موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٥ مايو / أيار ٢٠٢٣
الكنيسة الكاثوليكية بمصر تودّع الأنبا كيرلس وليم

تقرير أستاذ جامعي مايكل عادل ماركو - المجر :

 

أعلنت الكنيسة الكاثوليكية بمصر خبر رحيل مثلث الرحمات نيافة الأنبا كيرلس وليم، الخميس 11 مايو 2023. وقد أقيمت صلاة القداس الإلهي يوم 14 مايو 2023 بكاتدرائية أم المحبة الإلهيّة، بمحافظة بأسيوط، ترأسها الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك.

 

وشارك في القداس السفير البابوي بمصر رئيس الأساقفة نيقولاس هنري، وأصحاب النيافة والآباء المطارنة أعضاء السينودس البطريركي المقدس للكنيسة القبطية الكاثوليكية، وبعض من مطارنة الكنائس الكاثوليكية الأخرى، ولفيف من الآباء الكهنة، والرهبان والراهبات، وجمع كبير من المؤمنين، بالإضافة إلى شخصيات كنسيّة وعامة.

 

وقد تحدّث البطريرك إسحق في كلمته عن حياة مثلث الرحمات، الأنبا كيرلس، الممتلئة بالحب والعطاء، وخدمته للكنيسة. كما ألقى الأنبا دانيال كلمة تحدث فيها حول مسيرة الخدمة للمطران الراحل، وألقى الأنبا بولا عظة القداس الإلهي.

 

لمحة عن مثلث الرحمات نيافة الأنبا كيرلس

 

- وُلد الأنبا كيرلس في الأول من أكتوبر 1946 في قرية «الشناينة» بمركز صدفا بمحافظة أسيوط، ونشأ في عائلة كهنوتية، من نفس الأسرة الأب كميل وليم، أستاذ الكتاب المقدس والمدير السابق لكلية العلوم الدينية بالسكاكيني، والأب كرمي وليم من الاباء الساليزيان، والراحل الأب كمال وليم من الآباء الفرنسيسكان، والأخت كارمن وليم من راهبات القديس شارل بروميه، ومثلث الرحمات نيافة الأنبا كيرلس حفيد أول بطريرك لكنيسة الأقباط الكاثوليك مثلث الرحمات غبطة البطريرك الأنبا كيرلس الثاني مقار الذي رحل عن عالمنا في مايو 1921.

 

- في سن التاسعة التحق بالكلية الإكليريكية الصغرى بمركز طهطا بمحافظة سوهاج، ثم الكلية الإكليريكية بالمعادي في سبتمبر 1955، وارتدى الثوب الإكليريكي في يونيو 1961.

 

- حصل على ليسانس الدراسات اللاهوتية من الجامعة "الأوربانية" في 1969، وليسانس الفلسفة واللاهوت وتخصص في الدراسات الكتابية من المعهد الباباوي للكتاب المقدس في 1981، ثم حصل على الدكتوراه من الجامعة "الجريجورية" بروما في 13 مايو 1983.

 

- كان يجيد يتحدث تسع لغات هي الإنجليزية، والفرنسية، والايطالية، والألمانية، والروسية، والقبطية، واللاتينية، والعبرية، والأرامية.

 

- التحق بالخدمة العسكرية عام 1969، وعمل كمترجم بالقوات المسلحة من الروسية للعربية وبعد انتهاء الحرب وتحقيق النصر في حرب أكتوبر أنهى خدمته العسكرية.

- رسم كاهنا سنة 1974، ثم عاد لروما مرة أخرى لدراسة الدكتوراه عام 1978، وبعد حصوله عليها عاد إلى مصر، ليتم رسامته أسقفا لأسيوط سنة 1990 على يد مثلث الرحمات غبطة البطريرك الكاردينال الانبا إسطفانوس الثاني في يونيو 1990. ومنذ توليه خدمة إيبارشية أسيوط أخذ على عاتقه مهمة التجديد الروحي وتثقيف الكهنة الدائم والاهتمام بالرعاية والكنائس وتم تجديد معظم كنائس الإيبارشية. وقدم للكنيسة ثلاثة مطارنة جدد وهم أصحاب النيافة الأنبا دانيال لطفي والأنبا بولا شفيق والأنبا مرقس وليم.

 

- أنشأ مكتب التنمية والخدمات الإنسانية عام 1990، ومكتب التكوين الديني في عام 2004، وأهتم نيافته بتطوير معهد التربية الدينية بأسيوط ليصبح معادلاً لمعهد السكاكيني بالقاهرة. كما أنشأ مكتب العدالة والسلام ومكتب الأسرة ومكتب أخوة يسوع السجين ومعهد المشورة ودعا الكثير من الرهبانيات النسائية للخدمة في الإيبارشية.

 

- اختاره قداسة البابا الراحل بندكتوس السادس عضوا بالمجلس الخاص بأفريقيا التابع للأمانة العامة لسينودس الأساقفة بروما.

 

- تم اختياره مدبّرًا لبطريركية الأقباط الكاثوليك من 9 فبراير 2012 حتى 21 مارس 2013، عند تقديم صاحب الغبطة البطريرك الكردينال الأنبا أنطونيوس استقالته عن مهامه كبطريرك الكنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك نظرا لحالته الصحيّة.

- قام بمراجعة الكتب الطقسية مع اللجنة الطقسية وإعادة صياغة نص القداس الإلهي بحسب الطقس القبطي الكاثوليكي عام 1990 ونصوص سري المعمودية والميرون عام 1994 ونصوص طقس الزواج عام 1994 وكتاب صلاة الساعات أو الأجبية سنة 2002.

 

- كما لديه العديد من الترجمات، فترجم كتاب الطقوس الشرقية تأليف الأب هنري دالميس الدومنيكاني، وكتاب الصلوات اليومية في الكنيسة القبطية تأليق جان لويس دوفيس، وكما ترجم مذكرات في علم الآباء تأليف برتولد ألتنر، ومختصر علم الآباء تأليف برتولد ألتنر. وكتاب بولس ورسائله منشورات كلية العلوم الإنسانية واللاهوتية بالمعادي، وكثير من الرسائل الرعوية في الأعياد والمناسبات في الإيبارشية.

 

- قدم استقالته لسينودس الكنيسة القبطية الكاثوليكية عن إدارة إيبارشية أسيوط 2021.

 

- تم تعينه الزائر الرسولي للكنائس القبطية الكاثوليكية في أمريكا وكندا.

رحل صاحب النيافة إلى الأمجاد السمائية بعد مسيرة حافلة بالتفاني والمحبة العطاء، كان قريبًا من شعبه، محبًّا لكنيسته، مشجعًا لإكليروس إيبارشيته، وقد أنعم عليه سيده بأن يرى ثمار تعبه وعمله الدائم، فقدم في حياته ثلاثة مطارنة جددًا للكنيسة الكاثوليكية القبطية بمصر. الراحة الأبدية أعطه يا رب، ونورك الدائم فليضيء له. ليستريح بسلام أمين.