موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٣ سبتمبر / أيلول ٢٠١٥
الكاردينال إردو من الناصرة: العائلة هي مدرسة للتفاهم والخدمة
الناصرة - أبونا :

قال الكاردينال بيتر إردو، رئيس اتحاد المجالس الأسقفية في أوروبا، أن العائلة هي "مدرسة للتفاهم والمشاركة، والحب النابع من الاحترام، والخدمة المتبادلة، واللطف والكرم"، وذلك خلال لقاءه العائلات الكاثوليكية في مدينة الناصرة، مساء أمس السبت، بحضور رؤساء المجالس الأسقفية من 45 دولة أوروبية.

وأعرب خلال اللقاء الذي قاده المطران مارون لحّام، النائب البطريركي للاتين في الأردن ورئيس اللجنة الأسقفية للعائلة، عن تأثره البالغ للقاء العائلات المسيحية في الناصرة، حيث قضى السيد المسيح طفولته وشبابه، وقال: "يعلمنا تاريخ عائلة الناصرة أعمق حقيقة للإنسان، فالمسيح يعلم ما يسكن في قلوبنا كما يعرف الخالق مخلوقاته. وفي حقيقة تجسده، أصبح إنساناً حقيقياً مثلنا، وأظهر بذلك أهمية حياة الإنسان".

وتابع: "ولد يسوع في بيت لحم تحت ظروف سيئة، ووافق على الاضطهاد واللجوء إلى مصر، ومن ثم العودة مع عائلته إلى الناصرة. كما تخلى عن الثروة، وقَبِل أن يكون ابناً في شعب مضطهد تحت حكم الإمبراطورية الرومانية. لكنه لم يتخلى عن العائلة، ورغب بأن ينمو في حضنها، في جوٍ من العمل والحب والصلاة"، مؤكداً أن "العائلة تشكل، إلى اليوم، لبنة أساسية لا غنى عنها".

وأضاف: "يولد الإنسان لكي يعيش في المجتمع، وبالتالي فإن الأسرة هي صورة للثالوث الأقدس. نحن لم نولد منعزلين عن المجتمع، وإنما لدينا دعوة تتمثل في محبة الله ومحبة القريب"، مشيراً إلى أهمية إنشاء مجتمعات إنسانية تكون فيها مؤسسة العائلة المسيحية قوية، من خلال تعزيز الصلاة والإيمان بين أعضائها، وكذلك المساعدة والتضامن بين جميع الأسر، لاسيما في الأوقات الصعبة".

وختم الكاردينال كلمته بشكر البطريرك الطوال على دعوته للأساقفة الأوروبيين بزيارة الأرض المقدسة، داعياً إلى تكثيف الصلوات من أجل البابا وسينودس الأساقفة القادم. والتقى الكاردينال بعض المعلمين والطلاب وعائلاتهم لسماع همومهم، سيما مع دخول إضراب المدارس المسيحية في إسرائيل أسبوعه الثاني دون بوادر تلوح في الأفق لحل القضية، مبدياً تعاطفه مع هذه العائلات "الشاهدة والمخلصة للأرض المقدسة، والتي ما تزال في قلب المسيحية".

وتلى اللقاء مع العائلات مسيرة مريمية وصلاة الغروب في بازيليك البشارة، ترأسها الكاردينال مارك أوليه، عميد مجمع الأساقفة في الفاتيكان، وشارك بها البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، والأب بيير باتيستا بيتسابالا، حارس الأراضي المقدسة، وعدد من أساقفة الأرض المقدسة والأساقفة الأوروبيين، ولفيف من المؤمنين، رفع خلالها الصلاة من أجل العائلة السعيدة، المضطربة والمشتتة، بالإضافة إلى سينودس الأساقفة حول تحديات العائلة، المزمع عقده في الفاتيكان في اكتوبر تشرين أول المقبل.