حضر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين مراسم التوقيع على اتفاق السلام بين الحكومة الكولومبية والثوار الماركسيين المنتمين إلى ما يُعرف بـ"القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، أملاً في إنهاء حرب استمرت نصف قرن وأدت إلى سقوط ربع مليون قتيل، وشل اقتصاد كولومبيا وجعلها مضرب أمثال للعنف.

وقد تم التوصل إلى الاتفاق بين الطرفين المتنازعين في أعقاب أربع سنوات من المفاوضات الثنائية، لعب خلالها الكرسي الرسولي دورًا مقررًا. وسيحول الاتفاق لإنهاء أطول حروب أمريكا اللاتينية جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية إلى حزب سياسي يحارب في صناديق الاقتراع بدلاً من ساحات القتال التي كانت تشغلها منذ عام 1964.

وشارك في مراسم توقيع الاتفاق التاريخي، فضلاً عن الكاردينال بارولين، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني، ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، فضلاً عن نحو 2500 من الشخصيات البارزة الأجنبية والمحلية.

وفي آب الماضي، أشاد البابا فرنسيس باتفاق السلام الذي توصلت له الحكومة الكولومبية مع حركة القوات المسلحة الثورية، مجددًا دعمه للهدف المتمثل في التوصل إلى السلام والمصالحة وسط الشعب الكولومبي بأسره، في ضوء احترام حقوق الإنسان والقيم المسيحية التي تشكل جوهر ثقافة أمريكا اللاتينية.