موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٥ مايو / أيار ٢٠١٩
البطريرك صبّاح يكتب في مرور 71 عامًا للنكبة

البطريرك ميشيل صبّاح :

اليوم للإسرائيليين عيد الاستقلال. وللشعب الفلسطيني ذكرى النكبة. قبل 71 عاما. وهي نكبة لم تنته. الحر: التي بدأت عام 1948 بين إسرائيل والفلسطينيين لم تنته بعد. ما زال العداء نفسه، والنكبة ما زالت نكبة. ولكن مع النكبة أيضا بقي أملٌ صامد جيلًا بعد جيل: الحياة ستعود يوما.

بعد 71 سنة حان الوقت لأن تتوقف الحرب، ولأن تتنتهي العداوة. إسرائيل هل تريدين ذلك؟ الفلسطينيون يريدون. إسرائيل، لك أن تقرري بداية السلام. الطريق معروفة. الثوابت الفلسطينية معروفة وليست هي العقبة. العقبة هو ما في القلوب. حان الوقت أن يعيش شعب إسرائيل في سلام وفي أمن، وأن يبدل هتافه "الموت للعرب" بهتاف حياة وسلام للجميع.

آن الأوان لأن يعترف الإسرائيلي والفلسطيني كل واحد بالآخر، إنسانًا له الكرامة نفسها والحقوق نفسها والواجبات نفسها. الأمر ممكن لمن أراد الحق لنفسه ولغيره.

أن الآوان لأن تُترَك الحرب. والولايات المتحدة نفسها التي تبحث في هذه الأيام عن مزيد من الحرب في هذه المنطقة، حان لها أن تبحث عن مزيد من السلام في المنطقة وفي إسرائيل وفلسطين. حان لها أن تقرأ الكتاب المقدس، هي التيي تقول إنها مؤمنة بالكتاب المقدس وتصغي إلى نداء السلام فيه. حان لها أن تصغي إلى صاحب المزامير: "إني أسمع ما يتكلم به الرب الإله، لأن الرب يتكلم بالسلام لشعبه وأوليائه والذين بقلوبهم إليه يرجعون" (مزمور 84/85: 9)، وأيضًا: "إن أفكاري هي أفكار سلام لا حرب" (ر. إرميا 29: 11).

الحروب الجديدة، مثل ما حدث في أرضنا منذ عشرات السنوات، لن تثمر سلامًا بل مزيدًا من الموت ومزيدا من القلق والكراهية والخوف في قلوب الأقوياء أنفسهم.

طرق السلام هي وحدها التي تؤدي إلى السلام والأمن.

والقدس طبعًا هي ركن السلام. لا يقوم بدونها سلام. من أحب القدس ملأها بالحق والمحبة فيملأها الله بالسلام. القدس مدينة مقدسة لشعبين وثلاث ديانات. هذه هي طبيعتها. وهكذا تكتمل قداستها ويصبح الإنسان فيها عابدا لله بالروح والحق ومحبا لأخيه الإنسان، وبذبك تصبح القدس مدينة سلام وطريق سلام.