موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٣
الكاردينال بارولين يشدّد على ضرورة حماية المدنيين الأبرياء في قطاع غزة
ويعرب عن استعداد الكرسي الرسولي لأي «وساطة ضرورية»

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

أكد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، أنّه على الرغم مما يحدث حاليًا من أوضاع مأساويّة في الأرض المقدّسة فإنّه لا بدّ "من التوصل إلى حل الدولتين الذي يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش جنبًا إلى جنب بأمن وسلام".

 

وقال بأنّ الكرسي الرسولي يدين بحزم هجوم حماس، السبت الماضي، معربًا عن قلقه الشديد على مصير الرهائن، وعن قربه من عائلاتهم، ويصلي من أجلهم ومن أجل الجرحى. وفي هذا السياق، شدّد على ضرورة تحكيم لغة العقل والتخلي عن منطق الحقد الأعمى ونبذ العنف كحلٍ للمشاكل.

 

وأشار إلى أنه يحق لمن يُهاجم أن يدافع عن نفسه، بيد أن الدفاع المشروع عن النفس عليه أن يحترم معايير التناسب. وقال: لا أعلم ما إذا كان يوجد اليوم هامش للحوار بين إسرائيل وحماس، لكن في حال وجود هذا الهامش لا بد من الجلوس إلى طاولة الحوار فورًا، بغية الحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء، كما يحصل في غزة، حيث سقط عدد كبير من الضحايا الأبرياء نتيجة هجمات الجيش الإسرائيلي.

 

 

العدالة أساس السلام

 

ولفت أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى أن السلام لا يمكن إلا أن يرتكز إلى العدالة، معتبرًا أن العدالة الوحيدة الممكنة في الأرض المقدسة تكمن في حل الدولتين الذي يستجيب لتطلعات الشعبين. وأكد أن الكرسي الرسولي واثق بأن هذا الحل قابل للتطبيق.

 

وجدّد الكاردينال بارولين النداءات التي أطلقها البابا فرنسيس خلال الأيام الماضية، مؤكدًا أن الدفاع المشروع عن النفس يجب ألا يعرض للخطر حياة المدنيين المقيمين في القطاع، كما لا بدّ من احترام القانون الدولي الإنساني بالكامل.

 

 

استعداد للوساطة

 

وأشار إلى أن تحرير الرهائن الإسرائيليين وحماية المدنيين الأبرياء في غزة هما في صلب المشكلة التي ظهرت بعد هجوم حماس ورد الجيش الإسرائيلي. ولفت إلى أنّ هذه المسألة تثير قلق البابا والجماعة الدوليّة بأسرها، موضحًا أن الكرسي الرسولي مستعد للعب دور الوسيط كما يفعل دائمًا.

 

وأضاف أنّ كل وساطة ترمي إلى وقف الصراع عليها أن تأخذ في عين الاعتبار سلسلة من العناصر التي تجعل المسألة أكثر تعقيدًا، شأن قضية المستوطنات الإسرائيلية، والأمن وعقدة مدينة القدس. وقال: إنّ الحلّ يمكن أن يتحقق من خلال الحوار المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الذي يحظى بدعم وتشجيع من الجماعة الدولية، مع أن كل شيء يبدو اليوم صعبًا.

 

 

دعم الجماعة المسيحيّة

 

وحول الدور الكامن في دعم الجماعة المسيحيّة في غزة، أوضح بأنّه يتم بالدرجة الأولى من خلال الصلاة والقرب الروحي والمادي، مؤكدًا أن البابا فرنسيس والكرسي الرسولي قريبان من تلك الجماعات التي هي جزء لا يتجزأ من الأرض حيث ولد يسوع وعاش ومات وقام من الموت.

 

وذكّر بأن الجماعة المسيحية الصغيرة في غزة تعاني كثيرًا، وعندما يتألم عضو في الكنيسة تتألم الكنيسة كلها. في الختام، حثّ الجميع على الصلاة من أجل الإسرائيليين والفلسطينيين، وعلى نية المسيحيين واليهود والمسلمين، مذكرًا بكلمات صاحب المزامير "اطلبوا السلام لأورشليم".