موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١ يوليو / تموز ٢٠١٨
البابا تواضروس في حوار مع الدستور الأردنية: ما أحوجنا إلى الحوار

حاوره من القاهرة مصطفى الريالات :

<p dir="RTL">الحديث مع قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حالة مختلفة لا يتوقف عند حدود &quot;الدردشة&quot;.. فيه صراحة ووضوح تتجاوز عمق الدلالات والمعاني.</p><p dir="RTL">في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالقاهرة التقيت قداسة البابا بحوار خاص تنفرد &laquo;الدستور&raquo; في اجرائه ليكون اول لقاء له مع صحيفة اردنية. وقبل ذلك كان اللقاء مع قداسته في فيينا خلال المؤتمر رفيع المستوى للقيادات الدينية الذي أقامه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا (شباط 2018) بعنوان &laquo;الحوار بين أتباع الأديان من أجل السلام &ndash; تعزيز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة وفي هذا المؤتمر اطلقت اول منصة للحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي.</p><p dir="RTL">في الحوار مع قداسته تركز الحديث عن الحوار واهمية هذه المنصة التي تعد حدثا غير مسبوق في العالم ومظلة إقليمية تعمل من خلالها القيادات في المؤسّسات الدينية ونشطاء الحوار في المنطقة على تطوير العديد من البرامج الهادفة لدعم مسيرة الحوار وبناء السلام وتعزيز التماسك الاجتماعي السلمي والمواطنة المشتركة في المنطقة العربية وتسعى المنصة لأن تكون مظلة أساسية ذات خلفية متنوعة الأديان والثقافات تحتضن حزمة من المشاريع والبرامج المحلية والإقليمية الهادفة لدعم التنوع الثقافي والديني وتعزيز ثقافة الحوار والمواطنة المشتركة.</p><p dir="RTL">تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني خلال اللقاء عن الحوار والتعايش بين المسلمين والمسيحيين واهمية المنصة التي يشارك في عضويتها بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.</p><p dir="RTL">وتاليا نص الحوار:</p><p dir="RTL"><strong>ما رأي قداستكم بالخطوة غير المسبوقة بانشاء منصة للحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي؟</strong></p><p dir="RTL">بلا شك الحوار في حد ذاته فائدة تنعكس على الفرد وعلى المجتمع، والحوار فيه قبول للآخر وفيه غنى للآخر وفيه انفتاح على الآخر والحوار يعني الاحترام المتبادل بين الكائن الإنساني وعندما يكون الحوار على مستوى القيادات الدينية بلا شك هو مثل وقدوة ونموذج يحتذى به على مستويات أخرى في قطاعات متعددة في أوطاننا العربية.</p><p dir="RTL"><strong>ما أهمية هذه المنصة في تعزيز الحوار والتعايش والمشتركات الإنسانية؟</strong></p><p dir="RTL">الحوار احد الفوائد الإنسانية، وكما نقول إن الإنسان كائن ناطق أعطاه الله العقل والفكر والإبداع بلا حدود، وأعطاه أن يتحاور مع الآخر ومن خلال الكلام تنتقل الأفكار بين بعضها ومن هنا ظهرت الحضارات العديدة عندما انتقلت أفكار الإنسان من إنسان إلى إنسان آخر وحتى اللغات هي تواصل بين البشر وهي أيضا شكل من أشكال الهوية والحوار، ووجود منصة للحوار يرعاها هذا المركز يعزز التعايش والمشتركات الإنسانية الموجودة، ما أحوجنا إلى الحوار المستمر والدائم فعندما أتحاور مع الآخر أنا اصبح غنيا بمعرفة الآخر وبصداقتي مع الآخر ونفهم الآخر يعطينا الله دائما التنوع وهو سبب الجمال، فالمملكة الحيوانية تتنوع فيها الحيوانات حجما وشكلا ووجودا ومنظرا وإمكانية هذا التنوع هو الذي يعطيها الجمال، كذلك في المملكة النباتية التنوع بين الأشجار والنباتات أيضا يعطينا هذا الجمال، تخيل انك إذا دخلت إلى حديقة ووجدت أن الأشجار كلها بشكل واحد وبطول واحد والزهور بلون واحد لن يكون هنالك جمال وسوف تصاب بالملل والكآبة بعد قليل، أما التنوع الذي يعطينا إياه الله في المملكة النباتية فانه مصدر فرح حتى أن هذا التنوع أيضا في الطقس، فهناك فصل الشتاء يعقبه الربيع ثم الصيف ثم الخريف وهكذا من سنة إلى سنة، والتنوع في الطقس أيضا يعطينا جمالا وراحة للإنسان.</p><p dir="RTL"><strong>المشاريع التي أطلقتها المنصة ومدى أهميتها في تحقيق الأهداف المنشودة؟</strong></p><p dir="RTL">مركز الملك عبدالله الثاني للحوار بين الأديان والثقافات بلا شك هو مركز متميز، وتميزه ليس في مبناه فقط ولكن أيضا في محتواه المتميز، فهذا المركز يجمع داخله عناصر الثقافة المتعددة والمتنوعة والغنية، ويجمع أيضا ممثلي ديانات كثيرة تتحاور على مائدة محبة واحدة، والمركز تبنى عدة مشروعات واستضاف عديد القيادات وممثلي الثقافات والديانات المتعددة، وتحاوروا واخرجوا عددا من الكتب والتجارب الإنسانية التي من يطلع عليها يشعر بغنى كبير جدا ويشعر أن هذا المركز بمشاريعه المتميزة يمكن إن يكون ذا فاعلية كبيرة في إيجاد السلام على مستوى العالم.</p><p dir="RTL"><strong>ماهو دور كايسيد في إطلاق المنصة ورأي قداستك في هذه الخطوة؟ </strong></p><p dir="RTL">هذه المبادرة ناجحة جدا وان يتبنى مركز كايسيد هذه المنصة كفكرة مبدعة ومتميزة ويشارك فيها قيادات الثقافة وقيادات الأديان من بلاد متعددة وقد كان لي فرصة الجلوس مع مجموعة كبيرة متنوعة من دول عديدة يحملون مسؤوليات متعددة أيضا، وكان الحوار بيننا منفتحا وثريا، وبلا شك أن أمثال هذه التجارب وهذه المنصة سيكون تاثيرها بالغا في المستقبل القريب والبعيد أيضا.</p><p dir="RTL"><strong>رأي قداستكم في البرامج التي أطلقتها المنصة كمشروع الزمالة لإدخال مهارات لغة الحوار في العديد من المؤسسات الدينية، وأيضا تأسيس شبكة الكليات والمعاهد الدينية في العالم العربي، وكذلك نشر الحوار على وسائل التواصل الاجتماعي وتدريب الشباب؟</strong></p><p dir="RTL">كل هذه المشروعات الجديدة في فكرتها والمؤثرة في عملها بلا شك لها اثر كبير جدا،&nbsp; فمهارات الحوار يحتاج أن يتعلمها الإنسان والمنصة تقوم بذلك أيضا العاملين في الكليات الدينية والمعاهد الدينية وتأسيس شبكه تجمعهم معا بلا شك هذا عمل عظيم والكنيسة القبطية تشارك بفاعليه في هذه الشبكه وقد اختير احد أعضاء الكنيسة القبطية لان يكون مقررا في هذه الشبكة وهذا النوع من الانفتاح وكنتيجة للحوار الموجود والوجود على الطريق السليم من اجل سلام الإنسانية والتعايش السلمي وفهم الآخر ورفاهية الشعوب بصفه عامه، كذلك وضع أجواء هذا الحوار على شبكات التواصل ووسائل التواصل الاجتماعي السوشال ميديا وتدريب الشباب على هذا لأننا نحتاج فعلا إلى هذا التدريب فليس الحوار سوى وسيله للغنى: الغنى الفكري.. الغنى الروحي.. الغنى الاجتماعي.. والغنى الثقافي.. والغنى المعرفي، وليس الحوار هو وسيله للعراك أو الخلاف أو التناحر أو الشجار، لذلك أنا اثني على هذه البرامج الكثيرة التي أطلقتها المنصة من خلال هذا البرنامج المتميز.</p><p dir="RTL"><strong>ما هي رؤية قداسة البابا للمنصة مستقبلا واقتراح أي برامج ممكن تنفيذها تحت مظلة المنصة؟</strong></p><p dir="RTL">بلا شك الأفكار التي تمت هي أفكار ثرية وانا ارى ان يتم التوسع في تعليم مهارات الحوار بصفة عامة وأيضا إجراء تجارب عملية وجلسات المناقشات المفتوحة وفي مواضع متعددة ليس في العواصم فقط ولكن أيضا نقل هذه الخبرة والتجربة إلى مدن كثيرة وفي مواقع متعددة تتسع رقعة هذا الحوار في كل مكان ويصبح هو نمط حياة لكل إنسان في كل يوم.</p>