موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٩ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٦
البيان الختامي لاجتماع مجلس الأساقفة الكاثوليك في لبنان

بيروت – إذاعة الفاتيكان :

عقد مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السنوية الخمسين في الصرح البطريركي في بكركي من الرابع عشر وحتى السابع عشر من تشرين الثاني نوفمبر 2016 برئاسة صاحب الغبطة والنيافة، الكردينال مار بشاره بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، وبمشاركة أصحاب الغبطة غريغوريوس الثالث، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، ومار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، البطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك، وكريكور بيدروس العشرين، بطريرك كاثوليكوس الأرمن الكاثوليك على كرسي كيليكيا، وأصحاب السيادة المطارنة، وقدس الرؤساء العامين والرؤساء الأعلين، وحضرات الرئيسات العامات أعضاء المكتب الدائم للرهبانيات النسائية. وشارك في جلسة الافتتاح سيادة السفير البابوي المطران غبريال كاتشا. وتشرّف الآباء بلقاء فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، بمناسبة زيارته الرسمية إلى الكرسي البطريركي في بكركي جريًا على تقليد عريق.

وأضاف البيان أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قد رحّب في كلمته الافتتاحية بالأعضاء الجدد، ثم تحدث عن أعمال الدورة وما تشتمل عليه من مواضيع عدة وهي "إعداد اليوبيل الذهبي للمجلس (1967-2017) والنظر في تقرير اللجنة المكلفة دراسة الورقة اللاهوتية حول "الشركة والحياة المجمعية لتعزيز العمل الراعوي المشترك"، النظر في التدابير المقترحة بشأن تطبيق التوجيهات الفاتيكانية حول التعديات الجنسية على القاصرين، إقرار النظام الداخلي والنظام المالي لرابطة كاريتاس لبنان، انتخاب رؤساء ونواب رؤساء للجان وهيئات تابعة للمجلس وانتخابات في مكتب رابطة كاريتاس والاطلاع على توصيات اللجان والهيئات الواردة في تقاريرها وإقرارها".

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، وفي ما يتعلق بالأوضاع في لبنان والمنطقة، جاء في البيان الختامي "يشكر الآباء الله الذي استجاب صلاتهم وصلاة شعبهم فصار الاتفاق بين الكتل السياسية والنيابية بعد سنتين وخمسة أشهر من الفراغ، وتم انتخاب رئيس للبلاد بشخص العماد ميشال عون، وتكليف دولة الرئيس سعد الدين الحريري برئاسة الحكومة الجديدة وتشكيلها بالاتفاق مع فخامة الرئيس. وإن الآباء، إذ يهنئون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف والشعب اللبناني، يتطلّعون مع الجميع الى تشكيل سريع لمجلس الوزراء بروح الميثاق الوطني والدستور، وعلى مبدأ المشاركة المتساوية بعيدًا عن احتكار حصص وحقائب. ومطلوب من المجلس العتيد تحقيق المصالحة الوطنية الكاملة والشاملة، والبدء بوضع قانون جديد للانتخابات النيابية يؤمّن صحّة التمثيل وعدالته، ويعطي قيمة لصوت الناخب بحيث يتمكن من ممارسة حقه في المساءلة والمحاسبة. ويطلب من الدولة الانكباب، من دون إبطاء، على المضي بمواجهة التحديات الراهنة وأهمها: محاربة الفساد، النهوض الإقتصادي بكل قطاعاته وتعزيز الإنماء والبيئة، تقليص الدَيْن العام، إقرار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب العادلة والمنصفة للجميع، معالجة خطر النازحين واللاجئين على المستوى الإقتصادي والأمني والسياسي والثقافي، ومستقبل الشباب اللبناني".

ومما جاء في البيان الختامي "آلم الآباء استمرار الحروب الدائرة في بلدان الشرق الأوسط، لاسيّما في سوريا والعراق وفلسطين واليمن، وقد زعزعت الاستقرار والسلم وتسبّبت بالهدم المبرمج وبويلات ومصائب على المواطنين الأبرياء. فإنّهم إذ يجدّدون إدانتهم العنف بكلّ أشكاله، يدعون أبناءهم المسيحيين لأن يصمدوا بنعمة الله في رجائهم بإعادة بناء أوطانهم يدًا بيد مع أخوتهم المسلمين في تكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية والمسؤولة. ويناشدون المجتمع الدولي والدول المعنية لإيقاف الحرب وإحلال السلام في المنطقة، والتوصل الى حلول سياسية سلمية، بالاستناد الى القوانين الدولية التي تحفظ حقوق الشعوب والدول وتصون وحدة أراضيها، والعمل الجدّي على عودة النازحين واللاجئين والمخطوفين والمبعدين الى بلدانهم وبيوتهم وممتلكاتهم، حفاظًا على حقوقهم كمواطنين".

"وفي ختام سنة الرحمة، يستمطر الآباء بركة الله على أبنائهم وبناتهم ليعيشوا الرحمة بالمصالحة والانفتاح والالتزام بتحقيق السلام، ويُعلنوا رجاءهم بمستقبل أفضل يعملون فيه معًا على تحقيق ملكوت المحبة والعدالة والسلام. وفيما يجري الاستعداد للاحتفال بذكرى الاستقلال في أجواء إيجابية تسود البلاد والعباد، يأمل الآباء أن يعمل فخامة رئيس الجمهورية بالتعاون مع الحكومة العتيدة ومجلس النواب على تنفيذ خطاب القسم وإعادة الدولة ومؤسساتها الى انتظامها وحيويتها وهيبتها في خدمة المواطنين فيجددوا ولاءهم الكامل للبنان ويعملوا معًا على اعادة بنائه وطنًا رسالة في الأخوة والحرية والاحترام المتبادل والعيش الواحد. كما يسألون الله بشفاعة العذراء مريم والدة الاله وسيدة لبنان أن يحمي لبنان في كيانه ورسالته ويُنعم على بلدان الشرق الأوسط بالسلام العادل والشامل وبالأمن والازدهار".