موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٤ ابريل / نيسان ٢٠١٩
الأب فراس عريضة: احتكار القدس انتهاك لطابعها وهويتها العالمية
مادبا – أبونا :

قال الأب فراس عريضة، من كهنة البطريركية اللاتينية: "لا يستطيع أحد أن يمنع القدس بقداستها وتفردها من أن تصبح رمزًا وطنيًا لشعبين، وعاصمة روحية لثلاث ديانات. فعندما نفهم ونقبل هذه الحقيقة، فعندئذٍ لن يكون هنالك حلول لمعالجة مشكلة القدس، وإنما ستكون القدس ذاتها هي الحل لجميع اختلافاتنا".

وأشار في الكلمة التي ألقاها في احتفال الجامعة الأميركية في مادبا بمناسبة عيد الإسراء والمعراج، إلى أن مدينة القدس "مقدسة للمسيحين منذ 2000 سنة؛ فقدسيتها مؤسسة قبل كل شيء على سيدنا يسوع المسيح. ففيها 158 كنيسة تخلد تعاليمه وسيرة حياته، وبالتالي فإنها مدينة الآلام والقيامة والفداء والعنصرة والصعود. وهي أمُّ الكنائس ومكان البعث أيضًا".

كما لفت راعي كنيسة اللاتين في مادبا إلى ارتباط القدس "عقيدةً وعبادةً بالإسلام والمسلمين؛ فاتخذت مكانة روحية قدسية في الإسلام. وفيها 73 مسجدًا يُخلد قدسيتَها، وتعتبر ثالث أقدس الأماكن عند المسلمين بعد مكة والمدينة المنورة؛ لأنها أرض الإسراء والمعراج".

وشدد على أن "مدينة القدس هي رمز للحوار بين الله والإنسان، وكذلك بين الإنسان وأخيه الإنسان. لذلك هي مدينة الله ومدينة الإنسان أيضًا"، لافتًا إلى أنها "اليوم هي علامة على التناقض والصراع"، وبالتالي، "يجب ألا يحتكر أحد القدس، لأن احتكارها انتهاك لطابعها وهويتها العالمية، وأن استمرار الاحتلال يعمل على تغذية قوى التطرف والإرهاب، ويقوض داعمي السلام من كلا الطرفين".

وخلص الأب عريضة في كلمته خلال احتفال الجامعة الأميركية في مادبا إلى القول: "لا حاجة للتذكير بأن القدس ليست القيامة فقط، ولكنها مكان الإسراء والمعراج، ولذلك فهي صلة وصل عميقة بين أصحاب الإيمان بالله الواحد الأحد. إن كل من هم سوانا ضيوف علينا في تلك المدينة المقدسة، ليس إلا أننا نضع يدًا بيد للعمل ما استطعنا في سبيل إبقاء القدس مدينة قبلة لجميع المؤمنين بالله وبابًا منفتحًا على العالم بأسره".