انطلقت مساء الأربعاء في البحر الميت أعمال مؤتمر القانون الكنسي الخامس حول "الزواج وأحكامه وأصول المحاكمات الكنسية"، بتنظيم من المحكمة الكنسيّة للبطريركية اللاتينية في القدس، وجامعة اللاتران البابوية في روما.

وقال البطريرك فؤاد الطوال إن مؤتمرنا هذا خير شاهد على التزام الكنيسة بمتابعة محامييها وتعميق معرفتهم بتعاليم الكنيسة فيما يخص الزواج وأحكامه واصول المحاكمات الكنسية لخدمة العائلة، مضيفًا أن برنامج المؤتمر يشير بشكل واضح إلى مسيرة المؤتمر وتطوره في متابعة المحامين ليس من الناحية المهنية فقط بل متابعتهم ومساعدتهم على عيش ايمانهم من خلال حياتهم المهنية.

وبيّن أن المؤتمر يحمل عنوان "العدل ثمرة الحق"، مشيرًا أنه بدون الحق لن يوجد العدل ولن يوجد السلام لأعلى مستوى الحكومات ولا على المستوى المحلي، معبّرًا عن رضاه عن عمل المحاكم الكنسية وطواقمها ومثابرتهم على خدمة العدالة بمهنية ونزاهة والتزامهم بإعطاء البعد الراعوي حقه في معالجة القضايا الزوجية.

وقال المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية الأب بييرباتيستا بيتسابلا إن الانسان هو جوهر خدمتنا وعملنا في حقل القضاء الكنسي، ويأتي هذا المؤتمر لبيان كيفية خدمة العائلات التي تعاني من مشاكل وانقسامات في ضوء سنة الرحمة التي أعلنها البابا فرنسيس، وأيضًا في ضوء التجديدات على القانون الكنسي.

وأضاف في أول كلمة له بعد تعيينه من البابا فرنسيس مدبرًا رسوليًا: إننا في هذه المنطقة نعيش كأديان مختلفة وتعددية في الكنائس، وقد يكون هنالك مجال للشك باختلاف النظرة حول سر الزواج وجوهر العائلة، ولكننا في نهاية المطاف نتحد جميعًا بنظرتنا الرحيمة نحو كل إنسان متألم خاصة عندما تتعمق المحبة.

وأكد القائم بأعمال السفارة البابوية في الأردن المونسنيور روبيرتو كونا، باسم السفير البابوي المطران ألبيرتو أورتيغا مارتن، على البراءة البابوية التي صدرت حديثًا عن البابا فرنسيس، وتم فيها إدخال تعديلات على قانون أصول المحاكمات الكنسية التي ركزت على التسريع بإجراءات بطلان الزواج دون التأثير على نظرة الكنيسة حول ديمومة الزواج وعدم انفصاله.

وألقى القاضي في المحكمة الكنسية في القدس الأب الدكتور فيصل حجازين كلمة حول الإرشاد الرسولي للبابا فرنسيس وعنوانه: "فرح الحب"، وهو خلاصة نقاشات أساقفة الكنيسة الكاثوليكية على مدار العامين الماضيين، وفيها تذكير بالقيم الأساسية للعائلة والزواج كارتباط مقدس.

ويناقش المؤتمر الذي يستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الحالي، بمشاركة أساقفة وكهنة وقضاة ومحامين كنسيين من عدة دول عربية، عددًا من الموضوعات المتعلقة بالعائلة في تعاليم البابا فرنسيس، ودليلًا عمليًا لفهم البراءة البابوية الجديدة حول بطلان الزواج، ونقص الحرية الداخلية، والرضى الزواجي، ودراسة عملية حول لائحة الإدعاء واللائحة الجوابية في قضايا البطلان.