موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢١ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
الأب د. ريمون جرجس الفرنسيسكاني يكتب: أموال الكنيسة في خدمة الفقراء

الأب ريمون جرجس :

 

دافع الله عن الفقراء ليس بعمل إجتماعي محضّ، لكن بعمل محبَّة وخلاص وعلى شعب الله أن يتصرّف وفقًا لذلك ضد المظلومين. في هذا السياق نسمع صوت الأنبياء، على سبيل المثال، عاموس ضد الملاّكين العقارات، العبء المالي الذي يمارس على صغار المزارعين والتجار: "إنهم باعوا البار بالفضة والمسكين بنعلين، لأنَّهم يدوسون رؤوس الضعفاء على تراب الأرض" (2: 6-7). يوبّخ النبي عاموس سحق الفقراء والتمتع بحياة مكرّسة للملذات على أكتاف المحرومين. يُظهر عاموس الصلة بين هذه الخطايا من الظلم الاجتماعي والعبادة الوثنية إلى آلهة أخرى: اضطهاد الفقراء هو نتيجة مباشرة للسجود للأوثان. عندما نضع مكان الله المال، فمن السهل فقدان الاهتمام بالفقراء والحس بالعدالة وهذا ضد العهد مع الله.

 

اعتمدت رؤية العهد الجديد بشأن الفقراء، على وجه التحديد في سر المسيح، حياته وتعليمه. اختار المخلّص الفقر كعلامة حبّ ليشارك وضع الإنسان في ضعفه والذي بدأ منذ ولادته في المذود "لأنه لم يكن لهما موضع في المضافة" (لوقا 2: 7). يسوع، من خلال تقديم نفسه على أنه رسول من الله في مجمع الناصرة، قدّم رسالته في نفس الخط ويذهب حتى إلى ما بعد: "روح الرَّب علي لأنه مسحني لأبشر الفقراء وأرسلني لأعلن للمأسورين تخلية سبيلهم وللعميان عودة البصر إليهم وأفرج عن المظلومين وأعلن سنة رضا عند الرَّب" (لوقا 4: 18-19). هذا هو السبب أن حياته ورسالته هي البشرى السارة للفقراء والمهمشين والمستبعدين، ويدعوهم للشركة معه.

 

وأعطى يسوع في حياته مثالاً واضحًا على قيمة الفقر كفضيلة في الملكوت الجديد: في العمل في بيت الناصرة، حيث كان يحصل على خبز بعرق الجبين، فضلا عن من خلال الوعظ العلني حيث يسوع لم يتدخر لنفسه في أن يتبادل مع وضع الناس كمن لا يوجد لهم مكان لوضع رأسه (متى 8: 20). ووصل فقره إلى أسمى معانيه على الصليب حيث، المسيح كان مرفوضاً ومداناً، يتجرد من الخير الأعظم الذي هو حياته كقربانا ليصالح الإنسانيّة مع الآب.

 

المال له بعد أساسيّ في الحياة، وعلى هذا النحو، يعترف به يسوع في العهد الجديد، لكن يؤنب في موعظته: "لا تكنزوا لأنفسكم كنوزاً في الأرض، حيث يفسد السوس والصدأ، وينقب السارقون فيسرقون. بل أكنزوا لأنفسكم كنوزاً في السماء، حيث لا يفسد السوس والعث، ولا ينقٌب السارقون فيسرقوا. فحيث يكون كنزك يكون قلبك" (متى 6: 19-20). هذه النسبية لا تستبعد استخدام الأموال الدنيوي، فالرَّب يسوع يحذر فقط من الجشع منها ("لا تكديس") كعلامة للملاصقة القلب. ويقول للأغنياء: "الويل لكم أيها الأغنياء، لأنكم قد نلتم عزاءكم"( لوقا 6: 24)؛ وكذلك في مثل الزارع، ضمن حديثه عن البذار التي سقطت بين الأشواك، يشرح أن "هموم الدنيا وإغواء الغنى تخنق الكلمة وأنها لا تعطي أي ثمار" (متى 13، 22). أخيراً، في الحوار بين الشاب المدعو إلى اتباع يسوع، والذي يرفض هذه الدعوة، يقال أنه "انصرف حزيناً؛ لأنه كان ذا مال كثير" (متى 19، 22). إذن يسوع يدين، التعلق بالأموال الدنيوية، والتي تتوقف عن أن تكون أموال عندما يضع الإنسان فيها كنزه، أي تصبح أصنام التي تأخذ المقام الأول أيضا أمام الله والأموال الأبدية. في الواقع، الكتاب المقدَّس يتعارض مع استخدام المال كشكل من أشكال السُّلطة، سلطة بديلة عن الله. وبعبارة أخرى، يجب رفض مفهوم المال كعبادة الأصنام، خطيئة وجريمة. فينبغي اعتبار المال أداة للعدالة والمحبَّة الأخوية.

 

يقول بولس الرسول إن خادم الله هو وكيل أسرار الله. "وكل ما يطلب من الوكلاء أن يكون كل واحدٍ منهم أمينًا" (1 كو4، 2). إن الوكيل يدير أموال ليست ملكا له، والتي، بحسب بولس الرسول، موجهة لاستعمال أسمى، أسرار الله (متى19، 28 - 30؛ 1بط 4، 10). إنَّ الوكيل الأمين هو الذي يفهم أنَّ الرَّب وحده هو اللؤلؤة الثمينة (متى 13، 45 - 46)، وهو وحده الكنز الحقيقي (متى 6، 19 - 21؛ 13، 44).

 

فيما يتعلّق بالفقراء، جماعة أورشليم يكتب بولس الرسول في رسالته  الثانية إلى أهل كورنثوس (9، 7-8)، فيما يتعلق بالفقراء جماعة أورشليم. كتب هو: فليعط كلَّ أمرىء ما نوى في قلبه، لا آسفاً ولا مكرهاً. لأنَّ الله يُحبّ من أعطى متهللاً. إنَّ الله قادر على ان يُفيض عليكم مختلف النعم فيكون لكم كلّ حين في كلّ شيء ما يكفي مؤونتكم كلّها ويفضل عنكم لكلّ عمل صالح، على ما ورد في الكتاب: "إنّه وزّع واعطى المساكين، فبّره يدوم للأبد". وكرر هذه الفكرة في النشيد الكريستولوجى في الرسالة إلى أهل فيلبي (2، 5-11). تم منح الخلاص من خلال هبة سخية التي صنعها ابن الله نفسه لصالحنا، في سر التجسد والفصح. فالعطاء هو أكثر من مجرد واجب أو التزام، بل هو عبادة للرب.

 

نقرأ في رسالة بولس الرسول الأولى إلى قورنتس: "وأمَّا جمع الصَّدقات للقديسين، فاعملوا أنتم أيضاً بما رتَّبته في كنائس غلاطيَّة، وهو أن يضع كلٌّ منكم في أوّل يوم من كلّ أسبوع إلى جانب ما تيسَّر له ادخاره، فلا يكون جمع الصَّدقات يوم قدومي" (16: 1-2). هذه الصَّدقات كانت تقدمة خاصَّة للمسيحيين الفقراء الذين يتألمون في أورشليم (أع 14: 17). جمع المساعدات الماليَّة للجماعة الأورشليم هي شهادة إضافية وبليغة من الواقعيَّة. حتى في هذه الحالة، العنصر الماديّ وضع في خدمة الأهداف اللاهوتية. من وجهة النظر الماديَّة، هذا الجمع هو بلا شك عملا من أعمال التضامن مع الذين هم في حاجة، دليلاً ملموساً على محبَّة الإخوة (2 قور 8، 24)، سبب للامتنان ومناسبة الشكر (2 قور 8، 19).

 

يبيّن لنا أعمال الرسل مختلف مراحل تطوّر الجماعة المسيحية الأولى، سواء بشأن العلاقة في ما بينهما أم بشأن العلاقة مع بقية الجماعات الكنسيّة الآخرى. في الواقع، لدينا شهادة أن في كنيسة أنطاكية وغلاطية وكورنثوس، وأيضا في أكاسيا ومقدونيا، كان المؤمنون يجمعون للفقراء من جماعة أورشليم. الحدود الإقليمية لجماعة الكنسيّة تصبح غير ذات أهمّيّة أمام حاجات الجماعات الأخرى، والتي تبين كيف الكنيسة الأولى للأخوة في الروح وفي الرسالة صنعت صدى من المشاركة في الوسائل العيش. فإن نشاط تجميع وتوزيع الأموال للمحتاجين في الكنيسة الناشيئة كان بدافع الشَّركة التي كانت تنمو حول الرسل وشهاداتهم: "وكان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفساً واحدة، لا يقول أحدٌ منهم إنه يملك شيئًا من أمواله، بل كان كل شيءٍ مشتركًا بينهم،  وكان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرَّب يسوع تصحبها قوةٌ عظيمة، وعليهم جميعًا نعمةٌ وافرة.  فلم يكن فيهم محتاج، لأن كل من يملك الحقول أو البيوت كان يبيعها، ويأتي بثمن المبيع، فيلقيه عند أقدام الرسل. فيعطى كل منهم على قدر احتياجه" (أع 4: 32-35). فأصبح التقاسم، بهذه الطريقة، أسلوب الحياة في الجماعة المسيحيّ، كمظهر من مظاهر منظورة لوحدة الروح العميقة التي تحقّقت من خلال الإيمان الواحد والمحبَّة الواحدة. وكانت تقدّم الكثير من الأموال إلى الكنيسة من قبل المؤمنين خاصة لخدمة الفقراء، لكن هذه الأموال لم تكن تمتلكها الكنيسة لأنه لم يتم بعد الاعتراف بشخصيتها القانونيّة.

 

استطاعت الكنيسة في الواقع، في القرنين الرابع والخامس تطوير ونشر خطوط تنظيمها في حكم الأقاليمي. وتم تثبيت مجموعة المبادئ الأساسيَّة المتعلقة بالتصرف بأموال الزمنيَّة وترجمت إلى ممارسات متجانسة إلى حد ما في القرون الثلاثة الأولى. يقول الحبر الرومانيّ سيماخوس (498-514): "إننا نجد في القوانين التي وضعتها سلطة رسوليَّة من جهة الاثمار المقدمة خصيصاً للاكليريكيين في الكنيسة والتقادم لاسعاف الفقراء، والحق يقال أن نقل الأموال التي قدمت للكنيسة المقدَّسة أو تحويلها عينا أو في وصايا الراقدين بالرَّب استدراراً لغفران الخطايا أو من اجل راحة نفوس الموتى يعد جريمة ورجاسة فظيعة، ولا سيما إذا صدر ذلك من قبل من تدعوهم واجباتهم إلى الحرص على هذه الأموال وحفظها لا الاستيلاء عليها أو تحويلها لاغراض أخرى. وأعني بهم المسيحيّين الخائفي الله وفي مقدمتهم امراء هذا العالم وحكلمه. زد على ذلك أن كل من لا يعني بصيانة هذه الأموال ويطلب خلافاً للقانون أو يقبل أو يحجز الكنوز المقدمة للكنيسة تحل عليه اللعنة لعنة غضب الله ما لم يسرع إلى التوبة. ولتكن اللعنة أيضاً على كل من يقبل أو يعطي أو يستملك، لأن ذلك الشَّخص لا يستطيع أن يقدم دفاعاً عن نفسه أمام محكمة المسيح. أعني بذلك الذي بدون أدنى خشية أو رعاية للدين، وبنية خبيثة، يبذر الأموال التي تركها القوم الاتقياء لتصرف في سبيل ارباب الفقر والحاجة".

 

أموال الكنيسة موجهة لمساعدة الفقراء، أي أنّ لها طابع مقدَّس وبهذا المعنى فهي "تنتمي" إلى الله؛ فلها قيمة أداتيَّة في حياة الكنيسة. والكنيسة تمتلك وتدير الأموال الزمنيَّة فقط لأنها وسائل لتحقيق الأهداف التي تتعلق برسالتها. وتحقيق هذه الأهداف يبرر اهتمام الكنيسة الخاصّ للإدارة السليمة للأملاكها. لذلك، تشعر الكنيسة بالمسؤولية الإهتمام بأن تكون إدارة مواردها الماليَّة دائمًا في خدمة أهدافها. فرسالتها ليست بتراكم الأموال إنَّما هي الخدمة. ويترتب على ذلك، الصعوبة الموضوعية في إدارة الأموال الذي يستطيع أن يؤتي ثماره لصالح رسالة الكنيسة دون الخيانة لروح الإنجيل. فما تقوله الكنيسة حول التوجه العام للمتلكات، والضرورة إلى رؤية أخلاقيَّة للاقتصاد، والمعيار الضروري للتضامن مع الفقراء ضحايا ظلم النظام السياسيّ والإقتصاديّ يجب أن يكون له موضع واضح في عمل الكنيسة لكي تستطيع الحفاظ على مصداقيتها أمام العالم.

 

أقرَّ البابا لاوون الثالث عشر في منشوره  Rerum Novarumأن الناس مضطرون بالمحبَّة في مساعدة الفقراء وتلبية حاجاتهم الخاصَّة وما هو مناسب لوضعهم في الحياة. والمجمع الفاتيكاني الثاني كرّر هذا التعليم في الدستور العقائدي "فرح ورجاء" أن الله جعل الأرض وكل ما فيها لخدمة جميع البشر وجميع الشعوب" (رقم 69). تطبيق هذا المبدأ يعني أن المؤمنين مضطرون لمساعدة الفقراء ليس فقط من الفائض ولكن أيضا من مواردهم: "أن شعب الله كله عليه أن يساعد على التغلب على المصاعب من خلال العطاء السخي، ليس فقط من الأموال الفائضة لكن أيضا ما هو محتاج" (رقم 88).

 

أقرَّ المجمع الفاتيكاني الثاني، في الدستور فرح ورجاء، أن الكنيسة تستخدم الأموال الزمنيَّة حسب ما تتطلبه رسالتها (رقم 76). وإنَّ استخدام جميع أموال الكنيسة ليس مجرد قضية أخلاقيَّة، ولكن أيضا مرتبطة بنظام إكلسيولوجي وأسراري، لأنَّ هذه الأموال هي جزء من الجانب الظاهري أي لعلامة "الأسرارية" للكنيسة. بهذه الطريقة كل أهداف أموال الكنيسة تشكل وحدة في رسالة الكنيسة العامَّة ولخلاص النفوس. وتمييز بين مختلف الأهداف يتبرر من أن طبيعة الكنيسة، التي هي شركة عضوية ومنظّمة، مختلف أعضائها يمكنهم أن يكونوا مسؤولين لبعض أنشطة محددة. الشيء نفسه ينطبق على مختلف الأجهزة والجمعيّات. وهذا قد يتطلب أن مختلف أموال الكنيسة أن يكون لها مختلف مالكين. فضرورة الوسائل يجب دائما أن تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بمنطق الغايات.

 

العلاقة بين الأموال الماديّة والأهداف الكنيسة كان لها صدى في كلام الطوباوي الحبر الرومانيّ بولس السادس، الذي بدأ الإصلاح أيضا في المجالات الماليَّة والإداريّة من خلال الدستور Regimini Ecclesiae Universae في العام 1970 أن "الحاجة إلى الوسائل الإقتصاديَّة والماديّة، مع التداعيات التي تنجم عنها: البحث عنها، المطالبة بها، وإدارتها، لا تتجاوز أبداً مفهوم الأهداف التي يجب أن تخدم وأن تكون فرامل من الحد، كرم العمل، وروحانية المعنى".

 

بإمكاننا استخدام الأملاك من الرأس المال الثابت لمساعدة الفقراء وهذه من الأسباب الرئيسية التي تجعل الكنيسة أن تمتلكها. فالأعمال التقويَّة من بين الأسباب لبيع الأموال. بالطبع، يجب أن تتحقق الشروط القانونيّة المناسبة، الموافقة المطلوبة لا تزال ضرورية. ولكن إذا كان المؤمنون الذين هم أعضاء في مختلف الهيئات المعنية في اتخاذ قرار بشأن البيع معتادا التركيز على التقليد الكنيسة والتعليم المجمعي على مساعدة الفقراء، وعلى دراية بالشَّرع الجديد 1983 بشأن الأولوية للفقراء، هناك احتمال كبير أن، عند الضرورة، المال الثابت سوف يستخدم لمساعدة الفقراء.

 

قال البابا يوحنَّا بولس الثاني Sollicitudo rei socialis (رقم 31) أن الكنيسة نفسها، خدام الكنيسة والمؤمنون، ملتزمون بمساعدة من هم في البؤس، وأن هذه المساعدة يجب تأتي، ليس من الفائض، ولكن أيضا من الأملاك أو أموال الكنيسة. يستمر الحبر الرومانيّ يوحنَّا بولس الثاني في القول أنه في حالة الضرورة الملحة، لا يحل تفضيل تزيين  الكنائس أو الحلي للعبادة الإلهيّة، إلى غيرها من الضروريات، قد يكون من المرغوب فيه أن كل هذه يجب أن تكون مباعة من أجل توفير الطعام والشراب والملبس والمأوى لأولئك الذين يفتقرون إلى هذه الأشياء.

 

وجّه البابا فرانسيس في عظته بتاريخ 15 كانون الأول 2015 في كنيسة القديسة مرتا كلمة إلى جميع المسيحيّين كي يستعملوا بشكل سليم الأموال، وأن يعيشوا روح الفقر: "لا لكنيسة تعيش متعلّقة بالمال، تفكّر في المال، تفكر كيف تكسب المال". "أريد كنيسة فقيرة للفقراء". الفقر هو الانفصال عن المال لخدمة المحتاجين، لخدمة الآخرين.  إذن، على الإكليروس ومؤسَّسات الحياة المكرَّسة وجمعيّات الحياة الرسولية إظهار ذلك بطريقةٍ مثالية وذلك من خلال التصرف بأموال الكنيسة بطريقة تتوافق مع القوانين الكنسيّة السارية المفعول. في ضوء هذا يمكن تفسير خطاب البابا فرانسيس في افتتاح جمعيَّة أساقفة إيطاليا في شهر 16 أيار 2016، حيث تلفظ هذه الكلمات: "في تفكيرنا حول التجديد الاكليروس يتضمن أيضا فصلا عن إدارة الهيكليات وأموال الإقتصاديَّة: في رؤية إنجيلية، تجنّبوا أن تثقلوا أنفسكم بالرعائية المحافظة، التي تعوق الانفتاح إلى كلّ جديد دائم للروح. [دعوة الحفاظ] فقط ما يمكن أن يخدم لخبرة الإيمان ومحبة شعب الله". الموضوع لا يعني التصرّف بالموارد الماليَّة بطريقة الاستغناء لكن العمل على التمييز الجماعي بشأن فعالية استعمالها في رسالة الكنيسة أيضا ما له علاقة بعلامات الأزمنة الحاضرة. ومساندة معيشة الفقراء: "طعام الفقراء" لا يقصر على أولئك الجياع؛ ولا أن تتوقّف المساعدة على قطعة الخبز أو الوجبة اليوميَّة في مطبخ. هذا سيكون تفسير بائس ومهين. أشكال الفقر، اليوم، لا يمكن وصفها عمليا لكميتها؛ وجوه الفقراء الحديثة كثيرة حقا. إنجيليًا ما يتمّ القيام به للفقراء يتمّ القيام به للمسيح نفسه وأن ما يتمّ القيام به للكنيسة يتمّ بدوره للمسيح، ومنطقياً أيضاً ما يتمّ للفقراء يتم للكنيسة في نفس الوقت.