موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٣
الأب فلتس: نعيش اليوم في الأرض المقدسة زمنًا مختلفًا، إننا ننتظر السلام

فاتيكان نيوز :

 

إزاء التصعيد الخطير الذي يشهده الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس منذ شهرين ونيف والذي استؤنف بشدة بعد هدنة استمرت لسبعة أيام وخُرقت في الأول من الحالي، يواصل تعداد القتلى والجرحى ارتفاعه، بالإضافة إلى تهجير المزيد من سكان القطاع. وفي خضم هذا السيناريو القاتم دخلت الكنائس في الأرض المقدسة بزمن المجيء يوم الأحد الفائت، استعدادًا للاحتفال بميلاد المخلص، أمير السلام، مع العلم أن التقليد المتبع يقضي بدخول حارس الأرض المقدسة إلى بيت لحم عشية الأحد الأول من زمن المجيء.

 

عن هذا الموضوع تحدث نائب حارس الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس الفرنسيسكاني، مشيرًا إلى أن الاحتفال تم بأجواء من التقشف احترامًا لمعاناة الفترة الراهنة. وأكد أن المجيء هو زمن انتظار الفرح. وقال إنّنا نعيش اليوم في الأرض المقدسة زمنًا مختلفًا، إننا ننتظر السلام. ولفت إلى أن الزمن الليتورجي الخاص بالمجيء يكون عادة مفعمًا بالآمال والتطلعات، بيد أن الوضع مختلف اليوم، لأن كل شيء يعاني من الجمود، كما يعجز الناس عن تفسير ما يحصل.

 

وأوضح أنه منذ العام 1995 يقوم بتنظيم دخول حارس الأرض المقدسة إلى بيت لحم عشية الأحد الأول من زمن المجيء وذلك بشكل يتلاءم مع القوانين المفروضة والخاصة بالوضع القائم، أو الـ"ستاتوس كو". وقال إنه لم يتلق هذه السنة، وللمرة الأولى، أي طلبات من السلطات المدنية وسكان بيت لحم وبيت جالا من أجل الحصول على الإذن المطلوب لعبور الجدار واستقبال حارس الأرض المقدسة، الذي يلتقي بالجماعتين المسيحيتين في البلدتين داخل دير مار إلياس للروم الأرثوذكس. وأضاف الأب إبراهيم فلتس أن تلك كانت مناسبة لعبور الجدار، وأصبحت اليوم فرصة مرفوضة لعدم الالتقاء بالطرف الآخر.

 

وذكّر الكاهن الفرنسيسكاني بأنّ بيت لحم كانت في السنوات الماضية، وعلى الرغم من الصعوبات الاجتماعية والسياسية، تتزين بالألوان البهية مع بداية زمن المجيء وكانت تُسمع فيها أصواتُ العديد من الحجاج والسياح القادمين من مختلف أنحاء العالم، وكان الناس يتنشقون فيها الأجواء الاحتفالية ترقبًا لحلول عيد الميلاد ومجيء أمير السلام. وأكد الأب فلتس في هذا السياق أن الجماعات المسيحية ما تزال واثقة من ذلك، لكنها باتت اليوم عاجزة عن الفرح خصوصًا بعد انتهاء الهدنة وعودة الخوف واليأس الناجمين عن الحرب المستعرة منذ شهرين في الأرض المقدسة.

 

ومع ذلك، شدد الأب فلتس على ضرورة ألا نفقد الرجاء والأمل في الحياة التي هي مقدسة وثمينة جدًا. وأضاف أن السلام هو العطية التي ينبغي أن يمتلكها كل قلب على الدوام، مشيرا إلى أن القلوب النقية لا تستطيع أن تفكر بالشر المطلق للحروب. وختم الكاهن الفرنسيسكاني تأملاته لمناسبة زمن المجيء داعيًا المؤمنين ليبقوا يقظين في مرحلة الحرب المظلمة، وليكونوا نورًا ويعتنوا بمستقبل العالم.