موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
الكنيسة في الأردن: صلاة من أجل البابا، وشكر للمطران ألبيرتو أورتيغا

عمّان – أبونا :

رفعت الكنيسة الكاثوليكية في الأردن الصلاة من أجل البابا فرنسيس بمناسبة مرور ست سنوات على حبريته، كما وقدّمت الشكر للسفير الفاتيكاني المطران ألبيرتو أورتيغا مارتن لمناسبة انتهاء خدمته كسفيرٍ بابوي في الأردن والعراق، وانتقاله لخدمته الجديدة في تشيلي.

جاء ذلك خلال القداس الإلهي الذي ترأسه المطران أورتيغا، مساء أمس الأربعاء، في كنيسة العذراء الناصرية، بمنطقة الصويفية، غرب العاصمة عمّان، بمشاركة لفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات من مختلف الكنائس والجمعيات الرهبانية، وشخصيات رسميّة ودبلوماسيّة، وعاملين في المؤسسات الكنسيّة، وجماعة المؤمنين.

■ راعٍ كبير بحجم البابا فرنسيس

وألقى النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران وليم شوملي كلمة جاء فيها: "أرحب بكم جميعًا، وأشكركم على حضوركم هذا المساء لنشكر الله معًا على النعمة التي وهبنا إياها في شخص قداسة البابا فرنسيس الذي نحتفل بالذكرى السادسة لانتخابه، فبالرغم من أنه ناهز 82 عامًا من عمره، إلا أنّه ما زال في قمة عطاءه".

وأضاف: "على المستوى التعليمي، مازلنا نستنير من الإرشادات الرسولية التي يكتبها، وآخرها كان الإرشاد الرسولي لشبيبة اليوم، التي هي حاضر الكنيسة وعمادها ومستقبلها. وإلى جانب تعليمه الرسمي، نذكر تعليمه اليومي، كالتأملات التي يقدمها غذاءً للشعب المؤمن، انطلاقًا من قراءات النهار. وبعضنا يتابع بشغف هذه التأملات لأنها قصيرة وعميقة. كما يتابع العالم رسائله بمختلف المناسبات وخصوصًا بمناسبة يوم السلام العالمي".

وتابع: "كانت رسالته الأخيرة حول يوم السلام العالميّ بعنوان: ’العمل السياسي السليم في خدمة السلام‘. تحدّث فيها عن الفساد بكلّ أشكاله، وكتب ثمان تطويبات جديدة للسياسي المعاصر: طوبى للسياسي الذي يدرك دوره ويعيه بعمق. طوبى للسياسي الذي يعطي البرهان على مصداقيته. طوبى للسياسي الذي يعمل من أجل الصالح العام، وليس لمصلحته الشخصيّة. طوبى للسياسي الذي تتطابق أعماله مع أقواله ووعوده. طوبى للسياسي الذي يعمل من أجل الوحدة والوئام. طوبى للسياسي الذي يعمل على تحقيق تغيير جذري في مجتمعه. طوبى للسياسي القادر على الاستماع. وطوبى للسياسي الذي لا يعرف الخوف. وهذا ينطبق على كل إنسان يعمل في العمل العام".

وأضاف المطران شوملي: "وعلى المستوى الليتورجي، أعلن البابا فرنسيس 55 قديسًا جديدًا خلال الأعوام الماضية، منهم وجوه مشرقة ومعروفة، ومنهم كادت أن تذهب في طيّ النسيان. ومن بين الذين أعلن قداستهم: يوحنا الثالث والعشرين، بولس السادس، يوحنا بولس الثاني، الأم تريزا، الطفل الصغير فرانشسكو وأخته جاسنتا الذين ظهرت لهما العذراء في البرتغال، والكاردينال نيومان. وكيف لنا أن ننسى أنه أيضًا أعلن قديستين من بلادنا".

تابع: "وعلى مستوى المحبة والخدمة، لفت قداسته بدون كلل أو ملل الانتباه إلى مأساة الفقراء والمهجرّين، لا بل أيضًا إلى مأساة الأزواج الذين يعانون من أوضاع زوجية مؤلمة باحثًا كيف يضع بلسم الرحمة على جروحاتهم، لذلك غيّر بعض بنود الحق القانوني لتبسيط الإجراءات القانونية لإعلان بطلاق الزواج. وماذا نقول عن رحلاته وأسفاره المتعددة؟ البابا فرنسيس لا يعرف التعب. حتى الآن قام بـ32 خارج الأراضي الإيطالية؛ ليثبّت الكنائس وليشجّع حوار الأديان والحركة المسكونية. وحاليًا هو في زيارة لتايلاند ثم اليابان، وسيزور بعد أيام مدينتي هيروشيما وناغازاكي حيث ألقيت القنبلة الذريّة الأولى، وسيلقي هنالك خطابًا هامًا حول الأسلحة الذرية والنووية الفتّاكة. في كلّ مكان، يترك البابا فرنسيس بصمات قويّة وتعليمًا غنيًا ومبادرات هادفة تثمر محبّة وسلام".

وقال المطران شوملي: "إذا أردنا أن نختصر حبريته يمكننا القول بأنه ركّز على أولوية المحبّة وخدمة الفقير، والفرح، وضرورة التواضع، وعاش هذه الفضيلة ومازال يعيشها بشكل صادم، ففي كل خميس أسرار يذهب لزيارة سجناء ويغسل أقدامهم ويقبّلها، كما فعل معلمه من قبله. وقبل سبعة أشهر فقط، استقبل البابا في الفاتيكان وفدًا من المتحاربين في جنوب السودان، جثى أمام ثلاثة منهم وقبّل أقدامهم، وناشدهم قائلاً: أنتم يا من وقّعتم اتفاقية سلام أسألكم كأخٍ لكم أن تحافظوا على هذا السلام خدمةً لشعوبكم". وختم بالقول: "نشكر الرّب لأنه أعطانا راعيًا كبيرًا بحجم البابا فرنسيس، ونسأل له الصحة والقوّة لكي يواصل رسالته وإصلاحاته".

■ المطران أورتيغا: شكرًا لشهادة إيمانكم

وقبل انتهاء القداس الإلهي، قدّم المطران ألبيرتو أورتيغا مارتن الشكر لجميع الحضور من أشخاص ومؤسسات، لافتًا إلى أن هذا القداس الإلهي احتفاءً بحبرية البابا فرنسيس في الأردن هو مهم جدًا بالنسبه له، كونه الاحتفال الأخير الذي يشارك به قبل الانتقال لخدمته الجديدة كسفيرٍ للكرسي الرسولي في تشيلي.

وقدّم من جهته الشكر لقداسة البابا فرنسيس على الفرصة الفريدة التي منحه إياها لكي يخدم المجتمعات المسيحية في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا في العراق والأردن، ويبقى قريبًا منها على مدار ثلاث سنوات. وعبّر المطران أورتيغا عن إعجابه بـ’شهادة الإيمان‘ التي يقدمها المسيحيون المشرقيون في حياتهم اليوميّة، وبمختلف الظروف.

هذا، وكان البابا فرنسيس قد عيّن المطران أورتيغا سفيرًا للكرسي الرسولي (الفاتيكان) لدى المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق في 5 آب من العام 2015. وقد تقبّل الملك عبدالله الثاني أوراق اعتماده أوائل شهر كانون الأول من العام ذاته. وفي 7 تشرين الأول من العام 2019، عيّنه البابا فرنسيس سفيرًا بابويًا في تشيلي.

يُشار إلى أن المطران أورتيغا من مواليد العاصمة الاسبانية في 14 تشرين الثاني 1962. سيم كاهنًا في 28 نيسان 1990. وبعد حصوله على درجة الدكتوراة في القانون الكنسي، دخل السلك الدبلوماسي للكرسي الرسولي عام 1997، وعمل في نيكاراغوا وجنوب إفريقيا ولبنان، ومنذ عام 2004 (ولغاية تعيينه سفيرًا بابويًا في العراق والأردن) في قسم العلاقات مع الدول في أمانة سر دولة الفاتيكان (وزارة الخارجية).

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…