موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٩ ابريل / نيسان ٢٠٢٣
السفير الفاتيكاني في الخرطوم يدعو لبلوغ حلول من خلال الحوار والوسائل السلمية

فاتيكان نيوز :

 

في وقت تستمر فيه الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني والميليشيات شبه العسكرية المعروفة باسم قوات الدعم السريع أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السفير البابوي في الخرطوم المطران مونيوس كاردابا الذي عبر عن قلقه البالغ حيال ما يجري في البلد العربي، في وقت أشارت فيه بعثة الأمم المتحدة في السودان إلى خيبتها نظراً لتقاعس الجانبين المتنازعين عن احترام الهدنة الإنسانية التي أُعلنت لمدة ثلاث ساعات.

 

القتال المسلح الذي شهدته العاصمة الخرطوم خلال اليومين الماضيين، والتي تعرضت لغارات جوية وقصف بصواريخ أرض -أرض، لم تسلم منه المنطقة حيث يوجد مقر السفارة البابوية حسبما أعلنت وكالة الصحافة الإيطالية أنسا نقلا عن مصادر مطلعة، وأوضحت أن الأوضاع الإنسانية تبعث على القلق الكبير، وكان الأطباء قد تحدثوا عن استهداف عدد من المستشفيات والمنشآت الصحية في الخرطوم ومناطق أخرى.

 

في حديثه لموقع فاتيكان نيوز، قال الدبلوماسي الفاتيكاني إنه بعد أيام وأسابيع من التوترات اندلعت حرب بين الجيش النظامي السوداني وقوات الدعم السريع، لافتا إلى أن الوضع خطير وجاد في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى تشهد قتالا بين الطرفين، والذي تُستخدم فيه الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية. وعبر سيادته عن قلقه على حياة الأشخاص في مناطق النزاع، لاسيما المدنيين. وأضاف أن السكان عالقون في بيوتهم، لا يستطيعون الخروج منها والتوجه إلى الأسواق لشراء ما يحتاجون إليه نظرا لخطورة الأوضاع.

 

بعدها قال المطران كاردابا إن الحي الذي يتواجد فيه مقر السفارة البابوية، والكائن في شمال العاصمة، يُعتبر عادة آمنا وهادئا، بيد أنه شهد صباح الأحد تطورات مقلقة، إذ دخلت ثلاث مجموعات من الجنود إلى مقر البعثة البابوية خلال الاحتفال بالقداس، لافتا إلى أنهم أرادوا ربما أن يستخدموا حديقة السفارة كموقع لإطلاق القذائف ضد الأعداء. لكنهم بعد نصف ساعة غادروا المبنى دون أن يحصل أي حادث يُذكر.

 

هذا ثم شاء السفير البابوي في الخرطوم أن يضم صوته إلى صوت البابا الذي وجه نداء إلى الشعب السوداني بعد تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء ظهر الأحد، مطالباً بوقف الاقتتال. وقال سيادته إنه يرغب في التوجه إلى الطرفين المتصارعين، مطالباً إياهما بوضع حد للقتال والسعي لبلوغ حلول من خلال الحوار والوسائل السلمية. ولفت الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أن هذا النداء، كدعوات البابا، يتماشى مع العديد من الرسائل التي صدرت عن جمعيات ودول ومنظمات دولية تسعى إلى التوسط من أجل التخفيف من الاحتقان.

 

هذا وأكد المطران مونيوز كاردابا أن تجدد القتال في السودان قد يقضي على إمكانية التوصل إلى اتفاق سياسي بين مختلف الأحزاب والجماعات المسلحة والمجتمع المدني. وقال إنه في بداية شهر أبريل نيسان الجاري كان من المرتقب أن يُوقع اتفاق بهذا الشأن يهدف إلى التأسيس لمرحلة انتقالية ديمقراطية، وإلى تشكيل حكومة مدنية جديدة. وختم سيادته حديثه لموقعنا الإلكتروني معربا عن قلقه على مصير هذا الاتفاق ومتخوفاً من إمكانية أن تؤدي هذه الاشتباكات إلى حرب أهلية لا تُحسب أبعادها.

 

يرى المراقبون أن ثمة مصالح كبيرة للجيش الموالي لعبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي الانتقالي، الذي تسلم زمام الحكم في البلاد بعد انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢١، لكونه يسيطر على المقدرات الاقتصادية للبلاد، أما مليشيات قوات الدعم السريع فهي تسيطر على عدد كبير من مناجم الذهب في السودان، ومن بينها منجم تتقاسمه مع شركة فاغنر الروسية، خصوصا وأن زعم قوات الدعم السريع تربطه علاقات وطيدة مع موسكو، وكان قد ندد في أكثر من مناسبة بـ"فشل" الانقلاب العسكري الأخير الذي من شأنه أن يعيد حكم عمر البشير، على حد قوله.