موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٠ ابريل / نيسان ٢٠١٣
البطريرك الراعي يتوج زيارته لفرنسا بلقاء رئيسها

باريس - حبيب شلوق وسمير تويني :

توّج البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته لفرنسا بلقاء الرئيس فرنسوا هولاند في قصر الاليزيه بعد ظهر امس. وهو اللقاء الثاني للبطريرك مع رئيس فرنسي بعد لقائه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بعد اشهر من انتخابه بطريركا.

وككل لقاء بين رأس الكنيسة المارونية ورئيس فرنسا، فإن الحديث بين الرجلين تناول بدءا العلاقات التاريخية بين فرنسا ولبنان عموما، وبينها وبين البطريركية المارونية والموارنة خصوصا، وهي ترقى الى العهود الملكية.

وشارك في اللقاء المطرانان بولس صياح وناصر الجميل والسفير اللبناني بطرس عساكر والوزير السابق زياد بارود ومدير الاعلام في بكركي وليد غياض، وعن الجانب الفرنسي المستشاران الديبلوماسيان لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا ايمانويل بون ورومان نادال والسفير في لبنان باتريس باولي.

وعلمت "النهار" ان الاجتماع تناول الوضع في لبنان والمنطقة وأعرب الرئيس الفرنسي عن سروره للحلحلة التي شهدتها بيروت عبر تكليف الرئيس تمام سلام تأليف الحكومة وبدء الاستشارات النيابية للتأليف، فضلا عن اعراب جميع الافرقاء عن حرصهم على اجراء انتخابات نيابية بعد ظهور "تفاهمات" على مشاريع لقانون الانتخاب تؤمن الديموقراطية وحسن التمثيل. وشرح البطريرك اجواء اللقاء الاخير الذي عقد في بكركي لقيادات مسيحية والتي اتسمت بـ"تفاهم واضح" على مشروع قانون معين للانتخاب.

كذلك تناول الحديث الوضع في المنطقة وتحديدا في سوريا وتداعيات "الحرب السورية" على الوضع اللبناني بعد تدفق اكثر من 400 الف نازح الى لبنان يضافون الى عشرات الآلاف من العمال الدائمين ومثلهم من الموسميين، مما يشكل عبئا اقتصاديا لا يمكن تحمله اذا لم تتوافر المساعدة الكافية للبنان، وفق البطريرك الراعي، وضرورة توزع هذا العبء على الدول القادرة، ثم بذل الجهود الدولية لوقف العنف واقفال حمام الدم في سوريا.

وأشار الراعي بعد عرض لاوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة الى ان لهؤلاء دورا فاعلا يمكن ان يؤدوه في سبيل السلام والتجذر في الارض.

بدوره اكد الرئيس الفرنسي وفق مصادر مطلعة، التزامه الوقوف الى جانب لبنان في دفاعه عن الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان، مجددا حرص بلاده على استقلال لبنان وسيادته واستقراره وعلى دعم جهوده الرامية الى استعادة عافيته ودوره في المنطقة والعالم، ومشددا على احترام سياسة النأي بالنفس و"إعلان بعبدا".

بيان الإليزيه

ودام الاجتماع 45 دقيقة، تخلله لقاء على انفراد بين هولاند والراعي دام 20 دقيقة. وتناول اللقاء الوضع في لبنان وسوريا والمنطقة وفق مصادر الاليزيه. واطلع البطريرك الرئيس الفرنسي على وضع مسيحيي الشرق في لبنان والعراق وسوريا وفي منطقة الشرق الاوسط عموما. اما من الناحية السياسية فتناول اللقاء الوضع اللبناني بجوانبه المختلفة وما يشهده من تأزم نتيجة انعكاسات الازمة السورية.
وأكد هولاند وفق بيان صدر عن الاليزيه "تمسك فرنسا باستقرار لبنان، وبالتوافق السياسي بين جميع الافرقاء اللبنانيين من اجل حماية السلم الاهلي والوحدة الوطنية". وذكّر بالعلاقات التاريخية التي تربط بين فرنسا والموارنة في لبنان والبطريركية المارونية.

وأشار الى ان "فرنسا تبقى متيقظة لوضع مسيحيي الشرق الذين يمثلون عاملا مهما في هوية البلدان التي يعيشون فيها". وشدد هولاند على اقتناع فرنسا "بأن تحقق الديموقراطية ودولة القانون على يد الشعوب، هو افضل ضمان للمحافظة على التنوع الديني والحضور المسيحي في الشرق الاوسط".

بيان الخارجية

وفي بيان لوزارة الخارجية الفرنسية ان فابيوس "شدد خلال استقباله البطريرك (يوم الاثنين) على امل فرنسا في ان يسود الوفاق الوطني لبنان في الظروف الصعبة التي يمر بها البلد والمنطقة"، وحيا "تعيين رئيس وزراء لبنان تمام سلام بأكثرية عريضة". وذكّر بـ"الاهتمام الخاص لفرنسا بوضع مسيحيي الشرق الذين يمثلون مجموعة مهمة من هوية بلدان المنطقة"، مشيرا الى "اهمية العلاقات التاريخية مع البطريركية المارونية والموارنة اللبنانيين".

وتناول الوزير مع البطريرك الازمة السورية وارتداداتها على لبنان الذي يستقبل من دون انقطاع عددا متزايدا من اللاجئين. واعلن فابيوس التزام فرنسا "التضامن مع لبنان في هذه الاوقات الصعبة"، واعرب عن "تمسكه بحماية الاستقرار في البلد والمحافظة على التعايش والعيش معا في المنطقة".

ولاحقاً أذاع المحامي غياض بياناً باسم بكركي فأشار الى ان الرئيس الفرنسي "أبدى تمسك بلاده باستقرار لبنان وسلامة مواطنيه وبالتفاهم السياسي بين كل مكونات المجتمع اللبناني، مؤكداً تضامن فرنسا الدائم مع لبنان وتمسكها بدوره كعامل سلام وانفتاح، مثمناً دور البطريرك كسلطة معنوية ومساعي رئيس الجمهورية اللبنانية ومذكراً بالروابط التاريخية التي تجمع فرنسا بموارنة لبنان وبالبطريركية المارونية".

وتمنى هولاند "أن يتمكن لبنان من مواجهة التحديات المختلفة ومواكبة الأوضاع الناشئة عن نزوح اللاجئين السوريين الذين قارب عددهم المليون".

بدوره شكر الراعي لفرنسا "دعمها الدائم للبنان" مذكراً "بالعلاقات التاريخية والوثيقة بين البلدين ووقوفها الى جانب قضايا لبنان المحقة ودورها على مستوى الأسرة الدولية".

وتمنى ان تواصل فرنسا "دعمها للسلام في المنطقة ولحقوق الانسان" مشدداً على "أهمية النموذج اللبناني في العلاقات الاسلامية – المسيحية وميثاقية العيش المشترك وثقافة الحوار في زمن الصراعات الطائفية"، واشار البطريرك الى "دور المسيحيين في المحافظة على هوية البلدان التي يعيشون فيها منذ ألفي سنة وقد طبعوها بالقيم الانسانية والاجتماعية والثقافية وكانوا عناصر نهضة وتقدم مع مواطنيهم المسلمين".