لم يتمكن أحد من إسعاف معلمة الموسيقى الثمانينية، المعلمة المتقاعدة، إلهام فرح، التي أصيبت برصاصة في ساقها من قبل قناص في الجيش الإسرائيلي، في حي الرمال، شمال غرب مدينة غزة المحاصرة. وقد تركت وحيدة على الطريق تنزف طوال الليل حتى الموت.

كانت إلهام تحتمي داخل كنيسة العائلة المقدسة للاتين منذ فترة. وليلة الأحد، خرجت منها لترى ما إذا كان منزلها لا يزال قائمًا بعد القصف. إلا أنها أصيبت برصاصة في ساقها وسقطت على الأرض. ولم يتمكن الناس في الكنيسة من إنقاذها، حيث كانوا يتعرّضون لإطلاق النار في كل مرة يخرجون فيها، وهو الخوف الذي منع أيضًا الطواقم الطبيّة من الوصول إليها.

كانت إلهام معلمة موسيقى معروفة وُصفت بأنها "مُحبّة وهادئة ومعلمة حقيقية". وهي مسيحية ملتزمة، وتنحدر من عائلة مسيحيّة غزاويّة متجذرة. والدها هو حنا فرح، الشاعر الفلسطيني المعروف. وقد كانت تحب الذهاب إلى الضفة الغربية، عندما يُمنح تصاريح لمسيحيي القطاع، وذلك للاحتفال بعيد الميلاد في كنيسة المهد ببيت لحم، وعيد الفصح في كنيسة القيامة بالقدس.

الراحة الأبدية أعطها يا رب...