موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤
الجالية العربية لكنيسة القديس يوسف تحتفل باليوبيل الفضي لتأسيسها
اعد التقرير سامح المدانات :

احتفلت الجالية العربية لكنيسة القديس يوسف في بومونا في جنوب كاليفورنيا، مساء يوم السبت الموافق 25 تشرين الاول 2014، بمرور خمس وعشرين عاماً على ولادة وانطلاق أول كنيسة عربية "لاتينية" في كاليفورنيا (1989-2014). وبدأ القداس الالهي الاحتفالي الكبير بدخول سيدات الأخوية يتقدمهم حامل الصليب وخدام الهيكل، وتبعهم فرسان وسيدات القبر المقدس من أبناء الرعية وآخرون تمت دعوتهم للمشاركة في الاحتفال. وانضم إلى الموكب فرسان كولومبوس من كنيسة القديس يوسف الامريكية، يتبعهم كاهن الرعية المحبوب قدس الأب ريك فان دي ووتر ولفيف من الكهنة المشاركين من الكنائس الاخرى: الملكية (الروم كاثوليك) والارثوذكسية، الذين لبُّوا الدعوة للمشاركة بالاحتفال التذكاري.

وخلال العظة عبر الاب ريك عن سروره وشكره للحضور لمشاركة الرعية في فرحتها بهذا الاحتفال الذي يقام بعد خمس وعشرين سنة بالتمام على تأسيس الكنيسة في بومونا على يد قدس الاب المونسينيور لبيب قبطي، الذي تم تعيينه كأول كاهن رعية دائم لخدمة ابناء الجالية المتواجدين في كاليفورنيا، والذين جاءوا اصلا من مختلف كنائس البطريركية اللاتينية الاورشليمية في الوطن الام، مهاجرين الى هذه الارض الامريكية واستوطنوا فيها منذ سنين.

وكادت الفرحة بالاحتفال ان تكون كاملة لولا عدم تمكن قدس الاب المونسينيور لبيب قبطي من الحضور من سان فرانسيسكو، بسبب اعتلاله وعدم تمكنه من السفر لينضمَّ الينا بهذا الاحتفال. وكان حريصاً كل الحرص على مشاركتنا ولكن تجري الرياح ما لا تشتهي السفن.

وبعد القداس الالهي توجه الجميع الى قاعة الكنيسة لتبادل التهاني بالمناسبة وتناول المرطبات احتفالا بهذه المناسبة السعيدة.

وفي اليوم التالي، يوم الاحد التقى ابناء الرعية مع العديد من الاصدقاء والاقارب في فندق الشيراتون فيربليكس،(Fairplex Sheraton Hotel) ليتابعوا احتفالهم بهذه المناسبة السعيدة على طريقتهم. فقد اقيمت حفلة رائعة لتخليد هذه الذكرى الغالية على قلوب الكثيرين من ابناء الرعية والكثير من الكهنة الاكارم الذين كان لنا شرف إما اقامتهم بيننا لخدمتنا روحيا او شرفونا بزياراتهم الى بلاد المهجر ليشاركوننا في احتفالاتنا الدينية السسنوية بالاسبوع المقدس وقيامة المسيح له المجد، ففرحنا واغتبطنا بتواجدهم بيننا الى حين.

وابتدأ الاحتفال بدبكة عربية جميلة قدمتها فرقة انشئت مؤخرا تحت اسم "فرقة المنديل الأحمر" وقدم اعضائها، وهم جميعهم من ابناء وبنات الرعية، عرضا رائعا اثلج قلوب الحضور، وكانت فكرة انشاء الفرقة قد ولدت وتم تحقيقها بجهدود ابناء الرعية انفسهم ونشكر الاخت رائدة الصايغ لاشرافها ومتابعتها لتحقيق الفكرة واخراجها الى الوجود.

وبدأت الفقرات الخطابية للحفل التي تَقَاَسَمَ تقديم فقراتها السيد خالد حتر والسيدة كريستينا عنابي، فقد قاما بالترحيب بكاهن الرعية المحبوب الاب ريك فان دي ووتر، بتعبير جميل اشتمل على بعض الجمل المسجوعة وجاء فيها: ".. وُلد في كرم غريب، نشأ في حب رحيب. كان محبا للصلوات، ومتعبدا للقدسيات. تعلم قراءة الانجيل، والصلاة بكل تهليل. ترفع عن الارضيات، ليحيا الايمان بثبات. سافر الى اورشليم، فعاد بفرح عظيم. اختاره رب الصباؤوت، ليعلمنا طريق الملكوت".

وتتابعت فقرات الحفل من كلمات وشعر ذكر فيه المشاركون نبذة عن تاريخ الكنيسة ونشأتها في المهجر فاستهل الكلام قدس الاب ريك فان دي ووتر وتحدث باللغة الانجليزية وعبر من جديد عن سروره وشكره للحضور ورحب بضيوف الشرف الذين مثلوا العديد من الكنائس المحلية الشقيقة. وخص بالذكر الاخت الراهبة فيرونيكا لوسيرو، وهي الراهبة التي بدأت مشوار تأسيس الكنيسة من يومه الاول وكانت تعتني بالأطفال وبتعليمهم ورعايتهم بكل روح محبة وتضحية ولم تكن الابتسامة تفارق محياها. وقد تم انتقالها الى ولاية نيو مكسيكو لكنها لم تتردد بالمجيء وتَحَمُّلِ عناء السفر لتكون الى جنبنا ونحن نحتفل بهذه المناسبة الغالية.

ثم تلاه السيد ناصر عنابي، وهو أحد أول مؤسسي الكنيسة في المهجر، فقال عريف الحفل في تقديمه من جملة ما قال: ".. هو شيخ جليل دمث الاخلاق طيب المعشر، لطالما تحدث باسم رعيتنا، فكانت أفكاره تنساب انسياب الانهار، وابتسامته كعذوبة مياه ينابيعها، كيف لا وهو ابن بلدة الينابيع والشلالات". فتقدم ابو اياد بكل وقار، والقى كلمة مؤثرة ذكر فيها بإسهاب تاريخ الكنيسة منذ نشأتها والظروف التي قرر فيها غبطة البطريرك السابق ميشيل صباح مشكوراً تعيين الاب المونسينيور لبيب قبطي كاهناً دائماً لخدمة رعيتي الجالية العربية الأمريكية في بومونا، جنوب كاليفورنيا وسان فرانسيسكو في شمالها.

وقد نَظَمَ السيد ناصر عنابي (أبو اياد)، كعادته في كل مناسبة، قصيدة بعنوان "على الصَّخْرِ أبني كنيسَتي"، قال فيها:

كنيسةُ الرَبِّ فـــوقَ الصَخْرِ رَابِضَةٌ
خَابَ إبلِيسُ وَلمْ تَخْـــبُ مَسَـاعِـيهَـا

عــاشَـــتْ بِنَـــا بِــإجْــلالٍ وَمَـكْرُمَةٍ
لَبِيــبُ بَنَـاهَـا والصَبّــــَاحُ راعِـيـهَا

فُــؤادٌ هُنـاكَ وريــِكي في حَنَــايَـاهَـا
والشعبُ مِـنْ خَلفِهـمُ يَشْدُو مغـانيها

مَضَى رُبْعُ قَرْنٍ وَمَا لانَتْ عَزيمَتُهُم
مِثــَالُ البَـذْلِ للأجْـيَــالِ نَــرْويـهَـــا

غـابَ الـدُجى مُـذْ بَـاَنـْت كَـنـيسـَتـُــنا
مِــنْ نـورِهـا اختـفى عَـتـْمُ لـيَاليـها

لـمَّــا بَــــدَتْ والإيــمــانُ يَـصْـحَـبُهَا
عَـمَّ الـورى فَـيْضٌ مِنْ مَـعَـالـيـــها

هي الشـمـْسُ أمْ بـُــدورٌ قَــدْ بَـــــدَتْ
تَسْمُو عليها كُـلُّها وَصْفَـاً وتشبـيهـا

فـــالبـــدرُ بَـــدْرٌ لنـــا بِــيـومٍ واحـــدٍ
والشمسُ يَدْجُوها السَّحَابُ فيخفـِيها

نُــورٌ بِـبَـيـْعَـىتـِنـَا مِنْ يسوع مَـبْعَثــُهُ
تَجْثُـو لهُ كلُّ الدُنَى مَعْ كُلِّ مَنْ فيها

سَـأَلــتُ اللهَ انْ يَـحْمـِي كَـنـِيـسَـتَـنــــَا
مِنْ كُلِّ مَنْ لا يَرَى نُورَهَا فَيُؤْذِيهَا

مَــنَارَةٌ تَبـْقـَى مَــدَى الـدَّهْرِ إنَـارَتُـهَا
فَلا يَـقْوَى قَـرِينُ الشَّرِّ أنْ يُطَفِّـيهَا

وحيث أنه كان من المفروض أن يكون قدس الأب المونسينيور لبيب قبطي معنا في الاحتفال، لكنه تخلف بسبب الوعكة الصحية التي ألمت به، فقد تم تقديم درع الكنيسة الذي خصصته الكنيسة تقديراً له، عن طريق عدسة الكاميرا فرفعه الأب ريك أمام الحضور وقرأ ما خُطَّ عليه: "إلى المونسنيور لبيب قبطي: عرفاناً للجميل لجهودك الكبيرة في بناء رعيتنا وتشجيعنا في المضي قدماً على مدى 25 عاماً: اليوبيل الفضي للجالية العربية الامريكية لكنيسة القديس يوسف".

ثم بدأت فقرة تكريم مَنْ تمَّ اختيارهم من بين أبناء الرعية تعبيراً عن شكر الكنيسة لخدمات الجميع في تأسيس الكنيسة ودعم اسستمراريتها والقيام على خدمتها على مدى السنين الماضية، ممثلاً بمن تم اختيارهم. وكان التكريم الأول من نصيب السيد جلال الربضي (أبو حازم) تقديراً له، فقال عريف الحفل عند تقديمه: "..لأنه عاصر الكنيسة منذ تأسيسها، وساهم ويساهم في خدمة الكنيسة ابتداءً من مذبحها المقدس وانتهاء بكافة انشطتها. الكنيسة اولوية مطلقة بالنسبة له، ومصلحة الكنيسة خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه". أما التكريم الثاني فكان من نصيب كاتب هذا التقرير مرغماً، حيث قدمته عريفة الحفل قائلة: "هو رجل عاصر الكنيسة منذ انطلاقتها الأولى، متواضع، كَبُرَ وترعرع في كنف الكنيسة، كان دائماً قريباً من الاكليروس، يعمل بجدٍ ونشاط متميزين، يتحرك ويثابر لتسهيل أي عمل للكنيسة، هو بمثابة مدير ديوان أو رئيس قلم الكنيسة".

ثم بدأت فترة المرح والطرب والتي احياها الفنان المحبوب ابن الكنيسة ناصر موسى جعنيني، وفرقته وقد ألهب الحضورَ بصوته الصداح، فتسابقوا بالنزول الى الساحة طرباً، ليعبروا عن فرحهم وسرورهم بهذا الاحتفال الرائع.

ثم فوجئ الحضور بإعلامهم أنه تم الاتصال بالاب المونسينيور لبيب قبطي هاتفياً وانه يرغب في توجيه كلمة لهم: واستمع الجميع الى كلمة مؤثرة منه بارك من خلالها الجميع، واعتذر عن عدم تمكنه من الحضور، وذكر لهم بعض تفاصيل أول زيارة له للرعية. ثم طلب منهم الالتزام بواجباتهم الدينية وخصوصاً حضور القداس الالهي أسبوعياً، والحفاظ على إيمانهم في هذه الأوقات الصعبة، والوقوف خلف راعيهم المحبوب ومساعدته في تسيير امور الرعية.

ثم قام الأب ريك يرافقه عدد من ابناء الرعية بالالتفاف حول كعكة الاحتفال باليوبيل الفضي، والتي قدمها مشكوراً السيد بديع المعشر وزوجته، وتم قص الكعكة واستمتع الجميع بطعمها اللذيذ احتفالاً بهذه المناسبة السعيدة.

وقد تخلل الحفل توزيع الكتاب التذكاري الذي قام بإعداده كاتب هذا التقرير، واشتمل الكتاب بين دفتيهما يزيد عن المئة صفحة بقليل على رسالة تهنئة من غبطة البطريرك فؤاد الطوال لأبناء الرعية في هذه المناسبة، حيث قدم تهانيه الحارة لكاهن الرعية وابنائها بيوبيلهم الفضي لتأسيس الكنيسة في المهجر، وذكَّرَهُم بقول الكتاب المقدس في المزمور 127 "إن لم يبني ربُّ البيت، فعبثا يتعَبُ البناؤون" واكد ان هذا البيت بُني من قبل الله فعلاً، وطلب له البركة من الله. كما شكر أبناء الرعية التفافهم حول راعيهم والكنيسة وجهودهم المستمرة للقيام بالواجبات، التي على بساطتها هي مهمة جدا وضرورية لاستمرار وجود الكنيسة وازدهارها.

كما اشتمل الكتاب على صور لأساقفتنا الاجلاء وعدد من الكهنة الافاضل الذي قاموا على خدمة كنيستنا أو شرفونا بزياراتهم لنا على مدى الخمسة وعشرين سنة الماضية، ونخص بالذكر غبطة البطريرك مشيل صباح، وسيادة المطران سليم الصائغ، اللذين شرفانا بزيارة رعيتنا وخدمة أبناء رعيتنا في أول مناولة لهم وفي تثبيتهم عدة مرات. أما من بين الكنهة الأفاضل الذين نكن لهم جميعاً كبير المحبة والشكر والعرفاان، فإننا نخص بالذكر قدس الأب هشام ضباعين، الذي قام على خدمتنا عدة سنوات. ولا ننسى قدس الاب مجدي السرياني، الذي هو أيضاً أمضى سنين في خدمتنا روحياً.

كما اشتمل الكتاب على رسائل تهنئة من بعض من كهنتنا الأفاضل ونذكر منهم قدس الاب أكثم حجازين من ايطاليا، قدس الأب فارس حتر، كاهن كنيسة الراعي الصالح، يانكِرز نيويورك، قدس الأب سامر مدانات الذي كتب إلينا من فرنسا، قدس الاب بيرنارد بوجي، من سان فرانسيسكو. ونخص بالذكر أخيراً وليس آخراً قدس الأب رفعت بدر، الذي ارسل لنا مشكوراً تحية وتهنئة خاصة من عمَّان من المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام وموقع ابونا الأغر.