موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر Friday, 6 September 2019
البطريرك الراعي يفتتح مؤتمر المدارس الكاثوليكية في لبنان

النهار اللبنانية :

وضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يديه على جروح كثيرة في المؤتمر السنوي للمدارس الكاثوليكية في لبنان تحت عنوان "معًا نُربّي: رهانات الشركة في المدارس الكاثوليكيّة في لبنان".

المؤتمر الذي يأتي بعد أزمة شركة تعيشها تلك المدارس من جراء الزيادات والدرجات التي اقرتها الدولة للاساتذة والمعلمين، وعدم التزام ادارات المدارس تسديدها، بل تحويلها مادة خلافية بين الادارات والمعلمين من جهة، وتحولها الى مواجهة مع اهالي التلامذة الذي رفضوا الزيادات على الاقساط واتهموا ادارات بالاهدار وتضخيم المصاريف والنفقات، ما جعل الشركة المرجوة من العملية التربوية في تناقص شديد. أضف الى ذلك الشركة بين المدارس في ما بينها، وهو امر شدد عليه الراعي، اذ دخلت المدارس في تنافس، غير محمود دائما.

وإذا كان البطريرك الراعي ركز على بعض تحديات الشركة، دون سواها، فإنه أبرز أرقامًا عن المدارس الكاثوليكية، وكمية المساعدات والهبات، واعتبر مجددًا "أنّ القانون 46 الذي أصدرته الدّولة بشكلٍ غير مدروس جاء قاضيًا على أهالي التلامذة غير القادرين بمعظمهم، وعلى المدرسة الكاثوليكيّة التي تواجه مشكلتين كبيرتين: تحمّل عبء الأقساط غير المستوفاة، وعبء الأجور المفروضة بالقانون 46. وهي لا ترغب في زيادة الأقساط الواجبة، لإدراكها حالة الأهالي وعدم قدرتهم.

وتابع: "ما زلنا معكم نطالب الدّولة، بما طالبناها منذ سنتين مع جميع المدارس اللّبنانيّة الخاصّة في اجتماعَي بكركي. وهو أن تؤمّن كلفة الدّرجات الستّ، فيما المدرسة تؤمّن كلفة الملحق 17. وإنّا نحمّل الدّولة مسؤوليّة انهيار التّعليم الخاصّ، وحرمان معظم الأهالي منه لفقرهم، والتسبب بأزمةٍ اجتماعيّةٍ إضافيّةٍ بصرف معلّمين وموظّفين وإقفال مدارس".

وكان البطريرك الراعي افتتح المؤتمر في مدرسة سيدة اللويزة، في حضور ممثل رئيس الجمهورية النائب روجيه عازار والمطران حنا رحمه، والأمين العام الدولي للمدارس الكاثوليكية فيليب ريشار، والأمين العام للمدارس الكاثوليكية في أوروبا غي سيلدرسلاغ وممثل المكتب الدولي لدى المنظمات الدولية ميشال بيرته، والمسؤول عن العلاقات الخارجية في الأمــانــة العامة للمدارس الكاثوليكية في فرنسا لوي ماري بيرون، وممثلي الجهاز التربوي في السفارة الفرنسية، ورؤساء اتحادات لجان الأهل، بالإضافة إلى رؤساء المدارس ورئيساتها ومــديــريــهــا ومــديــراتها وأسرها التربوية.

بداية ألقى الأمين العام الأب بطرس عازار كلمة، وقال: "اخترنا هذا العنوان لأننا نؤمن بأن الاستمرارية لا تكون إلا بالشراكة، وان التربية لا تنجح إلا بالمعيّة. إنّ مدارسنا الكاثوليكية مدعوة الى تعزيز هذه الشراكة في ما بينها أولاً، ومن ثمَّ مع الدولة، وتحديداً مع وزارة التربية، مع المركز التربوي للبحوث والانماء، مع جميع المراكز التربوية، ومع نقابة المعلمين، ومع الأهل وأي اتحاد يمثلهم، ومع الاعلام، ومع المجتمع المدني، مع كل المعنيين بالشؤون التربوية والتعليمية".

وألقى ريشار كلمةً ركّز فيها على أهمية التشبيك بين المدارس الكاثوليكية كقاعدة عمل مشترك لمواجهة التحديات المستقبلية انطلاقاً من خبرته وعلاقاته الدولية الواسعة، متوقفاً عند ما تضمنه الحق القانوني وتعاليم الكنيسة ومسيرة المكتب الدولي للتعليم الكاثوليكي وانتشار المدارس في العالم، وطالب "بالتوقف عند نقاط الضعف ونقاط القوة لشبكة المدارس الكاثوليكية من أجل التعرّف الى موهبة كل مكونات هذه الشبكة، وبخاصة أنّ الموهبة هي دعوة للمدارس لتعمل بروح النبويّ لاعلان البشرى السعيدة لجميع الناس وفقاً لما أعلنه السيد المسيح".

ثمّ تحدث المطران حنا رحمة، فقال "ان الجوّ الذي تعيشه جماعاتنا التربويّة يحتاج إلى مقاربات في العمق تتخطّى بأشواط بعض المواقف الفكريّة، للنفاذ إلى وعي كنسيّ جماعيّ يحوّل النوايا والتصريحات أفعالاً ومشاريع وبرامج تنطق بالبشرى السارّة في مجالات الواقع الحسيّ المعاش. والسؤال الذي يطرح تاليًا: هل عيش المعيّة الكنسيّة على مستوى مؤسّساتنا التعليميّة الكاثوليكيّة يشكّل ضمانة استراتيجيّة للشراكة؟ وايّ شراكة؟ طبعًا نحن نسعى لأن يتأمن التوازن الماليّ لمؤسساتنا من أجل استمرار تأدية خدمة التعليم بالجودة المطلوبة تحقيقا لرسالتنا، لأننا -وإن كنا لسنا من العالم-، فنحن نعيش في العالم، وعلينا أن نعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله".