موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٩ يونيو / حزيران ٢٠١٨
البابا في عيد القديسين بطرس وبولس: لا يمكننا فصل مجد المسيح عن صليبه

الفاتيكان - أبونا :

حثّ البابا فرنسيس، اليوم الجمعة، المسيحين على ألا يكونوا حجر عثرة أمام المسيح، الممسوح الواحد، حيث لا يمكن فصل مجده عن صليبه. جاء ذلك خلال عظته في القداس الاحتفالي بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس الشهيدين، في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.

وأضاف البابا خلال الاحتفال: إن "ممسوح الله يحمل محبة الآب ورحمته حتى أقصى العواقب. وهذه المحبة الرحيمة تتطلب منا الذهاب إلى كل زوايا الحياة كي نصل للجميع، حتى وإن كلفنا ذلك السمعة الحسنة، والراحة، والمركز والشهادة. وإزاء الإعلان غير المنتظر هذا، بطرس يتفاعل: ’حاش لك يا ربّ! لن يصيبك هذا!‘ (متى 16، 22) فتحوّل فورًا إلى حجرة عثرة في طريق المسيح؛ وظنّا منه أنه يدافع عن حقوق الله، تحوّل دون أن ينتبه، إلى عدوّ له (يدعوه يسوع "شيطانًا")".

وتابع: "إن التأمل بحياة بطرس وإعلان إيمانه يعني أيضًا أن نتعلّم معرفة التجارب التي ترافق حياة التلميذ. على غرار بطرس، سوف نتعرّض، ككنيسة، إلى همسات الشرّير التي سوف تكون أحجار عثرة بالنسبة للرسالة. وأقول همسات لأن الشرّير يغرينا وهو مختبئ دومًا، بطريقة لا تظهر فيها نيّته". "أمّا المشاركة بمسحة المسيح هي المشاركة في مجده، التي هي أيضًا صليبه. فمجد المسيح وصليبه يتماشيان ولا يمكن فصلهما؛ لأنه عندما نهجر الصليب، حتى وإن دخلنا في روعة المجد المبهرة، نخدع أنفسنا، لأنه ليس مجد الله إنما هزار الخصم".

وقال البابا فرنسيس: "ليس من النادر أن نشعر بأنّنا مسيحيّون مع الحفاظ على مسافة حكيمة تبعدنا عن جراحات الربّ. إن يسوع يلمس، يلمس البؤس البشريّ، ويدعونا للبقاء معه وللمس أجساد الآخرين التي تعاني. وإعلان الإيمان بفمنا وقلبنا يتطلّب تحديد همسات الشرّير. أن نتعلّم كيف نميّز ونكشف الأغلفة الشخصيّة والجماعيّة التي تبعدنا عن قلب المأساة البشريّة؛ والتي تمنعنا من لمس حياة الآخرين الملموسة، وتمنعنا في النهاية، من معرفة قوّة حنان الله الثورويّة".

وأضاف: "يريد يسوع، عبر عدم فصل المجد عن الصليب، أن ينجّي تلاميذه، وكنيسته، من الرضى الذاتي الفارغ: الفارغ من المحبّة، الفارغ من الخدمة، الفارغ من التعاطف، الفارغ من الشعب. يريد تنجيتها من تصوّر بلا حدود لا يعرف أن يتجذّر في حياة الشعب المؤمن أو، أسوأ من ذلك، يظنّ أن خدمة الربّ تتطلّب منها التخلّص من طرق التاريخ الترابية. إن التأمّل بيسوع واتّباعه يتطلّب أن ندع قلبنا ينفتح على الآب وعلى جميع الذين أراد أن نراه فيهم، وهذا مع اليقين أنّه لن يتخلّى عن شعبه".