قام السيد نيكولاس كاسيانديس، القنصل الفرنسي العام في القدس، بزيارة ميدانية إلى بلدة الطيبة، وسط الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، حيث اطلع على الوضع الإنساني والاقتصادي والاجتماعي لسكان البلدة، والمشاريع التي تنفذها رعية اللاتين، والتي تهدف إلى تثبيت المسيحيين في أرضهم والحفاظ على هويتهم وتراثهم.

ورافق القنصل في زيارته، ستيفاني إيرفين رئيسة قسم التعليم، وبيير لوك مستشار الشؤون الدينية، وهيرمين كاردي من قسم التعاون اللامركزي.

وكان في استقبال القنصل الأب بشار فواضله، راعي كنيسة المسيح الفادي للاتين، التي تعد من أقدم الرعايا الكاثوليكية في فلسطين، وراهبات الصليب المقدس للقدس، وعرض عليه الصعوبات التي يواجهها السكان بسبب الاحتلال الإسرائيلي والعدوان على غزة، اللذين أثرا على مصادر دخلهم وحرمانهم من الوصول إلى أماكن عملهم، خاصة في القدس، والتي تعاني من الحواجز الإسرائيلية والاعتداءات المستمرة من قبل المستوطنين على أراضيهم ومزارعهم، خاصة في موسم قطف الزيتون.

وأطلع الأب بشار القنصل على الهجرة التي تعاني منها بلدة الطيبة، التي تعد البلدة الوحيدة في فلسطين التي كامل سكانها من المسيحيين منذ زيارة السيد المسيح لها قبل نحو الفي عام (يوحنا 11: 54)، والتي تشهد تناقصا في عدد سكانها بسبب الظروف الصعبة والبحث عن فرص عمل وتعليم ومستقبل أفضل في الخارج، مما يؤثر على عدد وتماسك المجتمع المسيحي في البلدة. وأطلعه على المشاريع التي تسعى الرعية لتنفيذها لخلق فرص عمل للعاطلين عن العمل من خلال تنمية القطاعات الزراعية والسياحية والثقافية في البلدة، وكذلك مشروع الإسكان الذي يهدف إلى مساعدة الشباب على إيجاد مسكن في البلدة وعدم مغادرتها أو الهجرة منها، ولمساعدتهم على البقاء في أرضهم والحفاظ على هويتهم وتراثهم.

وأعرب القنصل عن تقديره للجهود التي يبذلها الأب بشار والمجتمع المحلي في الطيبة للحفاظ على هويتهم وتراثهم وثقافتهم، وعن استعداده لتقديم الدعم والمساعدة لتحسين الأوضاع في البلدة وتعزيز التعاون بين الطيبة وبلاده في مختلف المجالات.

وفي إطار زيارته، زار القنصل مدرسة لاتين الطيبة الثانوية، حيث كان في استقباله مدير المدرسة الأستاذ تامر نصرالله، الذي عرض عليه الأوضاع التعليمية والمشاريع التي تنفذها المدرسة، والتي تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتوفير فرص أفضل للطلاب، خاصة وان المدرسة تستقبل طلبة من القرى والبلدات المجاورة.

وأكد مدير المدرسة على أهمية تعليم اللغة الفرنسية للطلاب، كونها لغة عالمية وثقافية، ولغة تاريخية في فلسطين، ولغة تفتح أبواب التبادل الثقافي والتعاون مع الدول الفرنكوفونية. وأشار إلى البرامج والأنشطة التي تقوم بها المدرسة لتشجيع الطلاب على تعلم اللغة الفرنسية والتواصل مع طلاب من مدارس فرنسية أخرى.

وخلال الزيارة، التقى القنصل بعدد من الطالبات اللواتي اجرين معه مقابلة باللغة الفرنسية. وأبدى القنصل إعجابه بمستوى الطالبات في اللغة الفرنسية وبحماسهن وثقتهن في أنفسهن.

وفي نهاية الزيارة، أعرب القنصل عن تقديره للجهود التي تبذلها مدرسة لاتين الطيبة الثانوية في تعليم اللغة الفرنسية وتنمية مهارات الطلاب وتعزيز هويتهم وتراثهم. ووعد بتقديم الدعم والمساعدة للمدرسة في مواصلة مسيرتها التعليمية والثقافية. وأكد على التزام فرنسا بدعم الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والكرامة والسلام.