موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٩ مارس / آذار ٢٠١٧
الكفيفة مريم.. آخر مسيحية تحدت داعش في عقر داره بالموصل

اربيل - كوردستان24 :

ظلت العجوز المسيحية الكفيفة مريم في دارها الكائن بمدينة الموصل رغم سيطرة تنظيم داعش عليها وتعرضت للموت أكثر من مرة لكنها تحدت التنظيم المتشدد ولم تخضع لقوانينه.

وتمسكت مريم بالبقاء في منزلها بالموصل بعد ان سيطر تنظيم داعش عليها في حزيران 2014 رغم أن عناصر التنظيم أجبروا مئات الآلاف من المسيحيين في الموصل وسهل نينوى على النزوح من ديارهم بعد نهب ممتلكاتهم وتهديدات بالقتل والسبي لينتهي المطاف بغالبيتهم كنازحين.

وتعرضت العجوز الكفيفة مريم لمواقف كانت قد تكلفها حياتها مع عناصر التنظيم لكنها تحدت مسلحي داعش ووقفت في وجههم ولم تخضع لقوانينهم. وتقول أن "شجارًا حدث بيني وبيني جاري الذي اشتكى عند تنظيم داعش وأخبرهم عن كوني مسيحية وحاول عناصر داعش إجباري على دخول الإسلام قائلين بأنني لن أدخل الجنة إن لم أسلم، قلت لهم الجنة التي تأتي عن طريقكم لا أريد دخولها".

وطالب التنظيم المتشدد مريم بارتداء الزي الشرعي الذي فرضه تنظيم داعش على كافة النساء في المناطق التي سيطر عليها لكنها أبت وقالت لهم إن "كل رجال الموصل إخوتي وأبنائي".

وخيّر تنظيم داعش المسيحيين في الموصل وسهل نينوى بعد سيطرته على تلك المناطق بين "اعتناق الإسلام" أو "دفع الجزية" أو "ترك المدينة بما يملكون" وفي حال تم رفض هذه الخيارات فمصيرهم القتل. وحول تنظيم داعش المتشدد الكنائس المسيحية الى حطام أو الى محاكم شرعية أو سجون لمعارضي التنظيم بعد ان انتزعت الصلبان والرسوم والنقوش المرتبطة بالدين المسيحي.

وتعرضت مريم لطلق ناري في كتفها من قبل عناصر داعش فلاذت بالفرار مع صديقتها العجوز خديجة والتي تبصر بعين واحدة حيث تمكنتا من الوصول الى مخيم سيودينان، التابع لإقليم كوردستان حيث تم علاجها. وقالت خديجة أنها "تعبت حتى تمكنت من إقناع أعز صديقة لي بالرحيل عن الموصل. أحب مريم وأنا مستعدة لمنحها عيني الوحيدة التي أبصر بها".