"الإتجار غير المشروع بالسلاح يغذي العديد من الصراعات حول العالم. فاللاعنف كنمط سياسي يمكن ويجب أن يفعل الكثير من أجل احتواء هذه الآفة". إن "اللاعنف: نمط سياسي من أجل السلام" هو موضوع رسالة اليوم العالمي الخمسين للسلام، وأعلن اليوم الجمعة، وهو الرابع الذي يحتفل به البابا فرنسيس.

وقال البيان الصادر عن المكتب الصحفي للفاتيكان أن "العنف والسلام هما في الأصل على طرفي نقيض فيما يتعلق ببناء المجتمعات، وأن تفاقم العنف وانتشار رقعته يحملان انعكاسات سلبية خطيرة على الصعيد الاجتماعي". ويلخص البابا فرنسيس هذا الوضع في تعبيره "الحرب العالمية الثالثة المجزأة".

ويمضي البيان قائلاً: "على النقيض من ذلك، فإن السلام يعزز النتائج الإيجابية الاجتماعية، ويتيح تحقيق التقدم الحقيقي. ولذلك، يجب التحرك من خلاله كل ما أمكن، والتفاوض بشأن سبل السلام حتى عندما تبدو متعرجة وغير عملية. وهكذا، يمكن من خلال اللاعنف الحصول على إدراك أشمل ومعنى جديد، بحيث لا يتألف فقط من الرغبة أو الرفض الأخلاقي للعنف والحواجز والنزاعات التدميرية، وإنما أيضًا من نهج سياسي حقيقي يعطي أملاً".

"إنه منهج سياسي يستند على سيادة القانون. فإن أصبحت الحقوق والكرامة المتساوية لكل شخص مصانة، دونما تمييز أو تفرقة، يمكن عندئذ لللاعنف، باعتباره منهج سياسي، أن يشكل وسيلة حقيقية للتغلب على أذرع الصراعات. في هذا المنظور، يصبح من الأهمية إدراكه على نحو متزايد ليس حق القوة، وإنما قوة الحق".

ومن خلال الرسالة الجديدة، يرغب البابا فرنسيس "أن يظهر خطوة إضافية، على درب الأمل، تتلاءم مع الظروف التاريخية التي نعيشها اليوم. وبهذه الطريقة، يمكن الوصول إلى تسوية للنزاعات من خلال التفاوض، دون تحويلها إلى صراع مسلح. وضمن هذا المنظور، يتم احترام ثقافة وهوية الشعوب، والتغلب على الرأي القائل بأن البعض متفوقون أخلاقيًا على الآخرين. وفي الوقت نفسه، فهو لا يعني لأمة ما أن تقف مكتوفة الأيدي أمام مآسٍ أخرى، بل يعني الاعتراف بسيادة الدبلوماسية على ضجيج الأسلحة".

وينتهي البيان الصادر عن المكتب الصحفي للفاتيكان بالإشارة إلى أن "تجارة الأسلحة على نطاق واسع يتم التقليل من شأنها بشكل عام"، وأن "الإتجار غير المشروع بالأسلحة تغذي العديد من الصراعات حول العالم. لذلك يمكن لللاعنف، كأسلوب سياسي، ويجب عليه أن يفعل الكثير لوقف هذه الآفة".

يذكر أن البابا بولس السادس قد أعلن اليوم العالمي للسلام، ويتم الاحتفال به في اليوم الأول من كانون الثاني من كل عام. ويتم إرسال رسالة الأب الأقدس إلى جميع وزارات الخارجية في جميع أنحاء العالم، بحيث تسلط الضوء على مخاوف الكرسي الرسولي الدبلوماسية خلال العام القادمة.