شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في القداس الاحتفالي الذي ترأسه البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو، عشية عيد الميلاد، وذلك في كاتدرائية القديس يوسف، بحضور رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح، وعدد من الوزارء والشخصيات الدبلوماسية والدينية، وحشد من المؤمنين.

ورحب الكاردينال ساكو بالحضور، ودعا الى السلام والتآخي والتسامح. فيما نقل الكاردينال بارولين تحيات ومشاعر قداسة البابا فرنسيس، كما دعا الى تكثيف الجهود في سبيل السلام، على أساس القاعدة الذهبية، احترام الآخر باختلافه، والتعامل معه كما نريده أن يتعامل معنا.

وألقى الرئيس العراقي كلمة هنأ فيها المسيحيين، وسائر العراقيين، بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية. وقال إن "بداية نهاية الارهاب صنعت هنا في العراق، وقد صنعها العراقيون ببطولاتِهم وتضحياتِهم"، مشيرًا إلى أن "الهجمة كانت شرسة ووحشية ضد المسيحيين ومسيحيي الشرق، وأبناء الديانات الأخرى، من قبل التكفيريين والارهابيين"، ومشددًا على أن "مواقف أبناء شعبنا من المسيحيين كانت صلبة في مواجهة المحن وفي تمسكهم الوطني والانساني".

وأضاف رئيس الجمهورية "بهذا التلاحم انتصرنا على الإرهابيين، بوقوفنا معًا، وبوقوف الأصدقاء المخلصين والحلفاء معنا، ومع قواتنا التي سطّرت واحدة من أعظم البطولات في دحر الارهابِ والإرهابيين"، لافتًا إلى أن "المتطرفين لم يعبروا بسلوكهم المنحرف عن دين أو خلقٍ انساني، فالموقف الشعبي الموحد ضد الجريمة والمجرمين أكّد عزل هؤلاء وشذوذهم، كما أكدهُ الموقف الكبير للمرجعية الدينية العليا التي حشدت الشعب في موقف بطولي وشجاع ضد الإرهاب".

وتابع إن" التنوع الإثني والقومي يعتبر دومًا في المجتمعات العراقية عنصر قوة وحيوية وتلاقحًا للثقافات والحضارات المختلفة على أرض الرافدين، أم الحضارات ومهدها"، داعيًا إلى "إغناء هذا التنوع وحمايته والتمسك به وتعزيزه بالقوانين والتشريعات التي ترفض خطاب الكراهية وتعاقب مرتكبيه". كما أكد أهمية السعي لتأمين مستلزمات البناء وتحقيق الأمن ومحاربة الفساد ومواجهة المشكلات الاقتصادية والادارية والسياسية واستكمال بناء العراق الديمقراطي الاتحادي المستند الى الدستور.