موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٦ يناير / كانون الثاني ٢٠١٤
البابا فرنسيس: فضائح التحرش بالأطفال "عار على الكنيسة"

الفاتيكان - أ ف ب وإذاعة الفاتيكان :

انتقد البابا فرنسيس، اليوم الخميس، ما وصفه بـ"الفضائح الكثيرة التي تشكل عاراً يجعل من الكنيسة موضوع سخرية"، فيما تناقش إحدى لجان الأمم المتحدة في جنيف رد الفاتيكان على جرائم التحرش بالأطفال.

وتساءل البابا فرنسيس، خلال القداس الصباحي في كابيلا نزل القديسة مرتا، "هل نشعر بالخجل؟ ثمة عدد كبير من الفضائح التي لا أريد أن أعددها بصورة فردية، لكن الجميع يعرفها.

وقال البابا فرنسيس، "إن فضائح التحرش بالأطفال عار على الكنيسة، لكننا نشعر بالخجل من جراء هذه الهزائم التي مني بها كهنة وأساقفة وعلمانيون، مضيفاً أن هؤلاء الأشخاص لم يكن لهم علاقة بالله".

وأوضح البابا، أنه "كان لديهم فقط موقع في الكنيسة، موقع في السلطة، وكانوا في وضع مريح أيضاً، في هذه الفضائح، في هؤلاء الرجال وهؤلاء النساء، كانت كلمة الله نادرة"، على حد قوله.

وتحدث البابا أيضاً عن "احتقار الجيران والسخرية واستهزاء المحيط" وعن كنيسة "أصبحت على ألسنة الناس" الذين "يهزون رؤوسهم لدى مرورنا".

مذكرة الأب لومباردي عن حقوق الأطفال

في سياق متصل، أصدر مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأب فدريكو لومباردي مذكرة سلط فيها الضوء على العلاقة بين الكرسي الرسولي والمعاهدة الدولية للدفاع عن حقوق الأطفال التي تلزم الدول المائة والثلاث التسعين الموقعة عليها باتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية القاصرين من المخاطر المحدقة بهم.

كتب الأب لومباردي: أن من يتابع نشاطات البابا فرنسيس يشعر بقربه من الأطفال والقاصرين وتبقى عالقة في الأذهان صور الحبر الأعظم وهو يحمل بيده الأطفال خلال مقابلاته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. كما أنه التقى بأعداد كبيرة من الأطفال، بينهم مصابون بأمراض خطيرة، ووجه إليهم كلمات مؤثرة جدا.

وأوضح المسؤول الفاتيكاني أن الكرسي الرسولي انضم إلى معاهدة الدفاع عن حقوق الطفل التي تبنتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة في العشرين من تشرين الثاني نوفمبر 1989 ودخلت حيز التنفيذ في الثاني من أيلول سبتمبر 1990. وصدق الكرسي الرسولي على المعاهدة الدولية المذكورة في العشرين من أبريل نيسان 1990، وكان في طليعة الدول المصدّقة عليها. وقد رفع تقريرين إلى لجنة حقوق الطفل الأول في العام 1994 والثاني في العام 2011 ويسلطان الضوء على الاهتمام الكبير الذي يوليه الكرسي الرسولي بهذه المسألة فضلا عن التزامه في الدفاع عن حقوق الأطفال والقاصرين من خلال نشاطات وحياة الكنيسة الكاثوليكية الساعية إلى الدفاع عن كرامة الإنسان والحياة البشرية في كل مراحلها أي منذ اللحظة الأولى للحبل بها وحتى موتها الطبيعي.

ويظهر هذا الالتزام جليا في مجالات التعليم والتربية والصحة والخدمات الاجتماعية. كما أن الكنيسة الكاثوليكية لا تتقاعس عن مد يد العون إلى المحتاجين، والمهاجرين واللاجئين وضحايا الصراعات والحروب. ولهذا السبب بالذات -تابع الأب لومباردي- سارع الكرسي الرسولي للتوقيع على المعاهدة المذكورة وكان في طليعة الدول التي صدقت عليها قبل دخولها حيز التنفيذ.

كما أكد مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أن التعديات الجنسية على القاصرين ألحقت ألما كبيرا بالكنيسة الكاثوليكية لكونها تصيب ملايين الأطفال حول العالم خصوصا بعد أن تبين ضلوع عدد من رجال الدين الكاثوليك في هذه الممارسات المشينة. وهذا الأمر حمل الكنيسة على تجديد التزامها في الدفاع عن هؤلاء الصغار وتحقيق المساواة بين الذكور والإناث ووضع حد للتمييز ضد الأطفال المولودين خارج الرباط الزوجي.

وختم الأب لومباردي مذكرته مشيراً إلى أن التقريرين اللذين أعدهما الكرسي الرسولي يعكسان بوضوح الالتزام بالمبادئ الكاثوليكية المتمثلة في احترام كرامة كل كائن بشري ونبذ أي شكل من أشكال التمييز والدفاع عن كرامة وواجبات العائلة المرتكزة إلى الزواج بين رجل وامرأة.