موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٨ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٣
بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس يتحّدون في نداء من أجل السلام والعدالة
بيان صادر عن بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس في ظل العنف المستمرّ

أبونا :

 

الأراضي المقدّسة، مكان مقدّس لملايين الناس حول العالم، تعيش حاليًا في ظل عنف ومعاناة بسبب النزاع السياسيّ المستمرّ، وانعدام العدالة واحترام حقوق الإنسان. نحن، بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، قد ناشدنا مرارًا وتكرارًا بأهميّة احترام الوضع القانونيّ والتاريخيّ القائم "الستاتيكو" للأماكن المقدّسة. في هذه الأوقات الصعبة، نتحّد اليوم لنرفع أصواتنا مردّدين رسالة السلام والمحبة الإلهيّة لجميع البشر.

 

بصفتنا حرّاسًا للإيمان المسيحيّ، المتجذّر بعمق في الأراضي المقدّسة، نقف مع شعوب المنطقة الذين يعانون من عواقب الصراع المستمرّ. إيماننا، الذي يستند إلى تعاليم السيّد المسيح، يجبرنا على المطالبة بوقف جميع الأنشطة العسكريّة والعنيفة التي تجلب الضرّر للمدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين على حدّ سواء.

 

نُدين بشكل قاطع كلّ الأعمال التي تستهدف المدنيين، بغض النظر عن جنسيتهم أو عرقهم أو ديانتهم. مثل هذه الأعمال التي تعترض مع المبادئ الأساسيّة للإنسانيّة وتعاليم السيّد المسيح، الذي ناشدنا أن "نحب قريبك كما تحب نفسك" (مرقس 12: 31).

 

نتمنى ونُصلي بحرارة لكي تستجيب جميع الأطراف المعنيّة لهذا النداء من أجل وقف فوري للعنف. ونطالب القادة السياسيين والسلطات المعنيّة لأن تبدأ في حوار مشترك صادق يبحث عن حلّ دائم يعزّز العدالة والسلام والمصالحة لشعوب هذه الأرض، الذين عانوا من أعباء الصراع لفترة طويلة جدًا.

 

بصفتنا قادة روحيين، نمدّ يد العون إلى جميع الذين يعانون، ونصلّي أن يمنح الله الراحة للمعبين، والقوة للمتعبين، والحكمة لأولئك الذين يشغلون مناصب السلطة. ندعو المجتمع الدوليّ إلى مضاعفة جهوده للوساطة في تحقيق سلام عادل ودائم في الأراضي المقدّسة، استنادًا إلى حقوق متساويّة للجميع إلى الشرعيّة الدوليّة.

 

دعونا نتذكر كلمات الرسول بولس: "لأنّ الله ليس إله فوضى، بل إله سلام" (1 قور 14: 44). بروح هذه الرسالة الإلهيّة، ندعو الجميع إلى العمل بلا كلل نحو وقف العنف وبناء سلام عادل ودائم يسمح للأرض المقدّسة بأن تكون مصبًا للأمل والإيمان والمحبّة للجميع.

 

نرجو أن تكون نعمة سيدنا المسيح، محبّة الله، وشركة الروح القدس معنا جميعًا خلال هذه الأوقات الصعبة.