موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٩ ابريل / نيسان ٢٠١٩
الأكاديمية البابوية للعلوم تستضيف ورشة عمل حول ثورة ’الطب الشخصي‘

الفاتيكان - أبونا :

تستضيف الأكاديمية البابوية للعلوم ورشة عمل في الفاتيكان هذا الأسبوع حول "ثورة الطب الشخصي". ويحمل هذا الحدث الهام عنوانًا فرعيًا، يجلب تحديًا: "هل نحن سائرون لعلاج جميع الأمراض، وبأي ثمن؟".

والطب الشخصي (ويُسمى أيضًا بالطب الفردي أو المحدّد) هو ممارسة طبية علاجية تعمل على تقسيم الأشخاص المرضى إلى مجموعات مختلفة، وفقًا لمعلوماتهم الوراثية، بهدف تكييف القرارات الطبية والتدخلات والعلاجات الدوائية لكل مريض على حدة (قرارات وطرق علاجية مُصممة خصيصًا لكل مريض على حدة).

وقال المدير الأكاديمي لورشة العمل، البروفيسور يشيل مايكل باريلان، الخبير في الطب الباطني في جامعة تل أبيب الإسرائيلية، إن الطب الشخصي يمثل ثورة مزدوجة؛ فهو يعد بثورة جزئية في الطب، كونه يهدف للحصول على "المزيد والمزيد من الدقّة على المستوى الجزيئي الخاص بكل مريض"، وهذا يعني فحص السمات الجينومية (أحد فروع علم الوراثة المتعلق بدراسة المادة الوراثية) والجزيئية لمريض السُكر على سبيل المثال.

ويتابع البروفيسور باريلان حديثه لموقع "فاتيكان نيوز": أما الثورة الأكبر فتكمن في "محاولة التخلي عن مفهوم المرض بشكل تام، فما عليك حينها سوى جمع الكثير من البيانات البيولوجية (البروتينات، الجينات)، وأن تقوم أجهزة الكمبيوتر بالحسابات، كما يفعل محرّك البحث جوجل، ثم أن تخرج بتعليمات صحية محدّدة".

تحديّات أخلاقية

وأقرّ المدير الأكاديمي لورشة العمل بأن الطب الشخصي يطرح العديد من التحديات الأخلاقية. وقال: إن أحد المخاطر العامة هو تضارب المصالح والتحيّز في الصناعة، على الرغم من أن كل صناعة تواجه هذا الخطر.

كما لفت إلى أن العلاقة بين الطبيب والمريض ستتأثر أيضًا نتيجة الطب الشخصي، فأجهزة الكمبيوتر ستحلّ مكان العلاقة بين الطرفين، بحيث يتم الاعتماد عليها، بدلاً من الأطباء، في تحليل بيانات المريض. وتابع "هنالك خطر أيضًا من إمكانية وجود مفهوم جديد لماهية الصحة، وليس بالضرورة أن يكون ما نؤمن به نحن كأشخاص وبشر".

خطر الإبعاد

وأضاف البروفيسور باريلان، يمكن للطب الشخصي أن يجلب "خطر الإبعاد" أيضًا لبعض أفراد المجتمع، لأنهم قد يحملون سمات وراثية أو علامات مرض يمكن أن تصنّف على أنها "عالية الخطورة"، أو بأن يكون لديهم معدل استجابة منخفض للعلاج. وقال: قد يسبب الطب الشخصي حتى في إعادة تنظيم المجتمع الإنساني بوصف الشخص "جيد" أو "سيء" كمخلوق بيولوجي.

وخلص البروفيسور باريلان بالقول إلى أن القضايا المحيطة بالطب الشخصي، والعلوم بشكل عام، ترتبط بـ"الأهداف الإنسانية النبيلة"، أو الهدف المتصوّر للحياة البشرية. وقال: "إن ممارسة العلم والقيام بالطب من دون التفكير في الأهداف والقيم الإنسانية النبيلة، هي، بطريقة ما، عقيمة أو ضحلة، وقد تكون ضارّة للغاية".