موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٠ سبتمبر / أيلول ٢٠١٧
السفير الفرنسي في عمان: المسيحية في الأردن متجذّرة في تاريخه وهويته

عمان - أبونا ، تصوير: سورين خودانيان :

أقامت السفارة الفرنسية في المملكة حفل استقبال بمناسبة زيارة وفد من الصحفيين الفرنسيين، ومن مسؤولي معهد العالم العربي، إلى الأردن، ضمن إطار المعرض الجديد الذي ينظمه المعهد تحت عنوان: ’مسيحيو الشرق.. ألفا عام من التاريخ‘.

وحضر الحفل وزيرة السياحة والآثار السيدة لينا عناب، ومدير هيئة تنشيط السياحة د. عبد الرزاق عربيات، وعدد من الأعيان والنواب، وكهنة من مختلف الكنائس، ومهتمين، وأعضاء الصداقة الفرنسية الأردنية.

ولفت السفير الفرنسي دافيد بيرتولوتي في كلمته الترحيبية، إلى أن المعرض الذي سيفتتحه كل من رئيس الجمهورية الفرنسية ونظيره اللبناني في 26 أيلول الحالي، هو الأول من نوعه. فلغاية شهر كانون الثاني 2018، سيتمكّن زوار المعرض من اكتشاف روائع الإرث المسيحي، والذي يعرض بعضها في أوروبا للمرة الأولى.

وقال: سوف تكون القطع الأثرية التي قام الأردن بإعارتها للمعهد من بين أهم القطع الأثرية للمعرض وأجملها، ومنها قطع فسيفساء من جرش وصليب يعود للقرن السادس، شاكرًا في هذا السياق مدير دائرة الآثار العامة ومديرة المتاحف الوطنية. ولفت بأن المعرض سيستعرض تاريخ المسيحيين العرب منذ نشأة المسيحية، ولغاية يومنا هذا، الذي يشهد نزوحًا لبعضهم، ويحتّم الحفاظ على إرثهم المادي والمعنوي الذي يزيد عمره عن ألفي سنة.

وأضاف: في هذه المرحلة العصيبة، التي يسعى فيها داعش إلى إنكار وجود الآخر، وإلى تفرقتنا، يأتي المعرض في باريس للاحتفاء بثراء الشرق الأوسط وتنوعه. فأمام هذه البربرية، يتوجب على الجميع التحرّك بكافة الوسائل. وهو الأمر الذي قامت به فرنسا من خلال الدعوة إلى مؤتمر عقد في باريس في أيلول 2015، بهدف حشد المجتمع الدولي حول مصير الأقليات المضطهدة بسبب انتماءاتها الاثنية أو الدينية في الشرق الأوسط.

وقال: غالبًا ما يتم حصر مفهوم الأرض المقدسة عند الغرب بالأماكن الرمزية في القدس وبيت لحم، او حتى في الناصرة. لكن، معظم المواقع في الأردن تشير إلى تاريخ المسيحية: إن كان على مستوى المعالم، أو حتى اسم الأردن الذي يشير إلى النهر الذي عمّد فيه السيد المسيح، جبل نيبو، موقع وفاة النبي موسى، أو حتى مادبا وفسيفسائها الشهيرة.

وأضاف السفير الفرنسي في كلمته: للأسف ما تزال الأنباء الحزينة حول استهداف الأقباط في مصر في عمليات إرهابية، أو استهداف الكلدانيين في العراق، والذين يفرّون من داعش في سهل نينوى، او التوترات مابين الطوائف في لبنان، ولكن هذا كله غير موجود في الأردن. ويعزى ذلك لوجود مسيحية فريدة من نوعها هنا، وهي متجذّرة في تاريخ الأردن وهويته. فالمسيحيون موجودون هنا منذ أكثر من ألفي سنة، وهم يمثلون ركيزة من ركائز المجتمع إلى جانب إخوانهم المسلمين، والذي يشاركونهم العادات والتقاليد الاجتماعية ذاتها.

وتابع: ولأنهم متجذّرون في هذه الأرض، وبالرغم من كونهم أقلية، يعتبر المسيحيون مواطنين كاملي الحقوق في المملكة. الأمر الذي تدعمه القيادة الهاشمية، فلا يمكننا أن ننسى دور الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية في القدس، بالإضافة إلى الدستور الأردني الذي يضمن المساواة لجميع المواطنين أمام القانون، كما يضمن حرية العبادة للجميع. فالمسيحيون في الأردن يتمتعون بحقوق سياسية ولديهم ممثلين عنهم في مجلس النواب، وفي مجلس الأعيان، وفي الحكومة. كما يشكّل المسيحيون في الأردن قوة حيّة تنعش القطاع الاقتصادي والثقافي للمملكة.

وختم السفير الفرنسي كلمته بإطلاق نداء خاص قائلاً: في حزيران من العام الماضي، تمكن من زيارة قرية شطنا وكنائسها الثلاث بفضل الأب فراس نصروايين. شطنا هي من القرى النادرة في الأردن التي جميع سكانها من المسيحيين. وقد بدأ سكان هذه القرية شيئًا فشيئًا بالانتقال منها، وبدأت البيوت الحجريو الجميلة فيها بالاضمحلال، ومعها بدأ يضمحل جزء من تاريخ البلاد شيئًا فشيئًا. أعتقد أن هناك فرصة لقيام مشروع مميّز من السياحة البيئية، ومن التنمية المحلية في هذه القرية.

للمزيد من الصور على صفحتنا على فيسبوك:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=1…