احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى استشهاد القديس مرقس، كاروز الديار المصرية. وقد ترأس الاحتفالات البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بمقر البطريركية المرقسية في مدينة الإسكندرية، شمال مصر.

وأشار البابا تواضروس، في محاضرة له عشية العيد، إلى أن القديس مرقس كان صاحب هدف في تكريسه، وخدمته، وإنجيله، وفي فكره. وقال: "كان مرقس من أسرة غنية ولكنه كان صاحب هدف واضح في حياته وهو التكريس، فقد كرر في إنجيله كلمة للوقت ٤٢ مرة، وهو ما يوضح أهمية الوقت في حياته. وأول علامة في التكريس الناجح هو استغلال الوقت".

وأضاف: "كان مرقس صاحب هدف في خدمته، فعندما دخل الإسكندرية وجد فيها مدينة عالمية ذات ثقافات متعددة، لكنه وضع ثقته في تدبير الله، فوجد إنيانوس الإسكافي الذي أصبح فيما بعد البطريرك الثاني، وبدأت تتأسس كنيسة الإسكندرية". كما كان صاحب هدف في إنجيله "فهو دوّن إنجيل من سماته سرعة وتلاحق الأحداث. وقد تميز إنجيله بأن أول آية فيه كانت البشارة، حيث قدمه لليهود والأمم، فهو كان واضحاً محدداً في عرض الخلاص وفداء المسيح".

أما في فكره، فأشار البابا تواضروس إلى أن القديس مرقس أسس أول مدرسة للتعليم الكنسي، وهي مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، حيث قامت على التعليم بالحوار من خلال السؤال والجواب، وخرّجت المدرسة علماء كبار، لدرجة أن كثير من بابوات الإسكندرية كانوا من مديري المدرسة، وكان شعارها فقط عيشوا كما يحق لإنجيل يسوع المسيح".