موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٦ أغسطس / آب ٢٠١٦
الراعي والمربي الأب فيصل حجازين يُشيّع إلى "فرح الحب" الأبدي
عمّان – أبونا ، تصوير: أسامة طوباسي :

أقيمت في كنيسة الراعي الصالح بعمّان، اليوم السبت، المراسيم الجنائزية للأب المرحوم فيصل حجازين، الكاهن والمربي في البطريركية اللاتينية، الذي انتقل إلى فرح الحب الأبدي عن عمر يناهز 55 عامًا، أمضاها بغيرة كهنوتية، وتفانٍ في العمل الراعوي والتعليمي، والدفاع عن قيم الزواج والعائلة.

وترأس المراسيم المدبر الرسولي لبطريركية اللاتين رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، بمشاركة البطريرك السابق فؤاد الطوال، وحشد من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، والممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني محمود عباس السفير الفلسطيني في المملكة الأردنية الهاشمية عطاالله خيري، والدكتور رمزي خوري رئيس الصندوق القومي الفلسطيني، ولفيف من الشخصيات العامة، وجمع كبير من أبناء عشيرة الحجازين والعكشة، ومؤمنون من مختلف أنحاء المملكة، ومن أنحاء كثيرة من فلسطين والجليل.

وفي عظة القداس، أشار المطران مارون لحّام إلى ثلاث خصال تميّز بها الأب فيصل حجازين: الكاهن الراعي، والكاهن المربي والكاهن المدير. وقال: "رحل الأب فيصل، لكن ذكره لم يرحل، ولن يرحل، إنما لبّى النداء الرابع الذي أتاه من الله؛ نداء الحياة الأول، ونداء المعمودية الثاني، ونداء الكهنوت الثالث، ونداء الحياة الأبدية الرابع".

وفيما يلي النص الكامل للعظة:

"كونوا على أهبه لأن ابن الإنسان يأتي كاللص في ساعة لا تتوقعونها". هذا ما حصل مع المرحوم أبونا فيصل يوم الخميس الماضي. ساعة لم يتوقعها هو ولم نتوقعها نحن ولم يتوقعها أحد. لكن لص الليل خاب ظنه. صحيح أن جسم أبونا كان نائمًا مرتاحًا، لكن روحه كانت يقظة ومستعدّة لاستقبال رب البيت في أية ساعة يأتي فيها. وهكذا تحوّل اللص إلى ملاك حمل الكاهن فيصل إلى عرش الكاهن الأزلي، في عيد القديس جان مارس فياني، شفيع الكهنة في العالم.

رحل الأب فيصل، لكن ذكره لم يرحل، ولن يرحل. نذكر منه: الكاهن الراعي، والكاهن المربي، والكاهن المدير. الكاهن الراعي: خدم المرحوم في أكثر من رعية في الأردن وفلسطين. وترك في كل مكان خدم فيها ذكرى طيّبة. ذكرى راع يحب رعيته ويهتم بأبنائها، ويخصص معظم حبه للفقراء والمحتاجين. كان كريمًا مضيافًا، وكان يقول على سبيل الدعابة: "عند موتي لن تجدوا معي فلوسًا، ستجودن ديونًا".

الكاهن الراعي والمربي: خدم المرحوم في المعهد الإكليريكي سنوات طويلة وساهم في تربية جيل من الكهنة الشباب يخدمون الله وشعب الله بتفان وغيرة. كان مرشدًا روحيًّا للكثيرين منهم والذين وجدوا في حكمته الطبيعية وفي مثاله الكهنوتي النموذج الذي سيؤثر في حياتهم.

الكاهن الراعي والمربي والمدير: كانت هذه آخر مرحلة في حياته. كان مديرًا عامًا للمدارس في فلسطين والجليل. وبالرغم من الصعوبات المادية والسياسية والاجتماعية، نهض بمدارس فلسطين ماديًا وأكاديميًا، وذلك بفضل جهوده المتواترة وعلاقاته داخل البلاد وخارجها.

وفي قمة عطائه، رحل عنا. الواقع أنه لم يرحل، بل لبّى النداء الرابع الذي أتاه من الله. نداء الحياة الأول ونداء المعمودية الثاني ونداء الكهنوت الثالث ونداء الحياة الأبدية الرابع. رحمك الله يا أبونا، أنعم بجوار الكاهن الأبدي وتابع من السماء تقدمة حياتك لله ولشعبك للبلاد التي أحببتها وأحبتك. أطلب لها السلام والخير واطلب المزيد من الدعوات الكهنوتية لتفرح الكنيسة بكهنة غيورين كما كنت أنت.

فباسمي وباسم العائلة البطريركية، بطاركة وأساقفة وكهنة وراهبات وشمامسة، أتقدم بعزاء الإيمان إلى عشيرتي الحجازين والعكشة وأقربائهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر، وإلى أخوة وأخوات المرحوم. الرب أعطى والرب أخد، فليكن اسم الرب مباركًا، آمين