موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣١ يناير / كانون الثاني ٢٠١٧
الصلاة من أجل الوحدة في القدس: المسيحيون عطاش إلى المصالحة
القدس – إعلام البطريركية اللاتينية :

استقبلت كنائس المدينة المقدسة، القدس، خلال الفترة من ٢١ إلى ٢٩ كانون الثاني ٢٠١٧، المؤمنين وممثلي كل جماعة وكنيسة، ورفع المسيحيون الصلوات المشتركة وعبّروا عن نيّتهم ورغبتهم في الوحدة الكنسيّة.

ويبدأ أسبوع الوحدة هذا، في كنيسة القيامة، بصلاة المساء لينتهي في كنيسة البشارة للروم الملكيين الكاثوليك. ويتم عادة الاحتفال بهذا الحدث في القدس بعد أسبوع من التاريخ الرسمي، وذلك لإلتمكين الأرمن من الاحتفال بعيد الميلاد والغطاس، ويقع الأسبوع عادةً بين اليوم الثامن عشر من شهر كانون الثاني، عيد كرسي بطرس في روما، إلى اليوم الخامس والعشرين، تذكار ارتداد الرسول بولس.

ويرجع هذا التقليد إلى القرن الماضي، وبالتحديد إلى عام ١٩٠٨، إذ كان قد أعرب الأب بول واتسون عن نيّته في أن يتوحّد المسيحيون الأمريكيون حول الكرسي الرسولي في روما خلال ثمانيّة (أوكتاف) أيام صلاة. في عام ١٩٣٠، وفي مدينة ليون الفرنسيّة، تحوّل الأوكتاف إلى أسبوع، بطلب من الأب بول كوتورييه، الذي أراد أن تكون هذه المبادرة متاحة لكل المسيحيين، وليس للكاثوليك فقط.

وكما جاء في بيان المجلس البابوي لوحدة المسيحيين: “محبة المسيح لا تحثّنا على الصلاة فحسب. تحتاج الكنائس والجماعات إلى هبة المصالحة من الله ينبوع الحياة“. وكان المجلس البابوي، بالتعاون مع المجلس المسكوني للكنائس، قد أنشأ لجنة دوليّة للحوار بين الكنائس تجتمع كل عام للتحضير لأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، إذ تختار في كل مرة موضوعاً جديداً، عادة ما يكون آية من الإنجيل، بالإضافة إلى نصوص من الكتاب المقدّس وصلوات الأسبوع.

هذا العام، ركّز موضوع هذا الأسبوع على ضرورة المصالحة: "المصالحة: محبة المسيح تحثّنا (٢ كور ٥: ١٤–٢٠)". في الكنيسة اللوثريّة، يصادف عام ٢٠١٧ الذكرى المئوية الخامسة للإصلاح، التي جاءت بعد نشر ٩٥ أطروحة لمارتن لوثر. وقد قامت حركة الإصلاح هذه بالتأثير على الكنيسة الغربيّة. وخلال القدّاس الذي جرى في كنيسة الفادي اللوثريّة، خلال أسبوع الوحدة رافق المطران المنتخب القس سني إبراهيم لعازر المطران منيب يونان، رئيس الاتحاد العالمي للكنائس الإنجيلية اللوثرية، الذي استند في عظته إلى المقطع الإنجيلي لارتداد القدّيس بولس (أعمال ٩: ١–١٩) للتكلّم عن الوحدة، خاصة في القدس.

ويعتبر أسبوع الصلاة في القدس، “مدينة السلام” التي مزّقها العنف والانقسامات، حدثاً مميزاً. وتمثّل هذه المدينة، التي شهدت على موت وقيامة المسيح، لوحة فسيفسائية من الكنائس المسيحيّة المختلفة. وفي جوهر كل احتفال جرى تبادل السلام، بالإضافة إلى عدد من الممارسات الرمزيّة الأخرى التي تخللت الاحتفالات: كتجديد عهود العمّاد وإضاءة الشموع في كاتدرائيّة القدّيس جورج الانغليكان. ورغم اختلافاتهم، رفع المؤمنون الصلاة الربانيّة كلٌّ في لغته، وعبّروا عن ارتباطهم بيسوع المسيح، "رجائنا وفرحنا".

هذا وانتهى أسبوع الصلاة في كنيسة البشارة للروم الملكيين الكاثوليك يوم الأحد ٢٩ كانون الثاني. وحثّ سيادة المطران جوزيف زريعي المؤمنين على مواصلة شهادتهم للوحدة: "لتشكّل المصالحة والوحدة ينبوع ماء يعطي الحياة، يتحول إلى نهر من المياه العذبة تروي عطش العالم للإيمان في الله الحي!".