موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٢ ابريل / نيسان ٢٠٢٢
المعهد الإكليريكي في بلدة فورزيل الأوكرانية يتعرض للسلب والنهب

فاتيكان نيوز :

 

تعرض المعهد الإكليريكي الكاثوليكي في بلدة فورزيل الأوكرانية، قريب كييف، للقصف مرتين منذ بداية الحرب، أواخر شباط الماضي، قبل أن يتعرض للسلب والنهب خلال اليومين الماضيين، إذ يقول رئيس المعهد الأب روسلان ميخالكيف، إنّ من بين المحتويات التي سُرقت الكأس التي استخدمها البابا يوحنا بولس الثاني خلال احتفاله بالقداس في أوكرانيا عام 2001.

 

وأكد الكاهن الكاثوليكي في حديثه لموقع فاتيكان نيوز أن الجنود الروس أقدموا على نهب المعهد الإكليريكي كما روى أشخاص يقيمون على مقربة من المبنى، وقد ساعد في عمليات النهب أيضًا عدد من السكان المحليين. وأوضح أن الناس يعيشون أوضاعًا من البؤس الشديد، وهم بحاجة ماسة إلى الطعام، وقد توجه عدد من الأهالي إلى المعهد الإكليريكي بحثا عن الطعام.
 

وانتشر خبر تعرض المبنى إلى النهب من خلال منشور على موقع فيسبوك وضعه أسقف كييف اللاتيني المطران فيتالي كيرفيتسكي، وقد أرفقَ المنشور ببعض الصور الفوتوغرافية. وقد ظهر في إحدى الصور تمثال للعذراء مريم، مبتور الرأس، في ما بدى كأنه عمل تدنيس، لكنه في الواقع ليس إلا نتيجة من نتائج الحرب التي تتعرض لها أوكرانيا منذ الرابع والعشرين من شباط الفائت.

 

وأوضح الأب ميخالكيف أنه غداة الاعتداء الروسي، دعا الطلاب الإكليريكيين ومن تبقى في ميتم مجاور، أي راهبتين وخمسة أطفال، إلى مغادرة المنطقة، وقال إننا كنا مستعدين لوقوع حادث ما منذ بعضة أيام، وقد تحققت هذه المخاوف، لافتًا إلى أن هؤلاء الأشخاص لجئوا إلى منطقة بوشا القريبة والتي تصدرت وسائل الإعلام بسبب الجرائم الرهيبة التي وصفها البابا فرنسيس بالمجزرة بحق المدنيين. وبقي في المعهد الإكليريكي الأب الروحي، الكاهن إيغور، والذي يخدم أيضًا إحدى الرعايا في المنطقة.

 

وقال أنّه بعد أيام قليلة اضطر الأب إيغور أن يغادر المنطقة، بعضد أن تعرض المبنى لهجوم بالأسلحة الثقيلة، ما ألحق أضرارًا جسيمة في الداخل والخارج. ولفت إلى أن الجيش الروسي فتح الطرقات يوم الخميس الفائت، فوجد الكهنة أن الباب الرئيسي للإكليريكية تم فتحه وسُرقت محتويات المعهد، وقرروا أن يبقوا في المبنى على الرغم من عدم توفر المياه والتيار الكهربائي.

وأوضح أن مجهولين سرقوا كل شيء تقريبًا، كأجهزة الكومبيوتر، والأدوات المنزلية، وأواني الطهي، ومكيفات الهواء، والأحذية والملابس، فضلا عن بعض الأغراض التي ليست ذي قيمة عالية لكنها مهمة، كالأواني الليتورجية، ومن بينها الكأس الفضية التي استخدمها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني خلال الاحتفال بالقداس الإلهي، عندما قام بزيارته الرسولية إلى أوكرانيا في العام 2001. وقال: إنّ هذه الكأس تُعتبر بمثابة "ذخيرة"، وكان يستخدمها الكهنة في الاحتفالات الدينية الكبيرة.

 

بعدها قال رئيس المعهد الإكليريكي إن الجنود الروس أقدموا على نهب منازل سكان البلدة، على ما يبدو، وبات هؤلاء الأشخاص في حالة من اليأس الشديد، خصوصًا وأنهم بحاجة ماسة إلى المواد الغذائية. وروى أن هذا الأمر دفع ببعضهم إلى المشاركة في عمليات النهب، فأقدموا على سرقة ما توفر في المعهد من أطعمة، كالمعجنات والحبوب والمعلبات وغيرها. ولفت إلى أنّه لا يدين هؤلاء، لأن هذا أمر طبيعي جدًا، ويحصل في الحروب، عندما يشعر الإنسان بالجوع يمكن أن يُقدم على أي عمل لتلبية حاجته إلى الطعام. ولفت إلى أنه يتفهم هذا التصرّف، لكن لا يمكن تبرير سرقة محتويات المعهد الأخرى.