موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٢ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
بعد تلقيهم مئات الطلبات.. أساقفة إيطاليا يوكلون البلاد لقلب مريم الطاهر في الأول من أيار
"يكتسب إيكال البلاد والشعب الإيطالي إلى قلب مريم الطاهر، في أول أيام شهر أيار المقبل، معنىً كبيرًا في حالة الطوارئ الحالية، سواء بالنسبة لإيطاليا، كما للمرضى والعاملين الصحيين، الأطباء والعائلات والضحايا"
كاتدرائية القديسة مريم، بالقرب من كارافاجيو، بمقاطعة بيرغامو، شمال إيطاليا

كاتدرائية القديسة مريم، بالقرب من كارافاجيو، بمقاطعة بيرغامو، شمال إيطاليا

وكالات :

 

بعد الاقتراحات المتعدّدة وطلبات مئات المؤمنين، تعهّد مجلس الأساقفة الإيطالي بتكريس البلاد لحماية مريم العذراء كعلامةٍ على الخلاص والرجاء، وذلك يوم الجمعة 1 أيّار 2020، في أمسية صلاة ستتم في كاتدرائية القديسة مريم، بالقرب من كارافاجيو، بمقاطعة بيرغامو (شمال).

 

وأوضح بيان المجلس بأن شهر أيّار هو الشهر المخصص تقليديًا للسيدة العذراء إذ تتمّ تلاوة المسبحة الوردية وتقام رحلات الحج إلى المزارات، وتكثر الطلبات لشفاعة العذراء. وأن بدء هذا الشهر مع فعل التكريس يكتسب معنى خاصًا جدًا لكل إيطاليا في الوقت الحاضر. وأشار إلى أن كارافاجيو، الواقعة في أبرشية كريمونا ببيرغامو، قد عانت الكثير إذ أنّها تأثّرت بشدة من تفشّي جائحة Covid-19.

 

رئيس المجلس

 

وعقب هذ الإعلان، تحدّث لموقع فاتيكان نيوز رئيس المجلس الأساقفة الكاردينال غوالتييرو باسيتي، حيث أشار إلى أن الأول من أيار هو أيضًا عيد القديس يوسف العامل، لافتًا إلى أن جزءًا كبيرًا من عالم العمل متوقف في الوقت الحالي بسبب الوباء. وتطرق في هذا السياق إلى العمل لا باعتباره موضوعًا اقتصاديًا فقط، بل هو مرتبط بشكل وثيق بدعوة الإنسان الذي يحاكي الله الذي خلق العالم، فالعمل يخلق العلاقات ويشكل الجماعات والحوار واللقاء، أي أنه ضروري بالنسبة لحياة الإنسان، مؤكدًا الرغبة في التشديد على هذه القيم التي تؤمن بها الكنيسة بعمق.

 

وأشار إلى لفتات التضامن والقرب التي تميز مرحلة الوباء هذه، وأعطى مثلا من أبرشيته بيروجا حيث قام السجناء بحملة تبرعات للمستشفيات رغم ما يعانون منه في هذه الفترة حيث لا يتلقون زيارات ولا يمكن الإصغاء إليهم، مذكرًا في هذا السياق بحديث البابا فرنسيس عن ضرورة تفادي السير على درب الأنانية حيث يحاول الجميع تخزين ما يمكن لأنفسهم، مشددا على اختيار درب المقاسمة التي يعلمنا إياها الإنجيل.

 

وتحدث نيافته عما قدمه ويقدمه الكهنة والرهبان والراهبات خلال حالة الطوارئ الحالية والذين فقد الكثير منهم حياته. وذكّر بوصف البابا فرنسيس الأطباء والممرضين والكهنة والرهبان والراهبات بالملائكة والقديسين، إلا أن الكاردينال باسيتي قد أعرب عن أسفه لرحيل هؤلاء الأشخاص بدون الجنازات والتي لها أهمية لا للضحايا فقط، والذين يمكن دائمُا اصلاة من أجلهم، بل للجماعة المسيحية. وواصل حديثه مؤكدُا حاجة الجماعة إلى التأمل في هذه الأمثلة، في الموتى، وخاصة مَن تميزوا باالسخاء وأعطوا المزيد.