موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٠ ابريل / نيسان ٢٠١٦
البطريرك يازجي يصلي لأمه الراحلة وشقيقه المختطف

دام برس - بلال سليطين :

فارقت "روز موسي" الحياة وهي تنتظر أن ترى ولدها المطران "بولس" المختطف في حلب منذ ثلاثة أعوام، كانت قبل يوم من رحيلها تصلي لخلاصه المنتظر، لم تفقد الأمل يوماً بعودته لكن المنية سبقتها ورحلت دون أن تعرف مصيره، إنها المرة الأولى التي ستنام فيها دون أن تستيقظ وقد حلمت بعودته فهذا المرة نامت نومتها الأبدية.

في تشييعها كانت صورته إلى جانب نعشها تحمل الكثير من الرسائل في السياسة وفي العاطفة، جميع الذين طافوا حولها كانوا يصلون لروحها ولعودة نجلها، حتى أولئك الذي ألقوا الخطب عقب قداس الجنازة لم يدخروا فرصة في استحضار اسمه الذي بات يردد على ألسنة الكثيرين وهم يسألون عن مصيره.

والدة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس "يوحنا العاشر يازجي" ليست أماً عاديةً وفق ماقدمته للكنيسة الأرثوذكسية، فهي أم بطريرك ومطران وراهبة يخدمون الكنيسة ويعتبرون من دعائهما.

صلاة وداع والدة صاحب الغبطة سجلت كواحدة من الصلوات النادرة التي تقام في المشرق، وقد تكون المرة الأولى التي تحدث في اللاذقية، حيث شارك بطريرك السريان الأرثوذكس في الصلاة قبالة بطريرك الروم الأرثوذكس وقرأ كلماته باللغة السريانية من وسط كاتدرائية مارجرجس للروم الأرثوذكس التي ستجل هذه الصلاة في سجلها الذهبي.

وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد حضر صلاة الجنازة ممثلاً عن السيد رئيس الجمهورية "بشار الأسد"، وقد قرأ "السيد" آيات من سورة مريم قبل أن يستغل المناسبة للحديث عن المسيحيين في المشرق واصفاً إياهم بأنهم حموا الإسلام واحتضنوه تاريخياً.

حشد كبير من فعاليات اللاذقية شارك في وداع الراحلة التي عرفت بشخصيتها المميزة وقدرتها على العطاء حتى أنها كانت تتابع أمور الناس وتسعى لخدمتهم حتى وهي في أيامها الأخيرة، وظلت صابرة على فراق نجلها حتى فارقت روحها الحياة.

للراحلة علاقة جميلة مع اللاذقية كل اللاذقية ويحبها الناس على مختلف مشاربهم وقد جاؤوا جميعهم لوداعها ألقوا عليها التحية الأخيرة وصلوا لرحمتها، في حين تلون محيط الكنيسة بالورد الأبيض وهي التي لطالما عرفت بأنها صاحبة قلب أبيض.

جدير بالذكر أن صاحب الغبطة "يوحنا العاشر" ترأس بنفسه صلاة الجنازة التي أقيمت في كاتدرائية مارجرجس للروم الأرثوكس باللاذقية، وصلى على جثمان والدته كما صلى لعودة شقيقه المختطف والذي كانت صورته أمامه وأمام جميع الحاضرين.