موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٨ يونيو / حزيران ٢٠١٦
الأب يعقوب حجازين.. رحل ليلتقي مع المسيح الذي أحبه وخدمه 52 عاماً
عمّان – أبونا ، تصوير: طيف جورج :

<p dir="RTL">ترأس البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، مراسيم القداس الجنائزي للأب المرحوم يعقوب حجازين، أحد أبرز الوجوه الكهنوتية في تاريخ البطريركية الحديث، و&quot;شيخها&quot; الجليل، المعروف بشجاعته وكرامته وفراسته، وبمواقفه العشائرية الأردنية المسيحية الأصيلة.</p><p dir="RTL">وشارك في المراسيم الأساقفة ورؤساء الكنائس في الأردن، وعدد كبير من كهنة البطريركية اللاتينية من الأردن وفلسطين، ورهبان وراهبات، وحشد من أبناء عشيرة الحجازين والعكشة، ومؤمنون من مختلف أنحاء المملكة، لاسيما من الرعايا حيث كرّس 52 عاماً من سني حياته الأرضية الـ78 في خدمتها بحبٍ وبذل وعطاء.</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>وفيما يلي النص الكامل لعظة البطريرك الطوال:</strong></span></p><p dir="RTL">أصحاب السيادة الأساقفة والإخوة الكهنة،</p><p dir="RTL">الأخوات الراهبات،</p><p dir="RTL">أهل الأب يعقوب وإخوته وأخواته،</p><p dir="RTL">عشيرة الحجازين، أبناء رعية جبل عمان،</p><p dir="RTL">أيها الإخوة والأخوات الأحباء،</p><p dir="RTL">&quot;طوبى للذين يموتون في رضى الرب&quot;</p><p dir="RTL">نجتمع اخوتي الأحباء لكي نودع كاهناً وأباً وأخاً فاضلاً، قضى بيننا السنين الطوال في الخدمة والعطاء والمحبة. أبونا عقلة هو من مواليد سنة 1938، سيم كاهناً سنة 1964. خدم في رعايا البطريركية اللاتينية في مادبا وماركا والزرقاء الجنوبي والمصدار والفحيص والمحكمة الكنسية ومرج الحمام، وآخيراً في جبل عمان.</p><p dir="RTL">خدم كاهناً مدة اثنتين وخمسين سنة وهذا يعني لنا الكثير، يعني الأصالة والانتماء والتضحية مهتماً بالكنيسة والرعية والفقير والمحتاج. تكلم ووعظ من خلال سلوكه وكلامه ومنح الأسرار المقدسة لتقديس المؤمنين. تميز بالحكمة البدوية الأصيلة وبالكرم والنخوة الأردنية الشهمة. دراسته في الإكليريكية وحتى في روما لم تغيّر شيئاً من عقليته العشائرية الأصيلة.</p><p dir="RTL">تألمنا لموت أبونا يعقوب الذي رحل دون أن يشعرنا أنه يتألم رغم آلامه، ولآخر لحظة كان يودّ أن يظهر بالرجل القوي، وما قوي الاّ الله. رحل ليلتقي مع المسيح الذي أحبه وخدمه 52 سنة.</p><p dir="RTL">ويبقى الموت آخر مرحلة في هذه الدنيا، هو حقيقة لم يتقبلها الإنسان بعد: الموت لمن لا يؤمن، هو ظلام مزعج. الموت لمن لا يؤمن، هو السؤال الذي لا جواب عليه. وقد سرد لنا الرسول يوحنا في الفصل الحادي عشر من الإنجيل حادثة إقامة لعازر من بين الأموات لإعطائنا درساً هاماً عن موضوع الحياة والموت والقيامة.</p><p dir="RTL">اللهم نحن نؤمن بأنك الحياة والقيامة. اللهم نحن نؤمن بأن أخانا أبونا عقلة خدمك 52 سنة، إن رحمتك سوف تأخذ في الحسبان هذه الخدمة. اللهم نحن نؤمن بأن أجره وعطائه وكهنوته لن تذهب سدى. نحن نؤمن أنه قد ترك هذه الدنيا ليلتقي بك أنت مصدر الحياة وأنت الكاهن الأكبر. ولهذه الأسباب كلها -وإن كنّا نحزن ونبكي لفقدان أخ عزيز ومواطن أمين- فإن حزننا مليء بالرجاء والأمل.</p><p dir="RTL">رجاء بأن أبونا عقلة لحق بمن سبقونا من الأهل والأقارب والكهنة. رجاء أننا نحن أيضاً المتواجدين حول جثمانه، سوف يأتينا الدور ونلحق به ونلتقي مع كل المؤمنين الصالحين. لأجل هذا اللقاء يوماً ما - ولا أدري من منّا هنا سيكون على رأس قائمة المدعوين!. لأجل هذا اللقاء علينا في هذه الدنيا أن نعيش حياة الإيمان، حياة التسامح والعطاء، حياة ندامة عن كل ما صدر منّا من شر وأنانية وافتراء وقدح في القريب، وندامة على كل خير تقاعسنا في عمله، حياة المحبة والصلاة كي نلتقي يوماً مع الخالق وأيادينا مليئة بعمل الخير. هكذا عاش الأب يعقوب أيامه الأخيرة. كان مستسلماً لإرادة الله، ومؤمناً بالمسيح، فكان يردد في الليلة السابقة لدخوله في الغيبوبة: &quot;ارحمني يا الله، إني ولو سرت في وادي ظلال الموت، لا أخاف سوءاً لأنك معي&quot;.</p><p dir="RTL">أيها الأهل والأقارب والإخوة والأخوات وأبناء الرعية، جرحنا واحد وألمنا واحد، ولكن رجاؤنا واحد وإيماننا واحد قوي، ومحبتنا لبعضنا البعض متينة وقوية. وليعزي بعضنا بعضاً بكلام الإيمان. ولنطلب للأب يعقوب في سنة يوبيل الرحمة، الراحة الأبدية، ولنطلب من الأب يعقوب أن يشفع فينا، ويصلي من السماء للأبرشية، لأخوته الكهنة، للأهل وللسلام في بلادنا.</p><p dir="RTL">الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً من الآن وإلى الأبد. آمين</p>