موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٦
النص الكامل لمقابلة البابا مع مجلة «تيرسيو» البلجيكية الكاثوليكية

بقلم: دومينيكو أجاسو ، ترجمة: منير بيوك :

<p dir="RTL">&quot;لو قادك كاهن بعيدًا عن الذي دعاك، عن يسوع، فلن تتمكن من حمل الكتاب المقدس. فالطريق الواجب على كل كاهن أن يتبعه هو مسار الحنان. فلربما عاشوا الحنان. ولا يجب على الكهنة أن يخجلوا من إظهار الحنان. لربما التمسوا دم يسوع المتألم&quot;. أطلق البابا هذا النداء في مقابلة مع الصحيفة الأسبوعية الكاثوليكية البلجيكية <span dir="LTR">(Tertio)</span> عقب اختتام يوبيل الرحمة الإستثنائي. وقال البابا فرنسيس أيضًا إن &quot;الثقافة أو النظام السياسي الذي لا يحترم تسامي الإنسان، يقوم &quot;بشذبه&quot; أو بتقطيعه. وتابع مجددًا إدانته للإرهاب: &quot;ليس هناك دين على هذا النحو الذي يؤجج الحرب. فالدين يشوه لتبرير تلك الأعمال&quot;. وحول موضوع أوروبا، قال إنه هناك حاجة إلى زعيم.</p><p dir="RTL">فيما يلي ما قاله البابا على عدد من الموضوعات التي تمت مناقشتها:</p><p dir="RTL"><strong>الدين والحياة العامة</strong></p><p dir="RTL">&quot;أفادنا المجمع الفاتيكاني الثاني عن استقلالية الأمور، والوسائل، والمؤسسات. هناك، على سبيل المثال، علمانية سليمة. إنها علمانية الدولة. فبشكل عام، إن الدولة العلمانية أمر جيد، فهي أفضل من الدولة الطائفية، لأن الدول الطائفية تضفي لمسات سيئة. لكن العلمانية التي ترفض الدين جملة وتفصيلاً أو أن يكون له دور في الحياة العامة شيء ما، بينما العلمانية التي تدعو إلى عدم تدخل الدين بأداء الدولة وقوانينها شيء آخر. والعلمانية الأخيرة تغلق الأبواب أمام التسامي، إلى التسامي المزدوج: وكلاهما يقود نحو الآخر، فهو التسامي نحو الله، أو نحو ما هو أبعد من ذلك. فالإنفتاح نحو التسامي هو جزء من جوهر الإنسان. إنه جزء من البشرية. إنني لا أتحدث عن الدين، وإنما عن الانفتاح على التسامي. لذا، فإن &quot;الثقافة أو النظام السياسي الذي لا يحترم تسامي الإنسان، يقوم &quot;بشذبه&quot; أو بتقطيعه. أو بالأحرى، إنه لا يحترم البشرية. إن ذلك أكثر أو أقل مما أعتقد. لذا، إرسال أي فعل من التسامي إلى السكرستية هو شكل من أشكال &quot;الحصانة&quot;، التي ليس لها علاقة مع الطبيعة البشرية التي تقتطع من الطبيعة البشريه جزءًا كبيرًا من الحياة، ألا وهو الانفتاح&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>الإرهاب والحرب</strong></p><p dir="RTL">&quot;ليس هناك دين على هذا النحو يمكن أن يؤجج الحرب. لأنه في هذه الحالة سوف يتم الإعلان عن إله الدمار، وإله الكراهية. لا يستطيع أحد أن يشن حربًا باسم الله أو باسم موقف ديني. لا يمكن أن ينطلق ذلك من أي دين. ولهذا السبب فإنه لا علاقه بين الإرهاب والحرب من ناحية والدين من ناحية أخرى. إنه لدين مشوه ذلك الذي يبرر تلك الأعمال، وهذا صحيح. وأنتم شهود على ذلك، فقد عشتم هذه التجربة في وطنكم. أنه في الواقع تشويهات للدين، كما أنه لا يتعلق بجوهر الواقع الديني الذي يدعو بدلاً من ذلك بالحب والوحدة، والاحترام، والحوار، وكل هذه الأمور. ولكن ليس من هذه الناحية، أو بالأحرى، أو بدلاً من ذلك، يجب أن نكون حاسمين بهذا الموضوع. فليس هنالك دين يعلن الحرب من أجل الدين. التشوهات الدينية، نعم. على سبيل المثال، هناك في كل الأديان جماعات أصولية. فلهم جميعًا جماعات، ولنا نحن أيضًا. إنهم يقوموا بالتخريب بدءًا من أصوليتهم. ولكن هؤلاء مجموعات دينية صغيرة شوهت وجلبت&nbsp; المرض لدينها. ونتيجة لذلك، فإنهم يقاتلون، يشنون الحرب، أو يسببون الانقسام في المجتمعات وهو شكل من أشكال الحرب. ولكن هناك جماعات أصولية في جميع الأديان. هناك دائمًا مجموعة صغيرة...&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>&quot;لا لمزيد من الحروب</strong><strong>!&quot;</strong></p><p dir="RTL">لقد خاطبت القارة الأوروبية ثلاث مرات، مرتين في ستراسبورغ، ومرة ​​واحدة في العام الماضي، عندما تسلمت جائزة شارلمان في 6 أيار 2016. أعتقد أنه لم يؤخذ على محمل الجد أن &quot;لا حروب بعد الآن!&quot;، لأنه بعد الحرب الأولى كان هناك حربًا ثانية، وبعد الثانية هناك هذه الحرب الثالثة التي نعيشها الآن، حرب على مراحل. نحن في حالة حرب. العالم يجري حربًا عالمية ثالثة في أوكرانيا، والشرق الأوسط، وإفريقيا واليمن... أنه لأمر خطير جدًا. لذلك، فنحن نقول عبارة &quot;لا حرب بعد اليوم!&quot;. لكننا في الوقت نفسه نقوم بتصنيع الأسلحة وببيعها. إننا نبيعها للذين يقاتلون، ويقوم منتجو الأسلحة ببيعها لهذا الطرف وذاك، ولأولئك الذين في حالة حرب مع بعضهم البعض.<span dir="LTR">.</span>. هذا صحيح. هناك نظرية اقتصادية لم أحاول تأكيدها، ولكنني قرأتها في العديد من الكتب. إنها تقول أنه في تاريخ البشرية، عندما تشهد دولة ما أن أمورها المالية ليست في حالة جيدة، فإنها تشن الحرب لتحقيق التوازن في ميزانيتها. وهذا هي واحدة من أسهل الطرق لتحقيق الثروة. ومن المؤكد أن ثمن ذلك مرتفع جدًا. إنه الدم. &quot;لا لمزيد من الحروب!&quot; هو ما قالته أوروبا بإخلاص. أعتقد أن ذلك ما قاله: شومان، دي غاسبريي، أديناور... لقد قالوه بإخلاص. ولكن بعد ذلك... في الوقت الحاضر هناك عوز لقاده. فأوروبا بحاجة إلى زعماء وقادة من المضي قدمًا... حسن، أنا لا أريد أن أكرر ما قلته في الخطابات الثلاثة&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>ا</strong><strong>ليوبيل في جميع أنحاء العالم</strong></p><p dir="RTL">&quot;لم تخطر على بالي فكرة سنة الرحمة بشكل غير متوقع. فقد جاءت الفكرة من الطوباوي البابا بولس السادس. فقد اتخذ بولس السادس بالفعل عددًا من الخطوات لإعادة اكتشاف رحمة الله. كما شدد القديس يوحنا بولس الثاني كثيرًا على ذلك من خلال ثلاث حقائق وهي: رسالة الغني في الرحمة، وتقديس القديسة فوستينا، وعيد الرحمة الإلهية التالي لعيد الفصح، علمًا أنه توفي عشية ذلك العيد، كما أنه وضع الكنيسة على هذه الطريق. شعرت أن الرب أراد ذلك. لقد كان... أنا لا أدري كيف تشكلت الفكرة في قلبي. في يوم ما قلت للمونسنيور فيسيكيلا، الذي جاء لبحث مسائل متعلقة بالدائرة الخاصة بالكوريا، &quot;كيف أود أن أقيم اليوبيل، يوبيل الرحمة؟&quot; وقال: &quot;لم لا؟&quot; وبهذه الطريقة بدأت سنة الرحمة. هذا هو أفضل ضمان كونها لم تكن فكرة إنسانية، بل جاءت من الأعالي. وأعتقد أن الرب قد ألهمني بذلك. ومن الواضح أن الأمور سارت على ما يرام. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحقيقة هو أن اليوبيل لم يتم في روما وحسب، ولكن في جميع أنحاء العالم، في كل الأبرشيات وداخلها، كما خلق الكثير من الحركة، الكثير من الحركة... كان الناس نشيطين للغاية. وكان هناك الكثير من النشاط، كما شعر الناس بالدعوة للتصالح مع الله، وللقاء الرب مرة أخرى، وللشعور بعناق الآب&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>&quot;اسم</strong><strong>&nbsp;الله هو الرحمة&quot;</strong></p><p dir="RTL">&quot;رحمة رخيصة أو رحمة مكلفة. أنا لا أعرف نص بونهوفر، وأنا لا أعرف متى يفسر هذا... ولكنها رخيصة لأنه لا يوجد ما يتوجب الدفع؛ لا يحتاج المرء لشراء صكوك الغفران، بل إنها هدية خالصة. وأنها مكلفة لأنها الهدية الأكثر ثمنًا. هناك كتاب مبني على مقابلة قدمتها، بعنوان &quot;اسم الله هو الرحمة&quot;. فهو ثمين لأنه اسم الله: فالله رحيم. وهذا يذكرني بذلك الكاهن في بوينس آيرس، الذين واصل الاحتفال بالقداس الإلهي والعمل في حين كان في الثاني والتسعين من عمره! وفي بداية القداس كان يعطي دائمًا بعض التحذيرات. إنه نشيط جدًا، في الثاني والتسعين من العمر، حيث كان يقدم وعظات بطريقة جيدة جدًا، ويذهب الناس للاستماع له. &quot;من فضلك، اغلق هاتفك النقال&quot;. وخلال القداس، تبدأ التقدمات ويبدأ هاتف بالرنين. عندها يتوقف ويقول: &quot;من فضلك، إقفل هاتفك النقال&quot;. ويقول الصبي عند المذبح، الذي يقف إلى جواره، &quot;أبونا، إنه هاتفك&quot;. ثم يخرج هاتفه ويجيب قائلاً: &quot;هالو&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>الكنيسة السينودوسية</strong></p><p dir="RTL">&quot;الكنيسة السينودوسية&quot; اسمحوا لي أن أستعمل هذه العبارة. ولدت الكنيسة من المجتمع، وولدت من الأساس، ولدت من المعمودية، ونظمها أسقف ووحدها كما منحها القوة. فالأسقف هو خليفة الرسل. هذه هي الكنيسة. ولكن في كل هذا العالم هناك العديد من الأساقفة والعديد من الكنائس المنظمة، لكن هناك بطرس. لذلك إما أن هناك كنيسة هرمية، التي ما يقوله بطرس يتم، أو أنه هناك كنيسة سينودوسية، التي يكون فيها بطرس... بطرس نفسه، إلا أنه يرافق الكنيسة، ويسمح لها بالنمو، ويستمع لها، ويتعلم من هذا الواقع، ويسير باتجاه مواءمة ذلك، مدركًا ما يأتي من الكنيسة وما يعيدها لها. كانت أغنى تجربة في كل هذا هو انعقاد السينودوسين. هناك استمع العالم لجميع الاساقفة، خلال الإعداد لذلك. وقد انشغلت بذلك جميع كنائس العالم والأبرشيات. وقد تم إنجاز كل هذه المواد في خلال السينودس الأول الذي قدمت نتائجه إلى الكنيسة، ثم عدنا مرة ثانية إلى السينودس الثاني لاستكمال كل ذلك. ومن هناك برز فرح الحب (<span dir="LTR">Amoris Laetitia</span>). ومن المثير للاهتمام أن نرى مجموعة غنية من الفروق الدقيقة، تشكل أنموذجًا للكنيسة. إنها الوحدة في إطار التنوع. هذه هي السينودوسية. لا تنزل من الأعلى إلى الأسفل، ولكن إستمع إلى الكنائس، حقق الإنسجام بينها، وتفهم الأمر. الإرشاد بعد السينودس، أي &quot;فرح الحب&quot; جاء نتيجة لآباء السينودس الذين عملت من خلالهما الكنيسة وبذل البابا جل جهده. تم التعبير عن ذلك بطريقة متناغمة. ومن المثير للاهتمام أن كل ما كان يحتويه &quot;فرح الحب&quot; في السينودس وقد أجمع عليه أكثر من ثلثي الآباء. وهذا يشكل ضمانًا. فالكنيسة السينودوسية تعني أنه يوجد في هذه الحركة من هم من الأعلى إلى الأسفل، فهو علو من أجل الحب. وتنطبق نفس الرؤية في الأبرشيات. ولكن هناك عبارة لاتينية، تقول مع بطرس وتحت رئاسة بطرس (<span dir="LTR">cum Petro et sub Petro</span>). فبطرس هو الضامن لوحدة الكنيسة. هو الضامن. هذا هو المعنى. كما أنه من الضروري السير في السينودوسية، التي تعد واحدة من الأشياء التي حافظ عليها الأرثوذكس، وكذلك الكنائس الشرقية الكاثوليكية. إنها غنى لهم، وأنا أدرك أنها في الإرشاد نفسه.</p><p dir="RTL"><strong>هوس الفتات في وسائل الإعلا</strong><strong>م</strong></p><p dir="RTL">&quot;تتحمل وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة جدًا. ففي الوقت الحاضر يوجد في تصرفها الإمكانية والمقدرة على تكوين آراء. فبإمكانها تشكيل آراء جيدة أو سيئة. وسائل الاتصال هي بناءة المجتمع. فقد تم إيجادها للبناء، ولتبادل الآراء، ولإقامة الأخوة، ولجعلنا نفكر، ونتثقف. ففي حد ذاتها تشكل ناحية إيجابية<span dir="LTR">.</span> ونظرًا لأننا جميعا خطأة، من الممكن أن تصبح وسائل الإعلام ضارة - فنحن الذين نستخدم وسائل الإعلام، كما أنني أستخدم وسائل الاتصال هنا. تقدم وسائل الاتصالات إغراءات خاصة بها. قد تقع في تجربة الافتراء، وبالتالي تستخدم للتشهير، لتلطيخ سمعة الناس، خصوصًا في عالم السياسة. وقد تستخدام كوسيلة من وسائل التشهير. لكل شخص الحق بسمعة طيبة، ولكن ربما في حياتهم السابقة، أو قبل عشر سنوات، كان لديهم مشكلة مع العدالة، أو مشكلة في حياتهم العائلية. لذا، يبقى جلب هذا تحت الضوء أمرًا خطيرًا وضارًا. وقد يدمر شخصًا ما. ففي الافتراء ننشر كذبة عن شخص ما. وفي التشهير، نقوم بتسريب وثيقة ما. كما نقول في الأرجنتين، &quot;تم فتح &quot;ملف&quot; وعندها نكشف عما ليس بصحيح، ولكنه بالفعل أمر من الماضي تم دفع ثمنه بعقوبة السجن، بغرامة مالية أو أيا كان. ليس هناك حق بعمل ذلك. هذه خطيئة وهي مؤذية. فالشيء الذي قد يلحق أضرارًا فادحة بوسائل الإعلام هو التضليل، وبذلك عندما تتم مواجهته بأي شكل، يبين أنه سوى جزء من الحقيقة، وليس بقيته. هذا هو التضليل، لأنك تقدم للمستمع أو للمشاهد نصف الحقيقة، وبالتالي فإنه ليس من الممكن إصدار حكم حقيقي. قد يكون التضليل أعظم ضرر تقوم به وسائل الإعلام، علمًا أن رأيًا ما يتم توجيهه في اتجاه واحد، متجاهلاً الجزء الآخر من الحقيقة. ومن ثم، أعتقد أنه على وسائل الإعلام أن تكون واضحة جدًا وأن تكون شفافة جدًا، وألا تقع فريسة -دون القيام بإصدار إهانة، رجاءً- إلى مرض &nbsp;هوس الفتات الذي يريد دائمًا نشر الفضائح، ونقل الأشياء القبيحة على الرغم من أنها قد تكون صحيحة. ولأن للناس ميلاً مرضيًا لهوس الفتات، فإنه ذلك قد يسبب ضررًا كبيرًا. وبالتالي، فإنني أشير إلى تجارب أربع. إلا أنهم بناة الرأي، وقادرين على البناء، وفعل خير هائل، هائل جدًا.</p><p dir="RTL"><strong>ما هو الأكثر أهمية بالنسبة للكاهن؟</strong></p><p dir="RTL">&quot;إنها إجابة تصدر عن السالزيان إلى حد ما، لكنه ينبع من القلب. تذكر أنه لديك أما تحبك، فلا تتوقف أبدًا عن حب أمك، العذراء. ثانيًا، أسمح ليسوع بأن ينظر إليك. ثالثًا، إبحث عن معاناة يسوع في الجسد في إخوتك. هذا هو الأساس، فكل شيء يأتي من هنا. إذا كنت كاهنًا يتيمًا ونسيت أن لديك أمًا، وإذا كنت الكاهن الذي انجرف بعيدًا عن الذي دعاك، عن يسوع، فلن تتمكن من حمل الكتاب المقدس. ما هي الطريق؟ إنها الحنان. فلربما عاشوا الحنان. ولا يجب على الكهنة أن يخجلوا من إظهار الحنان. لربما التمسوا دم يسوع المتألم. اليوم هناك حاجة إلى ثورة حنان في هذا العالم الذي يعاني من <span dir="LTR">&quot;</span>تصلب في القلب&quot;.</p>