موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣ سبتمبر / أيلول ٢٠١٥
الاحتفال بعيد ميلاد الأب لبيب قبطي على السرير الأبيض
جنوب كاليفورنيا - سامح المدانات :

عندما طُلب من الأب لبيب قبطي، كاهن رعية بومونا في لوس أنجلس، جنوب كاليفورنيا، ورعية سان فرانسيسكو، شمال كاليفورنيا، سابقاً، والذي ما زال يرقد على السرير الأبيض، أن يوّجه كلمة لأبناء رعيتيه في كلتا الكنيستين، بسط ذراعيه وقال:

يا أهلي الأحباء، إن الألم مُعَلِّم، الوجع مُعلِّم، هو أجملُ درس في الحياة، إن أجمل معلم في الحياة هو الألم. فعندما يدخل الألم في حياتك. وتقبله مثل يسوع. تصبح مثل يسوع على الصليب، باسطاً يديك وتضم الجميع إليك. لقد أحبنا يسوع حتى الموت، ومات من أجلنا. لم يفدنا يسوع من على الصليب بعظاته أو بعجائبه وسيره على المياه، لكن فدانا بكونه حمل الله الذي تألم من أجل خطايانا، وهو البريء من كل خطيئة.

الألم جعل يسوع الأول بين المتألمين، والأول في القيامة. وبدون الألم لم يكن هناك قيامة. قال: "يا ابتاه، أجِزْ عنِّي هذه الكأس، لكن لا تكن مشيئتي بل مشيئتُك". الألم جعل يسوع يعمل مشيئة الله. ونحن نواجه في حياتنا أمراضاً وأوجاعاً، ونواجه الكثير من الصعوبات. فيجب علينا أن نقبلها ونقول لتكن مشيئتك يا رب، وقولنا لتكن مشيئتك يا رب معناها: كما في السماء كذلك على الأرض. إن الله أعدنا لشيء في السماء وهو يحققه على الأرض، هو يُحَضِّرُنَا للسعادة. وقال الله لنا إنه يريد أن يحققها على الأرض. "كما في السماء كذلك على الأرض". أما إذا عكسنا هذه الجملة "كما على الأرض كذلك في السماء"، فإن هذا لن يصلح.

وقال يسوع أيضاً: "اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ما يفعلون". سر الألم يأتيكم من ظروف لا تعرفونها. قد تكون من أبنائكم، اخوتكم، زوجاتكم، اخواتكم، رجالكم، هذا ألمٌ روحيٌ. ويجب أن يكون جوابكم: "اغفر لهم".

بهذه الأفكار والكلمات الغنية بالمعاني يواجه الأب لبيب الألم الذي يعصف به يومياً. ويعكس لنا الصورة التي يعيشها هو، ويريدنا أن نتعلم منه، وعلى مثاله، كيف نتحمل الألم ونقبله بفرح. وقد تعرض مؤخراً لآلام مبرحة عانى منها الأمرّين. لكنه قبلها وواجهها بابتسامة لم تترك محياه.

صادف يوم الاثنين الموافق 31 آب عيد ميلاده الـ65، وقد التفَّ حوله العديدُ من أبناء رعيتيه، فقد هرع عدد لا بأس به من أبناء رعيته في شمال كاليفورنيا (سان فرانسيسكو) وتكبدوا عناء السفر ليكونوا بجانب راعيهم سابقاً، ويرسموا على وجهه ابتسامة فرح بهذه المناسبة العزيزة. كما انضمّ إليهم مجموعة من أبناء رعية جنوب كاليفورنيا، وكان على رأسهم الأب ريك فان دي ووتر، ليشاركوا في هذه الفرحة ويحتفلوا بهذه المناسبة الغالية على قلوبهم. والطريف في الأمر أنه أثناء غناء أغنية (HAPPY BIRTHDAY) كان "لوكي" الكلب المدلل الخاص بالأب لبيب يردد مع الجميع "هاو هاو" متقناً اللحن ومرافقاً لهم!.

ندعو للمونسينيور لبيب قبطي بموفور الصحة والعافية، ونطلب من أبناء رعيتيه المواظبة على زيارته بمجموعات صغيرة وعلى أيام متباعدة، حرصاً على راحته وعدم ارهاقه كثيراً.