موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٥ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
الكاردينال بارولين يختتم زيارته إلى بيروت بلقاء البطاركة وبجولة في المنطقة المنكوبة

أبونا :

 

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، الجمعة 4 أيلول 2020، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. وقد شارك في اللقاء بطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، وبطريرك الروم الملكيين يوسف العبسي، وبطريرك الأرمن الكاثوليك غريغوار العشرون، بحضور السفير البابوي في لبنان جوزيبي سبيتيري.

 

بعد اللقاء قال الكاردينال بارولين: "في ختام هذا اللقاء الأخوي مع غبطة البطريرك الراعي وبطاركة الشرق الكاثوليك، أودّ أن أحيّي اللبنانيين وأن أقول لهم ما قلته مرارًا في خلال زيارتي التي استمرّت ليومين، أنني هنا لنقل تحية قداسة البابا وللتعبير عن تضامنه وقربه من الشعب اللبناني، الذي عانى وما زال من جرّاء التفجير الأخير، وقد تمكنت من خلال لقاءاتي في لبنان من لمس حجم هذه المعاناة، وما رأيته في زيارتي لمستشفى الجعيتاوي في بيروت خيالي من ناحية الدمار، ولكن من ناحية أخرى لمست إرادة اللبنانيين بإعادة الإعمار والاستمرار والتمسك بالحياة، ونحن هنا بإسم قداسة البابا لتشجيع اللبنانيين والكنيسة التي فعلت الكثير في فترة الطوارىء هذه وبشكل عام، على صعيد التعليم والصحة، ورسالتنا اليوم هي أن لبنان ليس وحيداً والكنيسة ستقف الى جانبه وتساعده على النهوض مجدداً والقيامة من كبوته.

 

وعن ما إذا كان يخشى على مستقبل المسيحيين في لبنان، قال الكاردينال بارولين: "أعتقد أن المسيحيين لا يجب أن يخافوا أبدًا، لأننا جميعًا بين يدي الله، وهذا هو إيماننا، كما أن حاضرنا ومستقبلنا في يد الله، وقد ذُكر في الإنجيل المقدس مرارًا عبارة "لا تخافوا"، وهذا ما ردّدته للبنانييّن، فصحيح أن المشاكل والعقبات كثيرة، ولكن أؤمن أنه بإرداة الله سنتمكن من تجاوز كل الصعوبات، وقد أثبت اللبنانيون قدرتهم عبر التاريخ على تجاوز الصعاب".
 

وعما إذا لمس إستياء ومعاناة الشعب اللبناني من جرّاء السياسة المتّبعة وسلوك السياسيين في السنوات الأخيرة، قال الكردينال بارولين: "لم تتسنّ لي الفرصة للقاء الكثير من الناس، ولكن أعتقد أنه من المهم جدًا الاصغاء لمطالب الشعب، وهنا أعني الاصغاء والتنفيذ السريع كي يلمس الناس التغيير، فالشعب يطلب الجديّة والمسؤولية من السياسيين".

 

أما عن الحياد الناشط الذي طرحه البطريرك الراعي، قال بارولين: "لقد اطّلعنا من صاحب الغبطة على فكرة ومضمون الحياد الناشط، ونحن بصدد درس الفكرة التي أطلقها غبطته بشكل معمّق، وأعتقد أنّ هذا بالنسبة لنا يعني بشكل خاص أن يكون لبنان بعيدًا عن الصراعات الخارجية، وما يهمّنا بشكل أساسي أن يحافظ لبنان على هويّته وعلى دوره في منطقة الشرق الاوسط وفي العالم أجمع".

جولة تفقدية

 

وكان الكاردينال بارولين قد جال يرافقه سفير الكرسي الرسولي في لبنان ورئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبدالساتر، على المنطقة المنكوبة في بيروت، بدأها بوقفة عند النصب التذكاري للمهاجر اللبناني أمام واجهة مرفأ بيروت، والتقى عددًا من أهالي ضحايا الانفجار الذين شرحوا له معاناتهم وخساراتهم لعائلاتهم وبيوتهم. بعدها زار نيافته مستشفى سيدة الوردية في الجميزة، ومدرسة القلب الأقدس في الجميزة، والمستشفى اللبناني الجعيتاوي في الأشرفية.

 

واختتم أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان زيارته إلى لبنان في فوج اطفاء بيروت، حيث قدّم تعازيه لأهالي ضحايا، ورفع الصلاة لراحة نفسهم أمام النصب التذكاري لشهداء الفوج، ونقل إلى زملائهم بركة البابا فرنسيس. وزار الكاردينال بارولين منطقة الكرنتينا وكان لقاء مع جماعة فرح العطاء وجمعية سوليداريتي وبعض الجرحى وبعض أهالي الشهداء، كما الرئيسات العامات والرؤساء العامين للرهبنات في لبنان.