موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٩ ابريل / نيسان ٢٠١٦
التحديات التي تواجه المدارس الكاثوليكية

القدس - الأب عماد الطوال :

<p dir="RTL">باتت المدارس الكاثوليكية تشكلُّ جزءً مهماً من شريحة المدارس الخاصة لأنها منتشرة في شمالها ووسطها وجنوبها وتضم عدداً لا بأس به من الطلاب ويعمل تحت ظلها شريحة كبيرة من المعلمين والعاملين. لكنها عبر سنوات ريادتها عانت من تحديات واضحة أوقفت نوعاً ما من التقدم الريادي الذي أرادتهُ لنفسها ومن هذه التحديات:</p><p dir="RTL"><strong>الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم:</strong> بما أن المدارس الكاثوليكية تعدُ ضمن المدارس الخاصة فهذا يشير إلى الدور الرقابي الإداري فقط من قبل الوزارة ولا متابعة تربوية تسجل من قبل الحكومة. عدا عن كون الدعم المادي معدم لكنهُ ليس هنا بالحسبان. علماً بأن المدارس الكاثوليكية تلتزم بالمتطلبات الأكاديمية التي تفرضها الوزارة من منهاج وأوقات دوام ومتابعة إدارية وإشرافية.</p><p dir="RTL">وتفتقد هذه المدارس إلى دورات تأهيل المعلمين وتدريبهم مبرمجة وممنهجة، ولا تدخل ضمن مشاريع التطورات الأكاديمية والعلمية والإشرافية لجميع المساقات. جنباً إلى حرمان المعلم من الامتيازات المالية الخاصة المحفزة للمعلم (علاوات، صندوق إسكان، بعثات جامعية، دورات تدريبية، المبادرات الملكية والمشاركة بها...).</p><p dir="RTL">ولا أحد يغفل عن العلاقات الثقافية الدولية المتبادلة بين البلدان خصوصاً في المجال التربوي والتي تقوم بدورها على مواكبة التطورات الأكاديمية والتكنولوجية واستراتيجيات التدريس وبناء المهارات، مما ينتج تلك الفجوة والتأخر لدى معلمينا وعدم قدرتهم على المتابعة والسير بنفس الخط التطويري للحكومة.كان تحدي هذه المدارس تكوين كوادر داخلية للقيام بهذا الدور، رغم شح الموارد المالية بكوننا مؤسسة غير ربحية.</p><p dir="RTL"><strong>قصور التعليم في النقاط التالية:</strong> انعدام التوازن بين مخرجات التعليم واحتياجات خطط التنمية للقوى البشرية المدربة. النمطية والتقليدية والتلقينية في التعليم. الجمود والشكلية في تحديد مسارات التعليم. فالمدارس بمناهجها تقوم على الإعداد للدراسة الجامعية وليس الإعداد للحياة.</p><p dir="RTL"><strong>العلاقة مع المدارس الأخرى:</strong> أصبح التعليم سوق للمنافسة الاقتصادية والتربوية والمعلوماتية، ضمن التوسع الهائل في عدد المدارس الخاصة المؤهلة. إذ أنّ هنالك اتجاهات تربوية متنوعة وحديثة ضمن الجودة الشاملة. لأننا أصبحنا في قرن التكنولوجيا والمعلوماتية. التحدي هو في كيفية مواكبة هذه التغيرات ووضعها ضمن الخطة المدرسية والتطويرية وآلية إعداد الكوادر التعليمية والإدارية، ومتابعة عقبات تطوير البنية التحتية الثابتة للمدارس وتطوير وتحسين المرافق التابعة لها، وتجديد وتحديث الوسائل التعليمية. والأهم الوعي بأن هنالك تغيير على الرغم من نقص المصادر التربوية وزيادة التكلفة التشغيلية للمدارس.</p><p dir="RTL"><strong>العلاقة مع المجتمع:</strong> مدارسنا هي مدرسة المجتمع وجدت لبناء المجتمع. التحدي هو التواصل الفعال ضمن رؤيتنا إلى العلاقة مع المجتمع من المؤسسات المختلفة والأهل وبناء حضور حقيقي في مجتمع علماني. نواجه مشكلة كيفية فهم &quot;العلمانية الإيجابية&quot; ووضعها وتوظيفها في مدارسنا المسيحية. هنالك &quot;الهوة بين الأجيال&quot; الذي يحول دون توضيح مفهوم المدرسة الحديثة.</p><p dir="RTL"><strong>المدرسة والكنيسة:</strong> المدرسة هي مكان نمو الكنيسة. أين نحن والتربية الدينية والتعليم المسيحي والعمل الرعوي منبت الدعوات الكهنوتية والرهبانية وبناء الإنسان المؤمن والمواطن الصالح نحن نقف عاجزين عن (العودة إلى المخطط الرعوي) وربطه بالمدرسة.</p><p dir="RTL"><strong>الهوية المسيحية:</strong> الوعي لرسالة المدرسة: سبب وجودها ورؤيتها وهويتها. وهذه حقيقة المدرسة والذي يجعلها تختلف عن مدارس الآخرين. البعد الروحي والكنسي المتمثل بها وإيمانها بضرورة المحافظة على الحضور المسيحي في المجتمع الإسلامي العربي . هل تتجاوب المؤسسة مع توقعات عالم اليوم على ضوء هدف وجودها الأساسي الذي يهدف إلى مواكبة التطور والسير نحو الأفضل. والهوية المسيحية التي أصبحت تشكلُّ تحدٍ كبير أمام الطالب المسيحي الذي لم يعد يقرأ لا في كتب التاريخ ولا في الكنائس ولا في منهاج الدين المسيحي أي معلومات لها علاقة بالوجود المسيحي في الشرق. علماً بأنهُ الأقدم والأصل في الهوية العربية مما يشكل خطورة. لنقف أمام ذلك علينا النهضة بمنهاج التربية المسيحية لأنهُ أصبح بالٍ بعيداً عن التطور التكنولوجي الهائل وبعيداً عن مواجهة تحديات جديدة أمام الشباب. ليتلاءم وحاجات الشباب النفسية والاجتماعية والدينية وليكن الدين سلاح القوة في مواجهة التيارات بشتى أنواعها.</p><p dir="RTL">ويعتبر<strong> فقدان المدارس لخصوصيتها من حيث الرؤية والهدف </strong>تحدٍ أخر، حيث لا بد من رفع كفاءات الكوادر الإدارية والمهنية (ولا أقصد الشهادات العلمية والخبرات) بل امتلاك المهارات الأساسية في الحياة والتي ظهرت في الوقت الحاضر كعلم مستقل بذاته كمهارات القيادة والاتصال والتواصل ومهارات إعداد المشاريع والتخطيط الاستراتيجي وأضف إلى ذلك أن هذه المهارات أصبحت ضرورية للطلبة أيضاً قبل المعلمين والمدراء وهذا ما تفتقدهُ بعض المدارس الكاثوليكية، ولتحدي ذلك علينا بالمقابل عمل شراكات مع اختصاصيين في هذه المجالات التي لا يتوفر لدينا منهاج محدد بها إضافة إلى عقد دورات تدريبية مشتركة مع جهات دولية يتم استضافتها في الأردن لرفع الكفاءات والقدرات لمعلمينا وطلبتنا.</p><p dir="RTL"><strong>ما الذي يميزنا عن الآخرين؟</strong></p><p dir="RTL">البعد الروحي والديني التي تأسست عليه والسمة الغالبة عليها الجو التربوي الإنساني النمو الشخصي للطالب المتعلم العلاقة المبنية على الثقافة والإنجيل المقدس إضافةً إلى نور المعرفة مع نور الإيمان.</p><p dir="RTL">إن مدارسنا هي اليوم الأماكن الوحيدة عملياً حيث يحصل الكثير من الأشخاص على إمكانية الإصغاء إلى الكلام عن السيد المسيح وحضوره في الثقافة والأدب.</p><p dir="RTL">من بنود فلسفة المدرسة الكاثوليكية أنها تسهم في بناء المجتمع وفي خدمة الجماعة المسيحية والوطن. مما ينتج أرضية خصبة لحوار الثقافات من مهامها أن تؤمن التعليم والتربية في مجتمع متعدد الثقافات. مدارسنا تخدم الإيمان والكنيسة. تخدم المجتمع. تحمل رسالة روحية للمحافظة على كرامة الشخص البشري وحقوقه وزرع الحرية الدينية الحقيقية واحترام حرية الآخر.</p><p dir="RTL">نحن على يقين أن مؤسساتنا التربوية تلقى تقديرا كبيرا لأنها تقدم تربية مدرسية بدون أي تمييز لمنتسبيها، وتجعلها خصوصاً بمتناول الأكثر فقراً من طبقات المجتمع.</p><p dir="RTL">مؤسساتنا التربوية مفتوحة للجميع وتحترم أولئك الذين لا يشاركون في الإيمان المسيحي. تقوم على المحافظة على القيم المسيحية التي هي أساس النهج التربوي الكاثوليكي هدفها المحافظة على الهوية والرسالة المسيحية. منبت الدعوات الكهنوتية والرهبانية وتسعى إلى تثبيت الكنيسة المحلية.</p><p dir="RTL"><strong>رسالتنا:</strong> تعزيز حق الحضور في الأرض المقدسة من خلال المواطنة الصالحة والانتماء للأرض والوطن. تنشئة شهود أصيلين للإيمان على كافة الصعد وأشخاص كفء لنقل الإيمان رسالتنا إحياء الشراكة الكنسية والتعاون مع العناصر المختلفة التي تؤلف الواقع الكنسي رسالتنا الحوار بين الأديان ونهدف إلى التعاون بين الأديان والكنائس المختلفة في المجال الديني والاجتماعي والثقافي من أجل الخير العام. رسالتنا تعزيز الالتزام المسيحي الضروري في الحياة العامة وفي النشاط المدني والسياسي وفي وسائل الإعلام. من أجل مواجهة التحديات المعاصرة وبناء جيل يحب العدل والسلام ويعمل من أجل إحيائه.</p><p><strong><span dir="RTL">أخيراً: أعتقد أن هذا التحدي يشمل جميع المدارس المسيحية أيضاً... انتظر تعليقاتكم حول تحديات أخرى لإعادة بلوة هذه الدراسة</span></strong><span dir="RTL">.</span></p>