موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٨ يناير / كانون الثاني ٢٠١٨
البيان الختامي لوفد ’تنسيقية الأرض المقدسة‘ 2018: الأمل بمستقبل أفضل
فيما يلي النص الكامل لبيان أساقفة ’تنسيقية الأرض المقدسة‘ لعام 2018، في ختام زيارتهم السنوية

القدس - أبونا :

 

لقد أتينا إلى الأرض المقدسة من أجل لقاء شبابها والاستماع إلى أصواتهم، وللصلاة من أجل العدالة والسلام. على الرغم من الصراع الفتّاك المستمر، والنهج المنقسم من قبل الكثيرين مما هم في السلطة، فإن إيماننا بالله يعطي الأمل لمستقبل أفضل يسعى إليه الشباب هنا. لقد شهدنا وسمعنا عن كفاحهم لبناء هذا الحلم، خلال الأسبوع الماضي.

 

لا يزال الشباب في غزة يتعرضون لسلب فرصهم في الحياة بسبب الحصار المستمر، والذي يحرمهم دون تمييز من فرص ازدهارهم. فيما لا يزال الشباب في الضفة الغربية يعانون من انتهاكات لكرامتهم بشكل يومي، والتي أصبحت حالة غير مقبولة تحدث بشكل منتظم بسبب الاحتلال.

 

تعاني حياة الشباب في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية من البطالة. وقد شجب البابا فرنسيس باستمرار البطالة باعتبارها واحدة من أكبر الحواجز التي تحول دون وصول شباب اليوم إلى إمكاناتهم الكاملة.

 

في حين، يعترف العديد من الشباب الإسرائيليين الذين التقينا بهم في المدارس والجامعات بأنهم يعيشون في ظروف نزاع لم يصنعوه ولا يرغبون به. لقد استمعنا إلى الشباب من جميع الأطراف، الذين يتشاطرون ذات التطلعات في التعايش السلمي، لكنهم يواجهون حقائق مختلفة تمامًا، مع فرص قليلة لتلبية أو فهم آمال بعضهم البعض ومخاوفهم.

 

لقد أصبح مستقبل السلام لجيل كامل أبعد بكثير، جراء اتخاذ قرارات غير مقبولة أخلاقيًا وقانونيًا، ولا سيما الإساءة الأخيرة لما هو معترف به دوليًا لمدينة القدس، المدينة المقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين.

 

لقد أُفشل شباب الأرض المقدسة باستمرار سواء من قبل زعمائهم أو من المجتمع الدولي. إن الغضب الذي شهدناه له ما يبرره تمامًا، بل هو أيضًا علامة على رفضهم للاستسلام سعيًا منهم للتغيير.

 

وفي جميع أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل، يبقي الشباب على أملهم حيًا من خلال صمودهم وشجاعتهم. فالجماعة المسيحية المحلية، رغم أنها صغيرة العدد، إلا أنها جزء لا يتجزأ من هذا الأمر، ليس فقط من خلال مساهمة شبابها، بل أيضًا من خلال خدمتها لجميع الشباب.

 

فهؤلاء الشباب من يجرؤون على تحقيق العدالة ويتحدون الانقسامات التي فرضت عليهم. وهي المدارس والمشاريع الشبابية التي تقطع الحواجز وتجهّز الناس لبناء التسامح. وهم المتطوعون الشباب، مثل أولئك الذين يعملون مع "آرش" في بيت لحم، وبيت عماوس في قبيبة، والحركات الكنسية في غزة، الذين يظهرون الإنسانية في هذا المجتمع الجريح.

 

إننا نتشاطر أمل الشباب الذين التقينا بهم في الأرض المقدسة، ونقرّ بدورهم الأساسي في تعزيز السلام. لقد ساعدونا على رؤية الحقائق الصعبة من خلال عيونهم. ولذلك فإننا ندعو مجتمعاتنا في دولنا للتضامن من أجلهم:

 

من خلال المنظمات الداعمة التي تساعد على خلق فرص العمل، وتوفير السكن، وتسهّل الحوار؛

 

ومن خلال الصلاة والحج اللتان تدعمان السكان المحليين؛

 

ومن خلال الوقوف بحزم ضد كل من يسعى لمزيد من الانقسام، خاصة بين قادتنا السياسيين.

 

وقبل كل شيء، فإننا نحمل شباب الأرض المقدسة في صلواتنا، ومستلهمين من البابا فرنسيس، فإننا نلزم أنفسنا، بعون نعمة الله، للعب دورنا في جعل هذه الأرض أكثر إنسانية وأكثر جديرة لشباب اليوم والمستقبل.