موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٧ أغسطس / آب ٢٠١٥
البابا معلقاً على الصلاة: هل لا تزال محبة الله تثيرنا وتدهشنا؟

بقلم: جوشوا ماكالوي ، ترجمة: منير بيوك :

طرح البابا فرنسيس يوم الأربعاء، 26 آب، سؤال عميقاً ومؤثراً على العائلات المسيحية حول العالم. تساءل قائلاً: "هل تنظرون لله فقط على أنه الكيان القادر على كل شيء، والقاضي الأعلى في العالم؟ أم هل تنظرون لله أيضاً على أنه شخص يحبكم بحيث يتقدم لعناقكم بلطف في أوقات الشدة؟

وقال البابا فرنسيس للحشود في لقائه الأسبوعي العام أنه في حين يتميز الخالق بكلتا الميزتين، فإن التفكير في كثير من الأحيان في الميزة الثانية يساعدنا على النمو في إيماننا وفي استمرار الصلاة.

سأل الحبر الأعظم الحشود في ساحة القديس بطرس قائلاً: "هل وصلنا إلى التفكير بالله على أنه العناق الذي يمنحنا الحياة، في حين خلى من قبله كل شيء؟ إنه عناق لا يمكن أن يفصلنا عنه شيء حتى الموت؟". وأضاف: "أم هل نفكر بالله فقط على أنه الكائن العظيم، القادر على كل شيء، والقاضي الذي يراقب كل عمل؟".

وقال البابا فرنسيس: "عندما يكون الله هو الحب الذي لا يوازيه حب آخر، عندها فقط يصير معنى هذا الكلام كاملاً. لذا فإننا الآن نشعر بالسعادة، وبالقليل من الإرتباك، لأنه يفكر بنا، والأعظم من ذلك كله أنه يحبنا!". وسأل البابا الآلاف في الساحة قائلاً: "أليس هذا رائعاً؟ أليس رائعاً أن يعانقنا الله كما هي محبة الأب لأبنائه؟ إنه لأمر جميل جداً، جميل للغاية!".

وقال الحبر الأعظم: "لقد كان بوسعه ببساطة أن يأتينا ليعرفنا، بصفته الكائن الأسمى، ويقدم لنا أوامره وينتظر النتائج. لكن بدلاً من ذلك، فقد فعل الله شيئاً ما وما زال يعمل المزيد بصورة لامتناهية. فهو يرافقنا في مسار الحياة ويحمينا. أنه يحبنا".

وكان البابا فرنسيس يتحدث يوم الأربعاء في لقائه الأسبوعي العام كجزء من سلسلة من التأملات كان يقدمها إلى العامة حول مختلف جوانب الحياة الأسرية. وركز هذا الأسبوع في تأملاته على الصلاة في حياة الأسرة.

بدأ حديثه هذا الأسبوع بذكر عدد المرات التي يسمع المسيحيين يكررون رغبتهم في القيام بمزيد من الصلاة لكن ليس لديهم الوقت. ثم قال الحبر الأعظم أن القلب المملوء بالإعجاب بالله وبمحبتة يصلي حتى في أقل الوقت.

وأضاف الحبر الأعظم: "إن أكثر ما يرثي له المسيحيون مراراً هو موضوع الوقت. فما أسمعه باستمرار هو 'يجب أن أصلي أكثر... وأود أن أفعل ذلك، ولكن في كثير من الأحيان ليس لدي الوقت'. إن هذا الإستياء صادق بالتأكيد، لأن قلب الإنسان يبحث دائماً عن الصلاة، حتى دون أن يدرك ذلك. ولكن إذا لم يتحقق ذلك، فلن يكون هناك سلام. ولتحقيق هذا اللقاء مع الله تحتاج إلى أن تزرع في قلبك حبّاً حميماً لله، لا بل حبّاً فعالاً".

وقال البابا: "يمكننا طرح سؤال بسيط جداً. هل التفكير بالله يثيرنا، ويدهشنا؟". وأضاف: "إن القلب الذي يسكنه حبّ الله يحول الصلاة إلى فكرة دون كلام، أو تضرع أمام صورة مقدسة، أو قبلة ترسل نحو الكنيسة".

ومازحا بشأن مطالب الحياة الأسرية، قال البابا فرنسيس إن العديد من الأسر "تعرف جيداً حل معادلة لا يتقن حلها حتى أعظم علماء الرياضيات". وأضاف: "إنهم يضاعفون الأربع وعشرين ساعة. فهناك أمهات وآباء قد يفوزون بجائزة نوبل لهذا، إيه؟ إنهم يجعلون الأربع وعشرين ساعة ثمانية وأربعين! أنا لا أعرف كيف يفعلون ذلك لكنهم يحققون ذلك بالفعل. هناك الكثير من العمل في الأسرة!".

ثم تطرق البابا إلى قراءة من الكتاب المقدس عن مرثا ومريم، تتحدث عن قضاء الرب يسوع وقتاً مع الشقيقتين. فبينما مارثا شغلت نفسها بالترحيب الرب يسوع وباستضافته، جلست مريم عند قدميه، تنهل من تعاليمه. وقال إن مارثا قد علمت أن "أعمال الضيافة، مهما تكن في غاية من الأهمية، إلا أنها ليست كل شيء. فالاستماع إلى الرب، كما فعلت مريم، هو الشيء الضروري حقاً، 'والجزء الأفضل' من الوقت".

ثم قال الحبر الأعظم للحشود في اللقاء: "إن الصلاة تفيض عند الاستماع إلى الرب يسوع، وعند قراءة الإنجيل المقدس. لا تنسوا أن تقرأوا كل يوم القليل من الإنجيل المقدس". وأضاف: "تنبثق الصلاة من العلاقة الحميمة مع كلمة الله. هل توجد هذه العلاقة الحميمة في عائلتنا؟ هل لدينا الإنجيل المقدس في المنزل؟ هل نفتحه في بعض الأحيان لقراءته سوياً؟ هل نتأمله ونحن نتلو السبحة الوردية؟".

وأشار البابا إلى "أن قراءة الإنجيل والتأمل به في الأسرة هو مثل الخبز الجيد الذي يغذي قلب الجميع. فعندما نضعه على الطاولة، ونتعلم أن نقول معاً الصلاة ببساطة، فإن الرب يسوع يأتي بيننا، كما ذهب إلى عائلة مارثا، ومريم والعازر". وأضاف البابا فرنسيس: "هذا عمل جميل يقوم به الآباء والأمهات. ففي صلاة الأسرة، وفي اللحظات الصعبة والأوقات العصيبة، كل يعهد للآخر، بحيث يحظى كل واحد منا في الأسرة برعاية محبة الله".

(ترجمة خاصة للمركز الكاثوليكي للدارسات والإعلام، الأردن)