موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٨ يونيو / حزيران ٢٠١٦
افتتاح كنيسة شهداء الأردن بإبراز النذور الرهبانية الأولى

عمّان - أبونا ، تصوير: مارتن سمير :

احتفل في كنيسة شهداء الأردن بمنطقة مرج الحمام، جنوب غرب عمّان، بإبراز النذور الأولى في رهبنة القديس يوسف الظهور للآنسة رحاب سلامة بهنام والآنسة أنوار نعيم نعمة، ودخول مرحلة الابتداء الرهباني للآنسة نهلة عاطف قديس والآنسة سارة حكمت كذّيا.

وتم إعلان النذور ودخول الابتداء خلال القداس الاحتفالي الذي ترأسه المطران مارون لحّام، النائب البطريركي للاتين في الأردن، بمشاركة كاهن الرعية الأب حنا كلداني، ولفيف من الكهنة، والرهبان والراهبات، وحشد من المؤمنين، في قداس تحتضنه، ولأول مرة، الكنيسة الجديدة المشادة تكريماً لشهداء الأردن في القرون الأولى. فيما سيتم تدشين الكنيسة في 15 أيلول المقبل بقداس حبري مهيب.

وقال الأب كلداني في كلمته الترحيبية: "لقد انتظرنا هذه الكنيسة على حد قول الكتاب المقدس ‘كانتظار الرقباء للصبح والساهرين للفجر، فإن عند الرب الحمة وعنده فداء كثير‘، نعم انتظرنا باشتياق ولهفة شهداء الأردن مثل سمعان الشيخ وحنة النبية ملازمي الهيكل بانتظار رؤية الطفل المخلص"، رافعاً الصلاة لروح نفس الأب يعقوب حجازين الذي خدم في السنوات الماضية رعية مرج الحمام.

وقدّم كاهن الرعية الشكر لكل الذين تبرعوا وأسهموا في بناء الكنيسة، مترحماً بشكل خاص على الراقد في الرب جميل خليل النبر الذي أطلق هذا المشروع بعطاء سخي، كما ولكل الذين سيسهمون ويتبرعون، لأن الخير في بطونه باقٍ".

أما المطران لحّام فقال في مستهل عظته: "تقول الرسالة إلى العبرانيين أن الإنسان المكرّس (الكاهن او الراهبة) مأخوذ من بين الناس. ويقام من أجل الناس. مأخوذ من بين الناس: هذا يعني أن كل شيء يبدأ في المحيط الذي ولد في الإنسان. البيت أولاً. فهو أول مدرسة وأول جو ينهل منه الإنسان محبة الله والأسس الرئيسة في الحياة المسيحية. فالمكرّس لا يولد كالفطر في وسط الطبيعة. عندما يدخل الإنسان المكرس زمن التحضير (الابتداء بالنسبة للراهبات) يأخذ المسؤولون بعين الاعتبار هذا التاريخ الشخصي. الإنسان المكرس لا يتكوّن في المختبر. التكريس هو تتويج لمسيرة سابقة على مراحل. لهذا السبب يجب ألا ينسى الكاهن أو الراهبة أهله ومدرسته ورعيته وكنيسته وحركات العمل الرسولي التي عمل فيها. كلها مراحل قادته إلى لحظة التكريس الرسمي".

تابع: "لهذا السبب نقول أن الإنسان المكرّس الذي يعيش في سلام داخلي مع ذاته ومع تاريخه الشخصي يمكنه أن يشعّ السلام حوله حتى في الظروف الصعبة وفي حالات التعب، وذلك بسبب علاقته الفرحة بيسوع المسيح. الإنسان المكرس هو رسول الفرح. وهذه أمرٌ يعيده البابا باستمرار. ويجب أن يستغل فرحه ليسهّل العلاقة بين المؤمنين والله تعالى. المكرس القاسي يضرّ. يقول القديس أغسطينوس: ‘حيث توجد الرحمة، فهناك روح الرب، وحيث توجد القساوة، فهناك خدام الرب وحدهم‘. فخادم الرب دون روح الرب يصبح قاسياً، وهذا الأمر يشكّل خطراً على شعب الله".

وأشار المطران لحّام بأن المكرس مأخوذ من بين الناس ويقام من أجل الناس. وأضاف: "فالكاهن أو الراهبة ليس كاهناً أو راهبة لأجل ذاته. قداسة الإنسان المكرّس مرتبطة جذرياً بقداسة شعبنا المؤمن. يجب أن يعلم المكرّس أنه تكرّس لخدمة الآخرين كي لا يصبح موظفاً أو سلطوياً. المكرّس راعي لا موظف. الموظف يقوم بعمله ثم ينتقل إلى حياته الخاصة، ليس المكرس هكذا، المكرس بدأ من الشعب ويجب أن يبقى مع الشعب".

ومستشهداً بكلمات البابا فرنسيس للمكرسين في سنة الرحمة، قال: "المكرّس أب وأخ وأم وأخت. والأب والأم أحشاؤهم أحشاء رحمة، ونطرتهم نظرة محبة. أبوّة المكرس وأمومة المكرّسة في غاية الجمال، لأنها تعكس جمال حياة بحسب القيم الإنجيلية وحسب محبة الله التي تظهر من خلال محبة الانسان المكرّس"، مؤكداً بأنه "لا توجد اهتمامات خاصة للكاهن أو للراهبة، وإنما اهتمامه الوحيد هو يسوع المسيح".

وخلص النائب البطريركي إلى القول: "أخواتي الراهبات الجدد. هذه كانت نصائح البابا فرنسيس للمكرسين. طويلة وكثيرة وملزمة. لا تخافوا. الطريق طويلة، لكنها جميلة. جميلة لأننا نسير فيها برفقة السيد المسيح المكرّس الأول ومريم العذراء سلطانة المكرّسين. وما دام يسوع ومريم معنا، فلا نخاف من ضعفنا ولا من هفواتنا. فالمسيح يعذر ويسامح ويحب، ويساعدنا على أن نحب".