موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٥ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٣
البطريرك الراعي: آن الاوان لإعطاء الفلسطينيين حقهم

أبونا :

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور حشد من الفعاليات والمؤمنين.

 

بعد الانجيل المقدس، ألقى غبطته الراعي عظة أكد فيها على أنّ "الإنجيل ينهي عن والبغض العداوة والقتل والحرب والضرب بالسيف، ويدعو إلى الأخوّة والمحبّة والتغلّب على الشر بالخير، وإلى احترام الحياة البشريّة وكرامتها وقدسيّتها. الإنجيل يحترم السلطة المدنيّة الشرعيّة، ويدعوها إلى ممارسة العدل في خدمة المواطنين. من هذا التعليم تستمدّ المسيحيّة ثقافتها، وعلى أساسها تنظّم الحياة الإجتماعيّة والسياسيّة والإقتصاديّة".

 

ولفت إلى أنّ "هذه الثقافة مفقودة في لبنان. فها هي السنة الثانية تبدأ وسدّة رئاسة الجمهوريّة في فراغ، وما من كلام جدّي عند أحد بشأن إجراء انتخاب للرئيس. وكأنّ الفراغ مقصود من أجل المضيّ في تفكيك مؤسّسات الدولة، والتلاعب في موظّفيها، وتنفيذ الزبائنيّة في إداراتها. وهذا ما أفقد المسؤولين السياسيّين ثقة العالم بهم، وبالتالي أهل لبنان. يجب، مهما كلّف الأمر، انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلًا من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب في القيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك. ومن المعيب حقًا أن نسمع كلامًا عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول. مثل هذا الكلام يحطّ من عزيمة مؤسّسة الجيش التي تحتاج إلى مزيد من المساعدة والتشجيع والإصطفاف حولها. وهي في الوقت عينه منبع ثقة المواطنين واستقرارهم النفسيّ والأمنيّ".

 

 

الأوضاع في غزة

 

وحول الأوضاع في قطاع غزة، قال البطريرك الراعي: "كيف نعبّر عن ألمنا عمّا يجري في غزّه الجريحة بل المهدّمة من حرب هدّامة إباديّة ينصبّ فيها الحقد والبغض بقوّة القنابل والحديد والنار؟! وكذلك في الحرب بين روسيا وأوكرانيا. في الحرب الجميع خاسرون. والويلات قتلًا وتهجيرًا تصيب المواطنين الأبرياء الذين يخسرون منازلهم وكلّ جنى عمرهم".

 

وأضاف: "كيف يتبرّئ حكّام الدول وأمراء الحروب من جرائمهم ضدّ الإنسانيّة؟ فإنّا نناشد ضمائرهم لإيقاف النار، وتكثيف الإسعافات الطبيّة والمساعدات الغذائيّة للمشرّدين والجرحى والجائعين والعراة. أمّا ما يختصّ بالحرب البغيضة الهدّامة هناك فالحلّ الوحيد الذي يجلب السلام إنّما هو قيام الدولتين بنتيجة المفاوضات والحوار الهادئ والمسؤول. لقد آن الأوان لإعطاء الفلسطينيّين حقّهم. إنّ كلّ الذين التقيناهم في روما عبّروا عن تخوّفهم من امتداد الحرب الى لبنان".

 

وختم البطريرك الراعي عظته بالقول: "نصلّي إلى الله كي يمسّ ضمائر المسؤولين عندنا، وبخاصّة معطّلو انتخاب رئيس للجمهوريّة فيدركوا حجم جريمتهم بحقّ الدولة ومؤسّساتها واللبنانيّين، وكي يمسك يد أمراء الحرب في الأراضي المقدّسة وسواها عن مواصلة ارتكابهم هذه الجرائم ضدّ الإنسانيّة. نلتمس رحمتك ومغفرتك يا ربّ، لك المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".