موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٣ فبراير / شباط ٢٠٢٢
الكاهن والمؤرخ والباحث سهيل قاشا يرحل إلى ديار النور

أبونا ووكالات :

 

رحل يوم السبت 19 شباط 2022 الكاهن والمؤرخ والباحث العراقي سهيل قاشا (1942-2022) في أحد مستشفيات بيروت، وقد ترك عشرات المؤلّفات حول تاريخ المسيحيين العرب والحضارات البابلية والسومرية وأساطير وأديان المنطقة العربية.

 

وقدّم المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن التعزية الصادقة للكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة، برحيل الكاهن الجليل الأب سهيل قاشا، الذي عمل طوال 80 عامًا على التأليف وكتابة تاريخ المسيحيين في الشرق، عبر العصور. ويُعد من أكبر المؤرخين ويصل عدد كتبه إلى أكثر من مئة كتاب. وقد توفي في أحد مستشفيات بيروت، إلا أنه وبطلب من العائلة قد نقل جثمانه الطاهر إلى بلدته العراقية قرة قوش.

 

وُلد الأب سهيل قاشا الراحل في بلدة بخديدا بالقرب من مدينة الموصل لعائلة سريانية، وتلقى دروسه الابتدائية في مدرسة الحمدانية الثانية في بلدته، ثمّ انتقل بعد ذلك مع أسرته إلى الموصل، وأكمل تعليمه حتى نال شهادة الدورة التربوية لإعداد المعلمين سنة 1961، حيث عمل بعد تخرجه معلمًا في عدد من مدارس العراق حتى بداية الثمانينيات.

 

التحق بجامعة الموصل حيث درس التاريخ وتخرج عام 1978، قبل أن يلتحق بإكليريكية مار أنطون البادواني في لبنان ليدرس اللاهوت سنة 1993، وأصبح لاحقًا رئيس الإكليريكية الكبرى للسريان، وعمل أستاذًا لمادة الإسلاميات ومادة الحوار الإسلامي المسيحي في "معهد القديس بولس للفلسفة واللاهوت" و"جامعة الحكمة" و"جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة" في بيروت.

 

اهتمّ الراحل بدراسات اللاهوت والفلسفة الإسلامية والأديان.

 

وفي أول مؤلّفاته الذي صدرت عام 1963 بعنوان "أنت من أنت"، طرح مجموعة من الأسئلة التي شكّلت عتبة لبحثه في قضايا لاهوتية من خلال تجاربه الشخصية وتأملاته في الفلسفة والأديان، مضيئاً تاريخ العلاقة بين الإنسان والإله على مرّ العصور.

 

قدّم قاشا دراسات متخصّصة بعد ذلك في تاريخ الأديان، ومن أبرزها كتابه "بابل والتوراة" (2011) الذي يستعرض كيف تأثّرت التوراة بالمدونات العراقية القديمة، موضحًا أن موضوع الخلق يتخطى التراث الكتابي إلى التراث الإنساني، على اختلاف فروعه الدينية وغير الدينية، وبالتالي فإن الخطاب الذي يحويه يتعدى أيضًا دائرة دين العهد القديم إلى الأديان الاخرى بل وإلى الثقافات غير الدينية.

 

اهتمّ الراحل بتراث مدينته الموصل في عدد من كتبه حيث أصدر "الموصل في القرن التاسع عشر"، و"الموصل في العهد الجليلي"، و"الموصل في مذكرات الرحالين العرب والأجانب"، و"تاريخ أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك"، و"من أعلام الموصل: الدكتور محمد صديق بك الجليلي"، وغيرها.

 

كما كتب حول تاريخ المسيحيين في العراق والعالم العربي في كتب مثل "لمحات من تاريخ نصارى العراق"، و"كنائس بخديدا"، و"السريان تاريخ وحضارة"، و"المسيحيون في العهد الأموي"، و"تكريت.. حاضرة الكنيسة السريانية"، إلى جانب عدد من المسرحيات الدينية ومنها "الميلاد"، و"الجلجلة"، و"مار بهنام"، و"يوسف الصديق"، وله روايتان هما "الكاهن المجهول" و"كشف القناع عن الفضائح".