موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٦ يوليو / تموز ٢٠١٨
البابا: الجواب الوحيد إزاء تحديات الهجرة اليوم هو التضامن والرحمة

الفاتيكان – إذاعة الفاتيكان :

بمناسبة الذكرى السنويّة الخامسة لزيارته إلى جزيرة لامبيدوزا، ترأس البابا فرنسيس، صباح الجمعة، القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان على نيّة المهاجرين كوقفة صلاة عن راحة نفوس الذي قضوا غرقًا، وعلى النيّة الذين وصلوا إلى وجهتهم سالمين ونيّة الأشخاص الذين يعتنون بهم.

وقال البابا في عظته: "كم من الفقراء يُضيّق عليهم ويُظلمون! كم من الصغار يتم إفناؤهم! جميعهم ضحايا لثقافة الإقصاء التي تمَّت إدانتها العديد من المرات، ومن بينهم لا يمكنني إلا أن أحصي أيضًا المهاجرين واللاجئين الذين لا يزالون يقرعون على أبواب الأمم التي تتمتع برفاهية أكبر".

وأضاف: "لخمس سنوات خلت، خلال زيارتي للامبيدوزا وفي تذكّري لضحايا غرق السفن، جعلت صوتي صدى للنداء الدائم للمسؤوليّة البشريّة: ’أين أخوك؟ صوت دم أخيك صارخ إليّ من الأرض‘. وهذا السؤال ليس موجهًا إلى آخرين، بل هو موجّه لي ولك ولكل فرد منا؛ لكن للأسف لأن الأجوبة على هذا النداء، بالرغم من سخائها، لم تكن كافية أبدًا ونجد أنفسنا اليوم نبكي آلاف الموتى".

وتابع البابا فرنسيس: "إن الرب يعد الراحة والتحرير لجميع مثقلي هذا العالم، ولكنه يحتاج إلينا ليجعل وعده فعالاً. يحتاج إلى أعيننا لنرى حاجات الإخوة والأخوات؛ يحتاج لأيدينا لكي ينجد؛ يحتاج لصوتنا ليدين أعمال الظلم التي يرتكبها العديد في الخفاء". كما تحدث عن عدد كبير من أشكال الصمت: "صمت الحس العام، صمت ’لقد فعلنا هكذا دائمًا‘، صمت الـ’نحن‘ الذي يتعارض على الدوام مع الـ’أنتم‘. ولكن الرب يحتاج بشكل خاص إلى قلبنا ليُظهر محبّة الله تجاه الأخيرين والمنبوذين والمتروكين والمهمشين".

وقال: "إن الجواب الوحيد إزاء تحديات الهجرة اليوم هو التضامن والرحمة، جواب لا يقوم بحسابات كثيرة بل يتطلب تقسيمًا عادلاً للمسؤوليات وتقييمًا صادقًا ونزيهًا للخيارات وإدارة متنبِّهة وحذرة. إن السياسة العادلة هي التي تضع نفسها في خدمة الشخص، جميع الأشخاص المعنيين؛ والتي تقدّم حلولاً ملائمة لضمان الأمان واحترام حقوق الجميع وكرامتهم وتعرف كيف تنظر إلى خير بلدها آخذة بعين الاعتبار خير البلدان الأخرى في عالم مترابط أكثر فأكثر. وهذا هو العالم الذي ينظر إليه الشباب"، معربًا عن اهتمامه "لعمل الجماعة الدوليّة للإجابة على التحديات التي تضعها أمامنا الهجرات المعاصرة من خلال الموازنة بين التضامن والمساعدة وتحديد الموارد والمسؤوليات".