موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١١ سبتمبر / أيلول ٢٠١٥
اتحاد مجالس أساقفة أوروبا يبدأ اجتماعاته في الأرض المقدسة
الجليل – أبونا ، تصوير: أندريا كروغمان :

بناءً على دعوة بطريرك القدس للاتين فؤاد الطوال، بدأ اتحاد مجالس أساقفة أوروبا، مساء الجمعة، اجتماعه، للمرة الأولى في الأرض المقدسة، مهد ونشأة الديانة المسيحية، بمشاركة رؤساء جميع المجالس الأسقفية من 45 دولة أوروبية، وحضور عدد من رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة.

وقال المونسنيور دوارتي دا كونها، الأمين العام لاتحاد المجالس الأسقفية في أوروبا، في بيان صحفي أعدّ مسبقاً: "في الحقيقة، إن الإجتماع هو بمثابة حج إلى المكان الذي ولد فيه الإيمان المسيحي. من هذه الأرض، انطلق تلاميذ يسوع إلى العالم ليبشّروا برسالته الجديدة".

وأضاف: "من هذه الأرض شق الإنجيل طريقه إلى أوروبا، فعند ذهاب الأوروبيين إلى الأرض المقدسة فإنهم يزورون جذورهم اليهودية المسيحية. وقد كانت الأرض المقدسة دائماً مكان التقاء الحضارات، تتخللها الإختلافات الثقافية العظيمة والاضطرابات الاجتماعية القوية التي وحّدت فيما مضى ومازالت توحّد أوروبا والشرق الأوسط".

وسيتخلل الاجتماع، الذي يستمر حتى السادس عشر من أيلول، احتفالات متعددة في الأماكن المقدسة، حيث ستقام صلاة من أجل العائلة، يوم السبت 12 أيلول، في كنيسة البشارة في الناصرة، من بعدها يلتقي الأساقفة مع العائلات الكاثوليكية في المدينة. ومساء يوم 13 أيلول، سيشترك الأساقفة في مسيرة احتفالاً بعيد ارتفاع الصليب، وذلك في رعية الروم الملكيين الكاثوليك ببلدة معليا، حيث سيتم الصلاة من أجل المسيحيين المضطهدين.

وظهر يوم الاثنين 14 أيلول، سيقوم الأساقفة بزيارة البطريركية اللاتينية في القدس، ومن ثم الدخول الرسمي إلى كنيسة القيامة. وفي اليوم التالي، ستكون هنالك زيارة إلى مدينة بيت لحم، حيث سيزور المشاركون المؤسسات والجمعيات الخيرية، من بعدها سيتم الاحتفال بالقداس الإلهي في كنيسة القديسة كاترينا، يرفع فيه الصلاة من أجل جميع المكرسين والمكرسات والدعوات الرهبانية، وسيستمع الأساقفة لشهادة راهبات الكرمل وراهبات الوردية عن حياة القدّيستين الفلسطينيتين الجديدتين.

وعودة إلى جدول أعمال الاجتماع، فسيعطي الأساقفة الأولوية إلى "شخص يسوع، الرب الحق والإنسان الحق". يقول المونسنيور دا كونها: "إنه لأمر في غاية الأهمية النظر إلى الجانب التاريخي للمسيح الذي عاش على هذه الأرض بهدف تقوية علاقتنا مع المسيح الحي الآن". أما الموضوع الثاني، فسيخصص للاستماع والحديث عن "الأفراح والتحديات" السائدة في الكنيسة اليوم في أوروبا. وبدورهم، سيتحدث الرؤساء عن الأوضاع في بلادهم. وستكون هذه فرصة للنقاش عن بعض التحديات المشتركة السائدة.

وخلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الذي عقد في "بيت الجليل"، على شاطىء بحيرة طبريا، تمّ قراءة الرسالة التي وجهّها البابا فرنسيس إلى الأساقفة المجتمعين. حيث قال: "أرسل أطيب الأمنيات والتحيات الأخوية إلى أعضاء اتحاد المجالس الأسقفية في أوروبا الذين سيجتمعون في الأرض المقدسة. إبان تأمّلاتكم لحياة الكنيسة في بلادكم المختلفة، أصلّي من أجل أن تقضوا وقتكم في الصلاة العميقة والتضامن قبل كل شيء".

وأضاف البابا في رسالته: "ليكن وجودكم في كنف الرب فرصة لتجددكم في قداسة الحياة والحماسة الرسولية من أجل الناس الذين تعتنون بهم، وليكن وجودكم أيضاً فرصة لتستعيدوا نضارة الإنجيل الأصيل إذ في كل مرة تسعون فيها لذلك تظهر سبلٌ جديدة، وأساليب خلاقة، وأشكال تعبير أخرى، وعلامات أفصح، وكلمات محمّلة معنى متجدد لعالم اليوم. لا تنسوا ذكر السينودس القادم في دعواتكم وصلواتكم، لكي تستطيع الكنيسة الاستجابة بكرم وحس الضرورة لاحتياجات الأسرة".