أن علمنا أهمية قصص النجاح بالنسبة للجميع، عليك أن تعلم بأن قصة نجاحك لا تقل أهمية عن أي قصة أخرى؛ حيث يمكن أن تجعل البعض يغيرون نظرتهم للحياة وهذا قد يجده البعض مستغربا، لكنه واقعي إلى أبعد الحدود. فمن خلال قيام المرء بمشاركة نجاحه مع الآخرين، فإنه في الوقع ينشئ لديهم الحافز للعمل والقناعة بقدرتهم على تحقيق النجاح في مجالهم أيضا.

ومن جهة أخرى، فإن قيام المرء بتحفيز الآخرين يعود عليه بالنفع من خلال زيادة الحافز الخاص به أيضا. ولو بدا هذا الأمر مستغربا، فيكفي أن نعلم بأن قيام المرء بالتحدث عن نجاحه يفتح له المجال لاستعادة الخطوات التي أوصلته لهذا النجاح. هذا الأمر يجعله يرى جهده بوضوح ويفتح له آفاقا جديدة يمكن من خلالها أن يرفع سقف طموحه أكثر وأكثر.

كثيرا ما يشعر المرء بأن ما يطمح للوصول إليه يكاد يكون مستحيلا، وهذا عائد لكون البشر بطبيعتهم يتذكرون الأحداث المهمة في حياتهم لكنهم لا يتذكرون تفاصيلها الدقيقة، التي من خلالها يدركون كيف وصلوا لما وصلوا إليه.

لذا، وعلى الرغم من أن مجتمعاتنا قد ترى بأن حديث المرء عن قصص النجاح الخاصة به يحمل الكثير من السلبيات كأن يظهر أمام الآخرين بالمتفاخر وما إلى ذلك، إلا أن الواقع أن مشاركة الآخرين النجاح يعد الأسلوب الصحيح الذي علينا اتباعه.

(الغد)