ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم الاثنين، الصلاة الجنائزية على أرواح شهداء الكنيسة البطرسية، وذلك في كنيسة السيدة العذراء والقديس أثناسيوس بمدينة نصر، بالعاصمة المصرية القاهرة.

ووضعت جثامين الشهداء أمام هيكل الكنيسة، وسط حضور كثيف من أهالي الشهداء والمؤمنين، والأساقفة أعضاء المجمع المقدس، ولفيف من الكهنة من مختلف الكنائس المصرية، والعديد من الشخصيات العامة، وذلك وسط مشاعر من الحزن والبكاء ظهرت على الوجوه.

وقال البابا تواضروس في كلمته خلال الصلاة: "على رجاء القيامة نودع هذه النفوس، وكلنا رجاء في هذه القيامة المجيدة. وإننا نستمع إلى صوت شهيد من القرن الاول للميلاد عندما قال: ’فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا‘"، مؤكدًا أن آلام هذا الزمان مهما بلغت واشتدت وتواصلت فلن تقاس بالمجد العتيد المنتظر.

وأضاف: "نودع هذه النفوس التي انتقلت إليه، لأنه ليس موطن لعبيدك وإنما انتقال. وقدر كنيستنا المصرية أن تقدم شهداء، لذلك نسميها كنيسة الشهداء. ومنذ القرون الأولى قدّم عدد كبير من أطفال بيت لحم نفوسهم، واعتبرناهم باكورة شهداء المسيحية. وقد استمر عمل الشهداء في الكنيسة على الدوام، ومعروف أن الكنيسة المصرية على امتداد تاريخها الطويل قدمّت أبناء وبنات كشهداء أمام الله، فالشهادة هي عمل تربطنا مع السماء".

وتابع قداسته: "إننا نتألم كثيرًا أمام هذا الشر الذي ارتكبه من تخلوا عن الإنسانية والمشاعر التي أوجدها الله في قلب الإنسان. وقد أصبح هذا الشر أداة أمام الأشرار يؤذون بها الإنسان والوطن"، مؤكدًا أن هذا المصاب ليس مصاب الكنيسة، وإنما مصاب الوطن وكل مصر".