موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٨ أغسطس / آب ٢٠١٥
الناصرة: وفاة سليم نخلة الطبيب المدافع عن "ثقافة الحياة"
الناصرة - أبونا :

في العاشر من آب الحالي، توفي في مدينة الناصرة عن عمر يناهز 67 عاماً، الدكتور سليم نخلة، مدير مستشفى القديس منصور (المستشفى الفرنسي) ورئيس فرع الجمعية المسيحية الدولية في الجليل، بعد تعرضه في الأشهر الأخيرة لورم خبيث لم يتعافَ منه، تاركاً وراءه زوجته تغريد بولس، وثلاثة أبناء بالغين على مقاعد الدراسة أو العمل. وقد أثار وفاته عاطفة كبيرة لدى أفراد عائلة المستشفى وخصوصاً راهبات بنات المحبة، إضافة إلى جميع مؤسسات مدينة الناصرة والجليل، كون الفقيد كان يتمتع بشخصية معروفة ومحبوبة من قبل الجميع.

وترأس المراسم الجنائزية التي أقيمت في الكنيسة المارونية، بسبب سهولة الوصول إليها، رئيس أساقفة الجليل للملكيين الكاثوليك جورج بقعوني، بمشاركة أربعة أساقفة؛ بطرس المعلم، الياس شقور، بولس ماركوتسو، رياح أبوالعسل، وعشرات الكهنة من مختلف الطقوس، وحضور عدد من سلطات المدينة والمؤسسات الصحية والمدنية، وممثلين عن سفارة فرنسا ووزارة الصحة الفلسطينية، وحشد كبير من الأقارب والأصدقاء من مناطق الجليل المختلفة.

وفي نهاية الصلاة تم تخصيص بعض الوقت لإلقاء الكلمات الوداعية، حيث ألقى كل من عضو المجلس التشريعي الفلسطيني برنارد سابيلا، والكاتب الدكتور جواد بولس، متحدثاً باسم عائلة الفقيد، وممثلون عن سفارة فرنسا والمستشفى الفرنسي والجمعية المسيحية الدولية كلمات منصفة وصادقة.

درس الدكتور سليم نخلة في جامعة ويسكونسن، وبدأ خدمته كطبيب شاب في إحدى مستشفيات مدينة نهاريا، قبل أن يصبح مديراً لمستشفى القديس منصور دي بول منذ عام 1989 وحتى وفاته، وقد كرّس خلال هذه السنوات كل وقته وطاقاته ومواهبه، حيث عمل، وبشكل تدريجي، على توسعة المستشفى من خلال إنشاء أقسامه الجديدة: مركز أروين غرين لتنمية الطفل، غرف العمليات المختلفة، غرف للأمومة والطفولة، غرف للآباء والأمهات من كبار السنّ. وقد استطاع أن يمّول هذه المشاريع من خلال شبكة علاقاته الاجتماعية، محلياً ودولياً، ومن أهمها "رابطة أصدقاء مستشفى القديس منصور دي بول" المؤسسة عام 2007.

وقد عرف الفقيد كيف يوجّه المستشفى حتى وسط المشاكل المالية والتحديات الطبية الحديثة دون أن يتخلى عن مبادىء الأخلاق المسيحية. في هذا السياق، يقول النائب البطريركي للاتين في الناصرة المطران بولس ماركوتسو "أتذكر جيداً الدكتور سليم عندما جاء إليّ عام 1997 لمناقشة إمكانية فتح مركز طبي للإنجاب المساعد يتبع للمستشفى، وقد كان إحدى الخيارات بأن تتولى وزارة الصحة إنشاؤه، لكنه كطبيب أصرّ وبشدة أن يعزز ثقافة الحياة، وقال إنه يقبل في النهاية موقف الكنيسة، وقد ظلّ متسقاً مع مبادئها على الرغم من الضغوط الكبيرة التي تعرض لها خلال فترة عمله في هذا الخصوص".